نظمت الادارة الجهوية للصحة بتطاوين، امس السبت، بالتعاون مع المندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية، يوما جهويا إعلاميا وتكوينيا حول مرض السل قدمت خلاله ثلة من الكفاءات والأطباء المختصين والبياطرة مداخلات حول مرض السل واساسا العقدي وأعراضه وأسبابه التي غالبا ما تكون ناجمة عن استهلاك الحليب ومشتقاته مجهولة المصدر وغير المعقمة. وقد ارتفع مؤخرا عدد المصابين بسل الغدد اللمفاوية ( العقدي) في ولاية تطاوين التي أصبحت تحتل صدارة ولايات الجمهورية في تفشي هذا المرض ذي الكلفة العلاجية المرتفعة اعتبارا لما يتطلبه من وقت يتراوح بين ستة اشهر وسنة. وأكد المدير الجهوي للصحة، إبراهيم غرغار، لمراسل (وات) في الجهة أن الهدف من تنظيم هذا اليوم الإعلامي هو التحسيس بأهمية الوقاية لتجنب استهلاك مواد مجهولة المصدر، وإعداد استراتيجية جهوية، بالتعاون مع المندوبية الجهوية للفلاحة، ترتكز على أهداف مشتركة تقضي على أسباب هذا المرض الذي يكلف الدولة حوالي 44 مليون دينارا تخصصها وزارة الصحة للعلاج وتوفير الأدوية الموجودة في مختلف المراكز الصحية في الولاية. وأشار المدير الجهوي إلى افتقار الولاية الى طبيب مختص في أمراض الأذنين والأنف والحنجرة والذي من المفترض ان يتابع هذه الحالات التي تطول مدة علاجها وهو ما يحتم في بعض الحالات نقل المريض الى مستشفيات اخرى خارج الولاية للعلاج. اما الدكتورة اسماء لزغب ممثلة الادارة العامة للصحة الحيوانية بوزارة الفلاحة، فقد اشارت في تصريحها لمراسل (وات) بان وزارة الفلاحة وضعت استراتيجية وطنية خماسية تشمل مبدئيا 22 ولاية بكامل تراب الجمهورية وتتواصل الى غاية سنة 2032 بكلفة جملية قدرت بحوالي 154 مليون دينار، منها مليون و400 الف دينار للعام القادم. وتهدف الاستراتيجية، وفق لزغب، إلى تطهير القطيع من هذا المرض بصفة مرحلية لان البقرة عندما تصاب بهذا المرض لا دواء لها الا الذبح الذي يتطلب بدورة تعويضا للمربي، مؤكدة أن تونس في اخر هذه الخطة ستتحصل على الشهادة الصحية الدولية، وموصية، في هذه المرحلة، باعتماد جانب الوقاية بشراء الحليب المعقم والابتعاد كليا عن الحليب الطازج ومشتقاته عندما يكون مجهول المصدر أو تغليته لمدة 20 دقيقة للتخلص من الجرثومة نهائيا. وتحدث المتدخلون، من جهتهم، في هذا اللقاء عن حتمية التوصل سريعا الى حماية المستهلكين بتكثيف المراقبة البيطرية للأبقار، وقد تبين أن الأبقار في الجهة سليمة من هذا المرض إلا أن كميات كبيرة تعد بآلاف الليترات من الحليب الطازج ومن الاجبان التي تتزود بها بعض المتاجر من خارج الولاية تحوم شكوك حول مدى سلامتها من هذا المرض. وقد شددوا على تطبيق القانون بفرض شهادة سلامة القطيع ومصدر الحليب ومشتقاته قبل وصولها الى نقاط البيع، داعين الوزارات المعنية الى إيلاء هذا الجانب الاهتمام اللازم وتجميع الامكانات الضرورية للوقاية من المنشأ اَي تطهير قطيع الأبقار واتخاذ الإجراءات الردعية اللازمة لذلك. يذكر ان هذا المرض الوبائي قديم جدا وبقي عبر التاريخ من اكثر الأمراض فتكا بالبشر، ويتطلب سرعة التدخل الطبي والمواظبة على تناول الدواء مع الحرص على زيارة الطبيب في الموعد المحدد، وأعراضه تبرز في ظهور تورمات في أماكن مختلفة من الجسم وخاصة في العنق وارتفاع الحرارة ليلا والإحساس بالتعب والإرهاق وفق الإفادات التي تم تقديمها بالمناسبة. (وات)
