ضمن السّهرات الفنيّة المبرمجة بالدّورة 61 لمهرجان سوسة الدّولي أحيا الفنّان والملحّن وكاتب الكلمات اللّبناني مروان الخوري ليلة أمس الأوّل حفله الفنّي أمام عدد محترم جدّا من الجماهير المتعطّشة لهذا الفنّان الأنيق صاحب الصّوت الرخم الدّافئ الذي اعتلى الرّكح في حدود السّاعة العاشرة وعشرون دقيقة بعد أن كانت قد سبقته فرقته الموسيقيّة المتكوّنة من 9 عازفين ومردّدين إثنين فقط بتأمين مقطوعة "نسّم علينا الهواء " لينخرط بعدها مباشرة مروان بكثير من الإحساس في آداء مجموعة من أشهر أغانيه الرّومانسيّة الهادئة المليئة حبّا وعشقا وصدقا وهو ما كان له الأثر الطيّب في تحريك المشاعر و الوجدان وإضفاء أجواء حميميّة على المدارج بين جملة من العشّاق فغنّى "خدني معك " و "قلبي دق " والأغنية الشّهيرة "كلّ القصائد " بمرافقة منه وعزفه على آلة البيانو كشفت إلى حدّ بعيد قدرة مروان وسيطرته الكبيرة على تقنيّات العزف على هذه الآلة وهو ما دفع الجمهور الحاضر إلى دعوته وتحفيزه على آداء أغان أخرى بمرافقة البيانو لينتقل بعد ها مباشرة ويعود من جديد لآداء أغاني أخرى لمجموعة من مشاهير الفنّانين الذين كانوا قد جمعتهم به تجارب سابقة في مجال التّلحين ولاقت أعمالهم نجاحا واسعا فغنّى لكارول سماحة "يارب" ولاليسا "بتمون " وللفنّان فضل شاكر أغنية " معقول" و"دلعونا " لنوال الزّغبي ثمّ أدّى بكثير من الإحساس أغاني "بعدك ياهوا " و"مرّت سنة " وأغنيتي "تمّ النّصيب " و "كلّ ساعة " من كلماته وتلحينه ثمّ أغنية "مغرم أنا بيك " التي شكّلت نقطة نهاية سهرة رائقة وممتعة جمعت بين نبل الكلمة وصدق الآداء رغم ما واجهه مروان وفرقته الموسيقيّة من صعوبات كبيرة أثّرت في عديد ردهات السّهرة على جودة الصّوت وأفرزت نشازا وصخبا بدا واضحا ومخجلا بشكل خاصّ في بداية السّهرة الأمر الذي دفع الخوري وقائد فرقته المايسترو محمود عيد إلى التدخّل ولفت انتباه المسؤول على الجانب التّقني للصّوت للتّعديل والمراجعة مرّات عديدة بشكل من التأفّف والإنزعاج وهو ما يستوجب من إدارة المهرجان العمل مستقبلا خلال قادم الدّورات على تلافي مثل هذه الصّعوبات التّقنيّة التي تمسّ من سمعة شيخ المهرجانات خصوصا أنّها تكرّرت في أكثر من سهرة وشكّلت مصدر إزعاج وأرق لعديد الفنّانين في هذه الدّورة وبصفة خاصّة الطّربيين على غرار الفنّان زياد غرسه و لطفي بوشناق وصابر الرّباعي الذي تفطّن إلى ذلك منذ بداية السّهرة الأمر الذي جعله يرجّح الكفّة لصالح الأغاني الإيقاعيّة ويدفع نحو جوّ "الرّبوخ " والأعراس في سهرته الأخيرة .