قال النائب سالم لبيض ان ما تخلل الجلسة العلمية الأولى بكلية منوبة من عنف جسدي ومادي ولفظي وسياسي وإقصاء ومنع من الحضور لبعض وجوه الطبقة السياسية مهما كان انتماؤهم السياسي وخلفيتهم الفكرية والأيديولوجية، لا يمت إلى الديمقراطية وأخلاق المعاملات السياسية والعيش المشترك ونبذ العنف وكافة المبادئ النبيلة بصلة. واكد لبيض في تدوينة نشرها على صفحته الشخصية بمواقع التواصل الاجتماعي أنه لا يجد أي تبريرلما حدث سوى القصور في الفهم والجهل بطبائع التاريخ الطلابي ودور الحركة الطلابية الحقيقي وبالديناميكية السياسية التي يعيشها مجتمعنا. وفي ما يلي نص التدوينة: وصلتني دعوة رسمية بوصفي عضو مجلس نواب الشعب ورئيس الكتلة الديمقراطية، وأظن أن نفس الدعوة وُجهت الى بقية النواب، لحضور ندوة علمية حول "الإسلام السياسي في تونس بين المرجعية الاخوانية والخصوصية التونسية"، من تنظيم وحدة بحث "الظاهرة الدينية في تونس" بكلية الآداب بمنوبة. لم أتمكن من الحضور رغم اهتمامي العلمي والأكاديمي والسياسي بالإسلام السياسي وتنظيماته ومختلف تجاربه المتشددة والتكفيرية أو "الإسلامو-ديمقراطية" في ثوبها الجديد. إلا أن ما تخلل الجلسة العلمية الأولى من عنف جسدي ومادي ولفظي وسياسي وإقصاء ومنع من الحضور لبعض وجوه الطبقة السياسية مهما كان انتماؤهم السياسي وخلفيتهم الفكرية والأيديولوجية، ما أدى الى إيقاف أشغال الندوة، لا يمت إلى الديمقراطية وأخلاق المعاملات السياسية والعيش المشترك ونبذ العنف وكافة المبادئ النبيلة بصلة. لقد عشت الجامعة منذ أكثر من ثلاثين سنة، من موقع القيادي في الحركة الطلابية في تيار الطلبة العرب التقدميين الوحدويين أحد أبرز التنظيمات الطلابية، ومن موقع الأستاذ الجامعي الذي تتلمذ على يديه آلاف الطلبة في مختلف اختصاصات علم الاجتماع وخاصة علم الاجتماع السياسي والديني والمغرب العربي. ولقد كانت الجامعة دائما فضاء لتنوع الأفكار والأيديولوجيات والأطروحات والمطارحات الفكرية العميقة، والنضال من أجل القضايا التاريخية وخاصة القضية الفلسطينية، وتعايش التيارات الرئيسية الثلاثة في تونس وهي التيار القومي العربي والتيار الإسلامي والتيار الماركسي بمختلف تنظيماتهم، تيارات كانت بمثابة منبت ومدرسة وأكاديمية تربى فيها فيالق من الطلاب، ليتحولوا اليوم إلى قادة أحزاب وإلى برلمانيين ووزراء وسفراء وقناصل وقضاة ومحامين ومدرّسين وأطباء ومهندسين وحقوقيين ونقابيين، استفادت منهم الدولة ومؤسساتها ولا تزال على مر الأجيال. ويعتبر البرلمان التونسي اليوم مثالا لهذا التعايش السلمي والتعامل الإنساني الراقي بين مختلف الأحزاب السياسية والتنظيمات والأيديولوجيات التي تعود جذورها إلى المرحلة الطلابية، بالرغم من كافة مظاهر التوتر التي ترافق بعض جلساته. الواقع أني لا أستطيع أن أقبل ما حدث في كلية الآداب بمنوبة ولا أجد له تبريرا سوى القصور في الفهم والجهل بطبائع التاريخ الطلابي ودور الحركة الطلابية الحقيقي وبالديناميكية السياسية التي يعيشها مجتمعنا، كما لا أستطيع تفسير موقف عميد الكلية الذي لم يحرك ساكنا تجاه ما تعرض له ضيوف كليته الذين وجهت لهم دعوة رسمية للحضور عن طريق وحدة البحث التي نظمت الندوة.