تمكنت الهيئة المستقلة للانتخابات حتى نهاية يوم أمس من تسجيل أكثر من 450 ألف ناخب جديد، (حوالي 438 ألف ناخب إلى حدود منتصف نهار أمس) وتحيين معطيات أكثر من 69 ألف ناخب مسجل، من بينهم حوالي 200 ألف ناخب من الذكور والبقية من الاناث، وفقا لآخر المعطيات التي كشف عنها أمس ل «الصباح» عضو مجلس الهيئة عادل البرينصي، أي بمعدل تسجيل يفوق 28 ألف ناخب يوميا، وذلك بعد مرور 16 يوما من فتح باب تسجيل الناخبين للانتخابات التشريعية المقررة ليوم 6 أكتوبر 2019، والرئاسية المقررة ليوم 12 نوفمبر 2019. وإن كانت وتيرة اقبال الناخبين على التسجيل فاجأت الجميع حتى من قبل هيئة الانتخابات التي لم تتوقع تحقيق رقم يتجاوز 450 ألف ناخب من غير المسجلين في ظرف أسبوعين فقط، فإن الرقم -على أهميته- يظل بعيدا نسبيا عن هدف تسجيل قرابة 3.5 مليون ناخب غير مسجل. بمعنى أن نسبة المسجلين في السجل الانتخابي لحد الآن بلغت تقريبا ما يناهز 14 % من العدد الجملي لغير المسجلين. ومع ذلك يبقى الأمل قائما في إمكانية تسجيل مليون ناخب قبل انتهاء المدة المحددة لتسجيل الناخبين أي بنسبة تسجيل قد تفوق 40 %. ويتوزع المسجلون الجدد في السجل الانتخابي بين جميع الولايات، وتأتي الهيئة الفرعية بسوسة في مرتبة أولى من حيث عدد المسجلين بأكثر من 25 ألف مسجل، تليها ولاية المنستير. كما نجحت الهيئتان الفرعيتان بتونس 1 وتونس 2، من تسجيل أكثر من 35 ألف ناخب جديد، في حين تمكنت الهيئتان الفرعيتان بصفاقس 1 وصفاقس 2 مجتمعة من تسجيل أكثر من 43 ألف ناخب جديد. وتأتي الهيئات الفرعية بالولايات الأقل سكانا في ذيل الترتيب مثل قبلي (5740 مسجلا) وتوزر (3400 مسجل). ويظل عدد المسجلين بالخارج ضعيفا للغاية ودون المأمول إذ لم يتجاوز إلى حدود يوم أمس 4619 مسجلا من بينهم 718 بالعالم العربي. وعن سؤال بخصوص امكانية تلقي الهيئة المستقلة للانتخابات لتشكيات بخصوص حصول أخطاء في عمليات التسجيل أو تسجيل ناخبين دون إرادتهم أو دون علمهم أو تسجيل ناخبين متوفين، شدد عادل البرينصي عضو مجلس الهيئة على أن مركز العمليات بالهيئة سيقوم فور انتهاء فترة عملية التسجيل من التثبت في سجل الناخبين الجدد والتأكد من عدم وجود أخطاء في بيانات المسجلين أو تعمد تسجيل ناخبين دون علمهم.. وراهنت هيئة الانتخابات على انتداب عدد كبير من اعوان التسجيل للقيام بالمهمة ويقدر عددهم بأكثر من ثلاثة آلاف عون، من بينهم 600 عون في مكاتب التسجيل القارة، ويتوزع البقية على فرق التسجيل المتنقلة، ويرافقهم 350 منسقا جهويا. تجدر الإشارة إلى أن الانتخابات الرئاسية والتشريعية لسنة 2014 حققت معدلات محترمة من عدد الناخبين اذ بلغت 61.8 % في التشريعية وقرابة 65 % للرئاسية.. لكن الانتخابات البلدية دقت ناقوس الخطر بما أن نسبة الاقبال نزلت بشكل لافت ومخيف إلى أقل من 37 %، (شارك فيها مليونا و776 ألف و154 مقترعا معظمهم صوتوا لقائمات مستقلة). يذكر ان رئيس هيئة الانتخابات نبيل بفون، أكد خلال اللقاء الإعلامي الذي خصص للكشف عن الروزنامة الانتخابية قبل أكثر من شهر، أن أكبر تحد للهيئة يتمثل في تسجيل أكثر عدد ممكن من 3.5 مليون ناخب غير مسجل. وقال إن الهيئة وضعت للغرض برنامجا لتحيين قائمة مكاتب التسجيل وتمكين الناخبين من التسجيل عن بعد للدوائر الانتخابية في الخارج، عبر تطبيقة الواب إلى جانب تواجد أعوان التسجيل في مختلف الأماكن من البلديات إلى المعاهد والجامعات إلى الفضاءات التجارية... وحذر بفون قبل يومين في تصريح إعلامي من أنه سيتم يوم 16 جويلية القادم والذي يتزامن مع انطلاق الفترة الانتخابية منع وسائل الإعلام من التعاطي مع الإشهار السياسي، وتخصيص رقم هاتفي مجاني أو موزع صوتي أو مركز نداء لمترشحين للاستحقاق الانتخابي أو لأحزاب، فضلا عن منع نشر وبث نتائج سبر الآراء. ووفقا للفصل 50 فقرة أولى (جديدة) من قانون الانتخابات والاستفتاء، تفتتح الحملة الانتخابية قبل يوم الاقتراع باثنين وعشرين يوما، وتسبقها مرحلة ما قبل الحملة الانتخابية وتمتد إلى شهرين. تجدر الإشارة إلى ان موعد الاقتراع للانتخابات التشريعية حدد داخل الجمهورية التونسية يوم الأحد 6 أكتوبر 2019 وأيام 4 و5 و6 أكتوبر 2019 بالنسبة إلى التونسيين المقيمين بالخارج. أما الانتخابات الرئاسية فستجرى دورتها الأولى - بعد التعديل الجزئي لروزنامة الانتخابات الرئاسية - يوم17 نوفمبر 2019، بالنسبة إلى التونسيين بالداخل وأيام 15 و16 و17 نوفمبر 2019، بالنسبة إلى التونسيين المقيمين بالخارج. وفي صورة عدم حصول أحد المرشحين على الأغلبية المطلقة خلال الدورة الأولى يتم تنظيم دورة ثانية للانتخابات الرئاسية خلال الأسبوعين التاليين من تاريخ الإعلان عن النتائج النهائية للدورة الأولى، ويضبط موعدها بقرار صادر عن هيئة الانتخابات ولن تتجاوز في كل الحالات 29 ديسمبر2019. رفيق بن عبد الله