أكد السيد صلاح الصالحي سفير الجمهورية التونسية لدى دولة قطر أن التعاون المالي والإستثماري بين البلدين يواصل تصاعده، حيث لاتزال قطر تحتل المراتب الأولى في قائمة المستثمرين في بلاده ، مشيرا إلى أن هذه الزيادة ستتسارع عقب إفتتاح مكتب صندوق قطر للتنمية بتونس، وقال السفير التونسي، في تصريح لوكالة الأنباء القطرية "قنا" بمناسبة اليوم الوطني للدولة إن تونسوقطر ترتبطان بعلاقات أخوية متميزة على جميع الأصعدة، سياسية وإقتصادية وإجتماعية وثقافية، لافتا إلى حرص قيادتي البلدين على تعميق وتنويع هذه الروابط بما يرتقي بعلاقات البلدين إلى مرتبة متقدمة من التعاون والشراكة المتبادلة. وأضاف أن السنوات الأخيرة شهدت طفرة في مستوى وحجم التعاون الثنائي جسده تبادل الزيارات الثنائية رفيعة المستوى بين مسؤولي البلدين في إطار التشاور والتنسيق السياسي والدبلوماسي إضافة إلى الإرتفاع في حجم المبادلات التجارية والذي تجاوز 250 بالمائة خلال هذه السنة بالمقارنة مع العام الماضي، وأشار السفير الصالحي إلى بعض المشاريع التنموية الممولة في إطار التعاون المالي والإستثماري التونسيالقطري على غرار المنتجع السياحي "بتوزر" الذي من المنتظر إستكمال إنجازه قبل صيف 2019 بتمويلات قطرية فاقت ال80 مليون دولار، حيث يُعد هذا المنتجع من بين أفخم وأفضل عشرة منتجعات سياحية في العالم، والأول في إفريقيا، كما من المرتقب أن تشرع مجموعة "الماجدة" القطرية قريبا في إنجاز منتجع سياحي جديد بمنطقة قمرت السياحية بتونس العاصمة بتكلفة تتجاوز ال200 مليون دولار. وتابع بالقول "كما تم في هذا الإطار أيضا التوقيع بين صندوق قطر للتنمية ومجموعة من البنوك والمؤسسات المالية على إتفاقية لتمويل المشروعات الصغيرة والمتوسطة ومشاريع للباحثين عن عمل من بين أصحاب الشهادات العليا بالاضافة إلى عدة مشاريع تنموية وإجتماعية أخرى مولها صندوق الصداقة القطري وعدد من الجمعيات القطرية ومؤسسة صلتك"، وأضاف السفير التونسي بأن دولة قطر تستقطب الآلاف من الكفاءات التونسية وتتيح لهم فرص التشغيل في كل المجالات الإقتصادية والتربوية والإجتماعية والرياضية، مشيرا إلى أن عدد أفراد الجالية التونسية يتجاوز الآن 26 ألفا توافرت لهم مدرسة تدرس المنهج التونسي ويرتادها حولي 2500 طالب من أبناء الجالية التونسية والدول المغاربية. وأشاد السفير بسياسة دولة قطر الرشيدة التي تهدف إلى تحسين ظروف عيش مواطنيها وتدعيم أركان السلم الإجتماعي والأمن الداخلي، فقد إستطاعت بفضل حكمة قيادتها وخطط التنمية من تحقيق نتائج إقتصادية وإجتماعية جعلتها تحتل أعلى المراتب في مؤشرات التنمية البشرية ومستوى دخل الفرد وفي التعليم والصحة وغيرها منوها إلى أن رؤية قطر الوطنية 2030 تشكل نقلة نوعية أخرى تعزز قدرة الدولة على مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية وقد بدأت هذه السياسات تؤتي ثمارها حيث تتجه قطر نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي في العديد من المواد لاسيما في قطاعات الإنتاج الغذائي فضلا عن الاستعداد الجيد لتنظيم كأس العالم 2022 الذي يُجمع المتابعون على أنه سيكون من أفضل نسخ كأس العالم لكرة القدم. وثمن السفير التونسي نهج دولة قطر في علاقاتها الخارجية، الذي يقوم على دعم قيم التعاون والتضامن بين الدول والشعوب والدعوة إلى حل الخلافات بالحوار والطرق الدبلوماسية والسلمية فكانت سبّاقة إلى مد يد المساعدة إلى كل الشعوب والدول التي عرفت أزمات أو تعرضت إلى كوارث طبيعية ، مضيفا بأن الخيارات المتوازنة والمعتدلة للقيادة للدبلوماسية القطرية لعبت دورا مهما على الصعيد الدولي والإقليمي في مجالات تسوية المنازعات من خلال عدة عمليات وساطة ومساعي حميدة واستضافة المؤتمرات واللقاءات للحوار البناء والمصالحة، كما مكنت قطر من توسيع شبكة علاقاتها الخارجية في جميع قارات العالم، وعبر سعادة السيد صلاح الصالحي عن سعادته واعتزازه بتمثل بلاده في الدوحة لما يجمع الدولتين والشعبين من أواصر متينة من التعاون البناء والمثمر القائم على علاقات تاريخية عميقة ومتنوعة قوامها الاحترام المتبادل، مشيدا في الوقت ذاته بالتلاحم القطري بين القيادة والشعب، وأثره في تحقيق الإنجازات والنجاحات وتحويل التحديات والصعاب إلى فرص للتحديث والتطوير والتنمية الاجتماعية والاقتصادية والعمرانية. وقال السفير التونسي "بهذه المناسبة يسرني بإسمي وباسم كافة التونسيين المقيمين في دولة قطر، أن أرفع أسمى عبارات التهاني والتبريكات إلى مقام حضرة صاحب السمو الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أمير البلاد المفدى، وإلى صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني وإلى جميع أعضاء الحكومة والشعب القطري الشقيق، وأسال الله عزّ وجلّ أن يعيد هذه المناسبة السعيدة وقطر تنعم بالخير والعزّ والرخاء والأمن".