قال الشيخ راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ومؤسسها: ان الشعوب العربية طال انتظارها للسوق العربية المشتركة وللاقتصادات العربية المندمجة، مشددا على ان قمة الدوحة ستخطو خطوة عملية على هذا الطريق مستفيدة مما عرف عن حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر من جرأة ومبادرات شجاعة ليضرب مثالا لإخوانه العرب في تسخير جزء من فوائض البترول في البنوك من اجل اقامة مشروع استثماري ضخم على غرار المشروع الامريكي مشروع "مارشال" في اوروبا. وبين أن قطر مرشحة لتطرح على شقيقاتها الخليجيات مشروعا مماثلا للنهوض بالعالم العربي وخصوصا بدول الربيع العربي حتى لا يجهض الفقر هذا الأمل الذي انبثق من خلال ثورات الربيع العربي في ان يعود العرب الى التاريخ مجددا ويثبتوا موقعهم جغرافيا بما يضع حدا لخطر تعميم الزلازل واكتساحا لكل المنطقة. وقد ظلت مواقف الشيخ راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة ثابتة ثبوت الأهداف الكبرى للعمل السياسي صلب الحركة التي بالرغم من الهزات المتتالية التي عاشتها منذ توليها الحكم في تونس، ظلت هي الأخرى قوية ومتماسكة مؤمنة بحق الاختلاف مطوقة لكل خلاف يطرأ بين قيادييها. وكانت النهضة احدثت المفاجأة بقبولها التنازل عن جميع وزارات السيادة ابان مفاوضات تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة النهضوي علي العريض، مما اقام الدليل على رغبتها الجامحة في تحقيق التهدئة بما يضمن الذهاب الى الاستحقاقات الانتخابية القادمة في جو من الاستقرار والتوافق بين مختلف الفرقاء السياسيين. ولا يخفي الشيخ راشد الغنوشي انزعاجه من بطء مسار العدالة الانتقالية، معربا عن امله في ان تتوفق حكومة العريض في تنفيذ برنامجها السياسي خلال الفترة المتبقية من العام الجاري، ومعتبرا انه بالإمكان تحقيق انجازات ينتظرها الشعب بفارغ الصبر بدءا بالتوافق في وضع رزنامة للانتهاء من المرحلة المؤقتة ومتطلبات ذلك، وكذا تفعيل العدالة الانتقالية والعفو العام وتحريك مشاريع التنمية وضبط أكبر للامن واستقطاب الاستثمار والسياح. ردا على سؤال " الشرق" ماذا تنتظر تونس من القمة العربية التي تحتضنها الدوحة، قال الشيخ راشد الغنوشي:" ان العرب لم يتعودوا على انتظارات عالية من القمم العربية بسبب ضعف الدول العربية وضعف التنسيق فيما بينها والاختلافات القائمة، ولكن ذلك لا يمنع من استبقاء نافذة او كوة من الأمل مفتوحة. في الحد الأدنى من الخصومات وان تصدر عن القمة مواقف مشتركة ازاء التحديات الكبرى التي تواجه المنطقة وعلى رأسها القضية المركزية للأمة العربية والإسلامية قضية فلسطين وما تتعرض اليه اراضيها من نهب المستوطنين. بالإضافة الى ما يتعرض اليه القدس من عملية احتلال وتخريب واغتصاب سافر. وفي تقديري ان السؤال الموجه الى القمة: ماذا يمكن ان تقدم الى فلسطين؟؟؟ كذلك يحتل الوضع في سوريا والنزيف المتواصل بها محورا اساسيا لأعمال القمة، فلم يعد ما يحصل هناك نزيفا بل اضحى شلالا هادرا من دماء الاطفال والنساء على يد نظام الجبروت والطغيان... فالى متى يظل العرب يتفرجون على حمام الدم في سوريا، نحن نتساءل ماذا يمكن ان يقدموا للشعب السوري الثائر ولدمه الهادر على الأقل على المستوى الإنساني ان لم يكن دعما مباشرا للثائرين؟.