- لا يمكن إلغاء حقوق الشعوب بجرة قلم - ما سيصدر عن القمة يعكس الإرادة الجماعية للدول العربية - من الطبيعي أن تكون سوريا على جدول أعمال القمة العربية وسترجع إلى الجامعة يوما ما - لا مجال للحديث عن التطبيع قبل تمكين الفلسطينيين من حقوقهم كاملة - هذا موقفنا مما يحدث في الجزائر ومشاركة السودان في القمة - الجولان أرض سورية محتلة وتونس أول من أدان قرار ترامب - إعادة الاهتمام بالقضية الفلسطينية مسؤوليتنا.. - علينا ألا نكون عدميين إلى درجة المطالبة بإلغاء كل شيء دون وجود مبادرات أو حلول أخرى أكد وزير الخارجية خميس الجهيناوي أن إمكانيات التكامل العربي ضخمة سواء على مستوى الموارد البشرية أو الثروات الطبيعية والصناعة والفلاحة. وقال الجهيناوي عشية انطلاق أشغال وزراء الخارجية العرب تمهيدا للقمة العربية بتونس «انه يتعين علينا حل مشاكلنا بأيدينا وأن لنا القدرة على ذلك» مضيفا أن هناك الكثير من العمل الذي ينتظر الجميع. وشدد الجهيناوي في حديث شامل خص به «الصباح» «أن المشهد العربي اليوم أمام وضع دولي يشهد منافسة شرسة وأنه لا يمكن مواصلة العمل بالطرق الكلاسيكية في زمن العولمة والتكتلات». وقال الجهيناوي الذي يعيش سباقا مع الزمن استعدادا للحدث المرتقب نهاية الأسبوع إن»الوضع اليوم أصعب مما كان عليه قبل خمسين عاما نتيجة للتقلبات الإقليمية والدولية». إلا أنه اعتبر أن كل هذا لا ينفي مسؤوليتنا كعرب وهي مسؤولية كبيرة». ودعا الجهيناوي إلى استعادة العرب الإرادة السياسية لحل خلافاتهم». وخلص إلى أهمية أن يكون للعرب دور على الساحة الدولية مهما كانت الصعوبات. وأضاف الجهيناوي أن شعار القمة يكشفه رئيس الدولة وانه شعار يتضمن كل معاني الوفاق والتضامن والإرادة العربية». كما تحدث وزير الخارجية عن الموقف من القرار الأمريكي بشأن الجولان ومستقبل العلاقات مع سوريا إلى جانب التطورات المتسارعة في الجزائر ومشاركة الرئيس السوداني في القمة وغير ذلك من الملفات والقضايا العربية العالقة وكشف عن اجتماع للرباعية بشأن الأزمة في ليبيا يعقد عشية القمة.. وفيما يلي نص الحديث.. * كل الظروف تقريبا تجعل انعقاد القمة العربية في مناخ إقليمي ودولي على درجة من التعقيد أكثر من قبل، فكيف تسير الاستعدادات الأخيرة لاستقبال هذا الحدث قبل ساعات من موعد القمة العربية في دورتها الثلاثين في تونس؟ -فعلا نحن نعيش سباقا ضد الزمن على وقع العد التنازلي لهذا الموعد، ولكن من المهم أن نشير إلى أن الاستعدادات بدأت منذ أكثر من ستة أشهر وهي جهود متواصلة على قدم وساق لتأمين كل شروط النجاح للقمة العربية في دورتها الثلاثين، والدولة التونسية كانت بادرت بتشكيل لجنة تترأسها رئاسة الجمهورية لتهيئة كل الظروف المادية واللوجستية. ولكن أيضا على مستوى تحضير المضمون وهو ما يستوجب عملا دؤوبا بالتشاور مع وزراء الخارجية لطرح الملفات. العمل الديبلوماسي عمل دؤوب وهو مستمر منذ اجتماع القاهرة الأخير حتى تنضج المفاهيم وتتبلور. * هل نضجت المفاهيم اليوم وهل يمكن أن تكون القرارات في حجم تطلعات الرأي العام والشعوب العربية؟ -ما سيصدر عن القمة يعكس الإرادة الجماعية للدول العربية ونتائج المشاورات بينها. ستخرج عن القمة كل بنود جدول الأعمال الذي تم اعتماده في القاهرة وسيطرح على وزراء الخارجية للتدارس ثم يرفع إلى الرؤساء والقادة الذين لديهم حرية القرار. * مرة أخرى ندرك جيدا حجم تعقيدات المرحلة إقليميا ودوليا ولكن كيف يمكن اليوم أن تحظى القمة العربية باهتمام الرأي العام الذي فقد الأمل في القرار العربي؟ -هناك معطى اليوم وهو أن الوضع الدولي معقد ومتشعب والوضع العربي ليس في أحسن حال. ولكن هذا لا يعني بأي حال من الأحوال أن نقطع مع القمم العربية أو اللقاءات التي تجمع العرب وعلينا ألا نكون عدميين إلى درجة المطالبة بإلغاء كل شيء دون وجود مبادرات أو حلول أخرى واقعية. وحتى لو لم تكن هذه القمم سيكون من واجبنا ان نلتقي ونجتمع ونتشاور سنويا. هذا العام شهد لقاءات عربية بالإضافة إلى قمة تونس الراهنة على غرار قمة شرم الشيخ العربية الأوروبية والقمة الاقتصادية في لبنان.. * قمة بيروت التي تخلف عنها العرب؟.. -المهم أن القمة انعقدت وبالتالي فان النظرة العدمية تهدم ولا تبني والاهم أن نتحرك وأن نعمل وأن نبحث عن خلق الفرص وان نسعى إلى تكريس هذه الاجتماعات التي تفسح مساحة لكل القادة للحديث وتدارس كل الاختلافات والبحث عن تحصين العمل العربي المشترك.. نعم علينا الإقرار بأننا نحتاج لمزيد الإصلاحات للتطلع إلى مطالب وطموحات الشعوب في مرحلة معقدة وعلينا أن نكون واعين بذلك، فكل المنظمات الإقليمية والدولية بما في ذلك الجامعة العربية تعيش أزمات معقدة والوطن العربي مثخن بالجروح. * بالتزامن مع التحضير للقمة العربية اختار الرئيس الأمريكي إعلان قراره التوقيع على منح الجولان السوري إلى الكيان الإسرائيلي المحتل فما هو موقفكم وكيف سيكون موقف القمة من ذلك؟ -أولا تونس كانت من أول الدول التي أعلنت موقفها بكل وضوح والرافض لهذا القرار. فالجولان ارض سورية محتلة وقرار مجلس الأمن في هذا الشأن قائم منذ 1981 ولم يتغير. وكل الإجراءات لتغيير هذا الواقع باطلة وهذا أيضا ما عبرت عنه الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي وكل القوى الدولية الفاعلة. قضية الجولان كما قضية القدس قضية شعوب وهي متشبثة بحقوقها وبالتالي فانه لا يمكن إلغاء هذه الحقوق بجرة قلم. الحكومات والقيادات تمضي والشعوب باقية. * وهل ستكون سوريا على جدول أعمال القمة؟ -شيء طبيعي أن تكون سوريا على جدول أعمال القمة العربية. سوريا دولة مهمة وهي من الدول المؤسسة للجامعة العربية ولكن سوريا تعرف منذ 2011 أزمة حادة وهي مطروحة على جدول الأعمال. الجامعة العربية ارتأت في 2011 تعليق عضوية سوريا وهذا لا يمنع أن يكون مصير سوريا ومستقبلها مطروحا على جدول القمة أو أنه لا يهم العرب. * حتى يكون السؤال أكثر وضوحا هل ستعود سوريا إلى الجامعة العربية خاصة وأن بيان الأمين العام يقول منذ أيام أن المسألة لم تناقش؟ -سترجع سوريا إلى الجامعة يوما ما. الأمر غير مطروح اليوم والعودة مؤجلة. ولكن لا بد من الإشارة أن هناك عملا إجرائيا وهناك عملا سياسيا يسبق ذلك فقرارات الجامعة العربية تتخذ بالإجماع. هناك مفاجأة ولن أوضح أكثر.. * هل يمكن لقمة تونس أن تدفع باتجاه إنهاء القطيعة بين سوريا وبين العرب؟ -ما معنى القطيعة؟ صحيح أن كرسي سوريا شاغر ولكن هذا لا يعني أن سوريا بعيدة عنا وليست في اهتماماتنا. بالنسبة لتونس ومنذ 2014 أعادت تونس فتح القنصلية التي تؤدي دورها في هذا البلد ويديرها قائم بالأعمال بالنيابة. * ألا تعتقد أن الوصول إلى مصالحة عربية- عربية هو الحد الأدنى المطلوب من قمة تونس اليوم؟ -تونس ومنذ أن قبلت تحمل المسؤولية بعد تراجع البحرين عن ذلك تسعى إلى هذه الأهداف. وللتذكير فان اختيار بلادنا لاحتضان القمة العربية وهو ما رحبت به تونس رغم الظروف الإقليمية والدولية التي تعيشها المنطقة والعالم دليل واضح على هذا التمشي. وعلى التونسيين أن يفخروا بذلك. لا أقول هذا عن نرجسية ولكن الحقيقة اليوم أن تونس تحتضن كل العرب. وقد بدأت تونس استقبال ضيوفها الذين يقدر عددهم بنحو ستة آلاف من الخبراء والديبلوماسيين والإعلاميين من مختلف أنحاء العالم والوزراء والحكام نهاية هذا الأسبوع. * وماذا عن مستوى الحضور؟ - ما يمكن تأكيده أن الحضور مهم وباستثناء بعض الدول التي يتغيب قادتها فإنها ستكون ممثلة. * حذرت منظمة هيومن رايتس ووتش من مشاركة «الرئيس السوداني المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية» في القمة وهددت باعتقاله في حال أصر على ذلك فما هو تعليكم على ذلك؟ -تونس دولة تحترم التزاماتها القانونية ولكن علينا أن نوضح أن هناك قراءة مختلفة للبند 97 والبند 102 للمحكمة الجنائية الدولية الذي يحدد شروطا للحصانة. * أي نصيب للقضية الفلسطينية في قمة تونس وكيف يمكن الرد على صفقة القرن وجرائم الاحتلال المستمرة وتحديدا العدوان على غزة والانتهاكات في القدس؟ - مسؤوليتنا تفرض علينا ألا ندخر جهدا في إعادة القضية الفلسطينية إلى رأس الأولويات. لقد جعلت قمة الظهران من القدس شعارا لها واعتبرت أنه من واجب العرب دعم القضية الفلسطينية في المحافل الإقليمية والدولية. وستعمل تونس مع أشقائها على ألا يقع تهميش القضية وعلى تثبيت حقوق الشعب الفلسطيني. * أين شعار قمة تونس ولماذا لم يعلن عنه حتى الآن؟ -شعار القمة يعلنه رئيس الدولة وهذا من مهامه ولكن ما يمكن قوله انه سيكون شعارا يدعو إلى الوفاق والتضامن واستعادة الإرادة العربية لمواجهة الاستحقاقات والمخاطر. * عمليا كيف سيكون ذلك؟ - ندرك جيدا اختلال موازين القوى ولكن هناك معركة ديبلوماسية يتعين مواصلتها صلب الأممالمتحدة للاعتراف بعضوية الدولة الفلسطينية كاملة. وعلينا الا نتجاهل أن تونس ستتولى رئاسة القمة على مدى سنة كاملة وسنبذل ما في وسعنا لتنفيذ قرارات القمة. هناك عديد الاجتماعات القادمة. وستكون تونس في مجلس الأمن في جوان القادم ضمن الدول غير دائمة العضوية ممثلة للدول العربية والإفريقية ورئاسة تونس للقمة تمنحها أيضا الدفع والمشروعية للحديث باسم المجموعة العربية. بمعنى أن لتونس مسؤولياتها وهي ملتزمة بها. * الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله طلب في تصريح له من قمة تونس سحب المبادرة العربية والعودة إلى النقطة الصفر فهل من تعليق؟ -مرة أخرى ما هو البديل؟ المبادرة العربية مشروع تضمن حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته على حدود 67 وعاصمتها القدس وتضمن حقوق اللاجئين ومصير الأجيال القادمة.. * وماذا عن إدراج مسألة التطبيع على جدول القمة؟ -التطبيع غير مدرج تماما، ولا مجال للحديث عن التطبيع. وهذه مسألة مرتبطة بتمكين الشعب الفلسطيني من كل حقوقه وفي مقدمتها الدولة الفلسطينية وبعد ذلك لكل حادث حديث. أما في الوقت الراهن فلا حاجة لطرح الأمر. * ماذا وراء قمة القاهرة الثلاثية وهل من علاقة لها بقمة تونس؟ - لا أعتقد، لا علاقة نهائيا. القمة الثلاثية جمعت الأردن والعراق ومصر وتتعلق بدول المنطقة تحديدا وما تعيشه من تحولات كبرى. وفي كل الحالات هي إثراء لقمة تونس. * هل من قرار متوقع بشأن المقاتلين العائدين من بؤر التوتر؟ -عمليا لا ولكن هناك بند متعلق بمكافحة الإرهاب واليات دعم وتعزيز محاربة هذا الظاهرة. * أعلن رئيس الأركان في الجزائر بالأمس عن تفعيل المادة 102 لإنهاء مرحلة بوتفليقة كيف تقرؤون المشهد الجزائري وتحدياته في هذه المرحلة؟ -الجزائر دولة شقيقة وتربطنا بها علاقات مميزة. وتونس كانت دوما إلى جانب الجزائر أيام المحن والاختبارات العسيرة وهذا واجبنا أخلاقيا وسياسيا ونحن لا ننسى عندما كنا في أزمة في 2011 أن الجزائر ساندتنا على كل المستويات. نتابع كل ما يجري في الجزائر باهتمام ونحن على يقين أن أشقاءنا في الجزائر لديهم من الخبرة والحكمة والإمكانيات بدون أي تدخل خارجي بما يحفظ الجزائر ووحدتها وشعبها. * لا يمكن أن نتحدث عن قمة تونس دون الحديث عن ليبيا ما الجديد في الملف الليبي؟ -بالتأكيد أن الملف الليبي سيكون مطروحا. وسيكون للرباعية اجتماع عشية قمة تونس يجمع الاتحاد الأوروبي والأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية للنظر في الخطة التي أعلنها غسان سلامة ودعمها ميدانيا وتوفير كل الظروف لنقلة نوعية في المسار السياسي في ليبيا. ومنذ أيام أعلن المبعوث الأممي غسان سلامة بداية تنفيذ خارطة الطريق التي تم الاتفاق عليها في نيويورك 2017 . وقريبا سينعقد مؤتمر وطني في غدامس أيام 14 و16 أفريل بحضور مختلف الأطياف الليبية. هناك إجراءات هامة على مستوى القانون والدستور بما في ذلك تهيئة الظروف لتنظيم انتخابات قبل نهاية العام. * وما هو دور تونس؟ -طبعا دور تونس أساسي وهي من الأوائل التي قدمت مبادرة ثلاثية. واليوم فان المبادرة التي كان الرئيس الباجي قائد السبسي أعلنها في 2017 هي التي يتم الاهتمام بها. وقد كان لنا خمسة اجتماعات حول ليبيا على مستوى وزراء الخارجية. أهمية المبادرة أنها أدخلت ديناميكية حقيقية للوضع في ليبيا. شددت مبادرة تونس على أن الحل لا يكون إلا «ليبي- ليبي» وأنه لا حل عسكري وأن المبادرة تكون تحت مظلة الأممالمتحدة وهذا ما يحدث في الملف الليبي. نعم لدينا مصلحة وطنية وأخلاقية وأمنية واقتصادية إزاء ليبيا. * انطلقت في تونس قمة عربية أطلقها المجتمع المدني بالتوازي مع قمة تونس تدعو إلى استعادة البوصلة المفقودة في التعاطي مع القضايا العربية المصيرية والانتباه إلى المخاطر التي يواجهها الأمن القومي العربي فما هو تعليقك على ذلك؟ -اعتقد أنها ستكون مبادرة تستحق أن نصغي لها وهذا هو دور المفكرين والنخب والإعلاميين في إثراء الحوار حول الملفات الكبرى وتقديم المقترحات العملية ولا بد من إصغاء من هم في موقع القرار إلى النخب التي يمكن وصفها بضمير الأمة والتوق نحو مزيد اللحمة. * ألم يحن الأوان لإعادة تحديد مفهوم العمل العربي المشترك؟ -العمل العربي المشترك أعلن منذ أكثر من سبعين عاما ولكن مع الأسف لا يزال بعيدا عن تحقيق أهدافه. وقعت خطوات مهمة لا يمكن إنكارها لتعزيز اللحمة بين العرب ولكن علينا الاعتراف اليوم أن هناك حاجة إلى مزيد التعمق لتفعيل ذلك وإدخال مزيد النجاعة. اعتقد أن الأمين العام لجامعة الدول العربية احمد أبو الغيط على وعي بذلك كما أن جل الدول العربية واعية بأهمية إصلاح منظومة العمل العربي المشترك. هناك بعض المشاريع المشتركة ولكنن نحتاج للمزيد ونحتاج لمزيد الآليات لحل كل الخلافات ومراقبة الإخلالات واستباق الأحداث والأزمات واعتماد سياسة الإنذار المبكر حول النزاعات. هناك الكثير من التجارب التي يمكن الاستفادة منها على الساحة الدولية ويمكن أن نستلهم منها من أجل تعزيز العمل العربي المشترك واعتماد سياسة ناجعة للتنمية والتعاون البيني.. إمكانيات التكامل ضخمة على مستوى الموارد البشرية والثروات الطبيعية والصناعة والفلاحة ولذلك نقول إن هناك عملا ضخما ينتظرنا ومطلوب استجلاب كل الأسباب المتوفرة بدعم من القطاع الخاص أيضا. فنحن اليوم أمام وضع دولي يشهد منافسة شرسة ولا يمكن مواصلة العمل بالطرق الكلاسيكية في زمن العولمة والتكتلات. الشباب يمثل 60 بالمائة من مكونات العالم العربي ولا بد مشروع وطني يغير المجتمعات ويجعل لهذا الشباب موقعه ودوره في قطاعات أساسية كما في الاقتصاد وتكنولوجيا الاتصال. هناك جهود متفاوتة من جانب الدول ولا بد من جمع كل الإمكانيات لتحقيق مشروع مجتمعي. نحتاج جرعة إضافية من الروح الوطنية للتخلص من ثقافة اللامبالاة. كلنا مسؤولون عن التخلف والوباء الذي ينخر مجتمعاتنا ولهذا فقد تتجاوز مسؤولية النخب والمفكرين والمثقفين والجامعيين مهمة الحكومات في تغيير المجتمعات. * وهل هناك إرادة سياسية لتحقيق ذلك؟ -الإرادة السياسية أيضا متفاوتة. ولكن لا بد أن نشير إلى أن المسؤولية ليست مسؤولية الحكومات وحدها وهي إرادة مجتمعات ونخب وجامعيين وإعلاميين ومفكرين للخروج مما نحن فيه. * ما المطلوب اليوم؟ -إصلاحات عميقة تشعر بها المجتمعات العربية، فنحن أيضا أمام تخلف معرفي وعلمي للإقلاع بهذه المجتمعات. * لو كنت ستوجه رسالة إلى الرأي العام والى الشعوب العربية المحبطة التي ستتطلع أنظارها إلى قمة تونس؟ -صحيح أن وضعنا ليس في أحسن حال، والوضع اليوم أصعب مما كان عليه قبل خمسين عاما نتيجة للتقلبات الإقليمية والدولية ولكن كل هذا لا ينفي مسؤوليتنا كعرب وهي مسؤولية كبيرة. ولذلك فانه لا بد من استعادة العرب الإرادة. كما يتعين علينا حل مشاكلنا بأيدينا ولنا القدرة على ذلك. وهذا يعني ضرورة أن يكون للعرب دور على الساحة الدولية مهما كانت الصعوبات خاصة وأننا إزاء شباب متعلم ومتوثب وطموح وهذا الشباب إلى جانب المرأة يمكن أن يتولى أمره ويساعد على تحقيق طموحاته التي لا تقف مسؤوليتها عند الحكومات والأنظمة. اسيا العتروس