في مدخل مدينة القصرين، اول ما يعترضك هو جبال الاوساخ البلاستيكية والدخان الابيض الذي يغطى سماء المدينة التي طالما عاشت على وقع هزات واحداث ارهابية كبرى ذهب ضحيتها عددا من خيرة رجال الوطن. كنا على متن حافلة الجيش الوطني، في رحلة دامت اكثر من ثلاث ساعات، اول صورة تحضر إلى ذاكرتك هي المعارك الدامية التي يخوضها رجال الجيش الوطني ضد ارهابيين يحاولون تخريب الوطن، ارهابيون يسكنون جبل الشعانبي، ذلك الجبل الذي تظهر قمته الشماء على بعد كيلومترات من دخول المدينة . استقبلنا قادة الفوج 11 مشاة ميكانيكية بثكنة الجيش الوطني بالقصرين، وهو سليل الفوج الثاني لمختلف الاسلحة، وله تاريخ عريق ومشاركات وتدخلات عملياتية وتاريخية كبرى اهمها المشاركة في "حرب العبور" أكتوبر 1973 بمصر، والمساعدة على عودة الأمن إثر أحداث قفصة 1980 والمشاركة في عملية بن قردان في مارس 2016 واخيرا ضمن البعثات الاممية لحفظ السلام. ويؤمن الفوج 11 لمشاة المكيانيكية بالقصرين مهام عملياتية مشتركة منها الاجتماعات الدورية لمجلس الامن الجهوي والاجتماعات الامنية بغاية التنسيق وتبادل المعطيات والبرمجة والتخطيط، فضلا عن توفير دوريات حدودية مشتركة واخرى داخل المناطق العمرانية وتأمين المنشات الحساسة والمواقع والتدخل لفائدتها وتفقد الكهوف والمغاور والمباني المهجورة. وقال آمر الفوج 11 للمشاة ميكانيكية بالقصرين، عبد الغفار الصغير، انهم اكتشفوا مقابر لارهابيين خلال عمليات تمشيط بالجبل كما اوضح ان الفوج ينظم عمليات استباقية للقضاء على الارهابيين، كما يؤمن مهام التدخل والدعم والإسناد. وأشار الى ان المنطقة تضم عددا من المناطق العسكرية المغلقة وهي برينو ولجرد وتوشة والدولاب والمغيلة والشعانبي وخشم الكلب وعبد العظيم والسمامة. جبل السمامة ، تلك هي المنطقة التي زرناها، كنا على متن رتل عسكري متكون من 5 سيارات مدرعة مرتدين زي القتال العسكري (درع وخوذة)، حيث ينتابك احساس يراوح بين الرهبة والشجاعة، بين الفرح والحزن: رهبة من مكان مثل ومازال مسرحا لمواجهة أسودنا مع "خونة الوطن"، وشجاعة بانك ستتوجه الى تلك المنافذ الجبلية في منطقة عسكرية ، حزن لأن ربوع تونس لا تستحق العيش في حرب مع "جرذان الجبل" وفرح بان النصر قادم لا محالة لتطهير تلك التلال والسفوح المليئة بالحياة حيث تغمرك الاشجار الخضراء بألوانها الزاهية وتعبر أنفك روائح الاكليل والزعتر الطيبة. سلكنا مسلك جبل سمامة المعّبد بالمنطقة العسكرية المغلقة ،وهو المسلك الذي يمتد على حوالي 30 كلم ليساعد مستقبلا الوحدات العسكرية في مهامها ، ويريح الأهالي من معاناتهم لاستغلاله من اجل انعاش المنطقة فلاحيا واقتصاديا ، جبنا المسلك وعبارة "النصر آت لا محالة" تتراقص في اذهاننا ،خاصة بعد تأكيد آمر الفوج 11 مشاة ميكانيكية ان عدد الارهابيين بالجبل انخفض بشكل كبير وملحوظ بفضل تشديد الخناق عليهم من قبل جيشنا الوطني الذي يتحلى بعقيدة عسكرية عمودها الوطنية ومحورها القتال بعزيمة . عرضت قوات الجيش الوطني للفوج 11 مشاة ميكانيكية بالقصرين عملية بيضاء واكبتها "الصباح نيوز" حيث جرت مواجهة بين احد الارهابيين وقوات الجيش بالجبل استعملت فيها الذخيرة الحية والقنابل اليدوية تحت مراقبة طائرتين جويتين تابعتين لوحداتنا العسكرية وتمت العملية بنجاح . مهام اخرى للجيش الوطني فضلا عن الجانب العسكري، يضطلع الفوج 11 مشاة ميكانيكية بمهام اخرى كدعم المجهود الصحي بالمناطق الجبلية والحدودية وايصال الاعانات . تامين الانتخابات تحدث امر الفوج، كذلك عن مهمة تامين الفريق للمحافل الانتخابية بالبلاد موضحا ان خصوصية المنطقة تتميز بان معظم مراكز الاقتراع تقع بسفوح الجبال وداخلها وبالمسالك الجبلية الصعبة حيث يتخذ الجيش الوطني اجراءات وتدابير خصوصية لضمان نجاح المهمة بالتوازي مع تامين العمليات العسكرية الاخرى .