اجرى رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي حوارا مع صحيفة العرب اللندنية تحدث فيه عن الاستقطاب السياسي الحاصل في تونس المتوقّع في سنة انتخابية. فالرئيس يعتقد "أن المواعيد الدستورية يجب أن تتم في آجالها. هذا ما فعلناه في الانتخابات البلدية رغم الاحترازات الكثيرة والحساسيات السياسة". لكن الرئيس الذي ترك رئاسة حزب نداء تونس وتفرغ لعمله كرئيس للبلاد سيكون محورا مهما في الانتخابات القادمة. يقول "لا أشجع أحدا ولا نقوم بعمل ضد أحد. الشعب هو الذي يختار. الانتخابات القادمة فيها عوائق منها أن الهيئة التي تشرف على الانتخابات غير مكتملة. في تونس ليست وزارة الداخلية التي تنظم الانتخابات بل الهيئة المستقلة. والهيئة الحالية حسب القانون يجب تعويض بعض أعضائها كما أن رئيسها استقال. اعتقد أنه تم الاتفاق بين كل الكتل في المجلس على قائمة للتعويض. لكن يلزم مصادقة الجلسة العامة مع الرئيس وإذا تم هذا في آجال معقولة حتى يتم تنظيم الانتخابات في موعدها القانوني، وأنا حريص على ذلك". ويرى الرئيس أن "الانتخابات ستضبط الأمور، وان شاء الله تقع استفاقة. سأدعو التونسيين أن يشاركوا بكثافة في الانتخابات، وأن يختاروا من يريدون، هو شعب واع، ويتحمل مسؤولية ممارسة حقه في الانتخاب. عندما كنت أنا مترشحا، كان عندي خيار واضح: إما أنا أو النهضة. اليوم لم يعد بإمكاني ذلك، لكن سأدعوهم ليصوتوا لمن يعتبرونه الكفء". لكن هذا لا يرد على السؤال الأساس: هل سيترشح الباجي قايد السبسي لانتخابات الرئاسة القادمة؟ لا يخفي الكثير من التونسيين رغبتهم في أن يترشح الباجي ليبقى صمام أمان سياسي في بلد يتلمس طريقه في مسيرة الديمقراطية. الرئيس الباجي نفسه يدرك هذا ويقول "ليس هناك إنسان صالح لكل زمان ومكان. قمت بواجبي لكن ذلك لا يعني أنه من الضروري أن أرشح نفسي للانتخابات بالرغم من أن الدستور يمكنني من ولاية ثانية، وأنا لدي حرية التصرف استعملها أم لا. وأنا هنا أؤكد أنني لن استعمل هذا الحق إلا لما فيه مصلحة تونس. لست من المؤيدين لفكرة رئيس مدى الحياة. أنا ضد هذا التوجه. ليس طموحي أن أبقى رئيسا مدى الحياة". لكن الأمر مرتبط بالأوضاع داخل حزب النداء.. والرئيس نفسه لا يتردد في الإشارة إلى هذا الارتباط. يقول "صحيح أن هناك دعوة للترشح خصوصا من النداء الذي كونته، لكن ابتعدت عنه منذ تولي رئاسة الجمهورية. زارني أعضاء من النداء. قلت لهم لن أستجيب للنداء الحالي. ستنظمون مؤتمرا جديدا وعندما تأتون بوجوه جديدة تقوي النداء، عندها سأرى". إذا الخيار أكثر من مفتوح. والرئيس يلوّح به ويقول "اليوم الذي أقرر فيه الترشح من عدمه، سيكون حافزي الحقيقي هو مصلحة تونس. إذا كانت مصلحة تونس أن نرى شخصا آخر نساعده فسيكون ذلك. وإذا اقتضت المصلحة وجودي وقتها سأفكر في الترشح. ليست لدي موانع شخصية لكن المصلحة العامة هي التي ستحدد".