اعتبر الناطق الرسمي باسم حزب التحرير رضا بلحاج أنّ «الموقف الذي تتخذه أي حكومة من أي حدث يجب ألّا يكون في سياق ردّ الفعل بل يجب أن يكون فعلا وفق تصوّر كامل، أمّا ان تقع الحكومة تحت سلطة الأحداث وخصوصا توظيف الأحداث فهذا خطأ لأنّ ما وقع ونُسب إلى جهات سلفية قوته ليست في الحدث بل في تغطيته». ورأى بلحاج أنّ الوزير يصبح في هذه الحالة شخصا عاديّا مشيرا إلى تصريحات وزير العدل نور الدين البحيري بإحدى الإذاعات وعلق فيها على بعض الأحداث الأخيرة وقال إن «الفسحة انتهت» معتبرا أن ذلك الكلام خطير لأنه صدر عن وزير العدل مع أن الأمر لم تتضح ملابساته.
وذكّر بلحاج ب «المسيرة الضخمة التي انتظمت في شارع الحبيب بورقيبة في 25 مارس الماضي وشارك فيها سلفيون وعامة الناس وصارت فيها بعض المواجهات مع مسرحيين» قائلا إنّ أطرافا سعت إلى تضخيم ما حصل ودفعت إلى المواجهة فاتخذ وزير الداخلية قرارا بمنع التظاهر في الشارع ترضية لجهات «حداثية» أو علمانية، لكن تداعيات هذا القرار انقلبت عليه يوم 9 أفريل وحصل ما حصل لأن هناك جهات تعمّدت التجييش واستضعفت سلطة الدولة، والأخطر من ذلك أن الوزير صحّح الخطأ بخطإ وهذا نسميه ركوعا في ردود الفعل على الأحداث واسترضاء لجهات مرة علمانية ومرة غربية وغيرها.» وأكّد الناطق الرسمي لحزب التحرير أنّ «التظاهر والاعتصام والاحتجاج مكاسب من مكاسب الثورة، أمّا القسم الفوضوي من حرق وقطع للطرقات فهذا ما يُراد علاجه، فكلنا ضدّ الأعمال التخريبية».
وتابع بلحاج قوله «إن نسبة التجاوزات إلى جهات سلفية فحسب خطأ لأن هناك جهات أخرى تمارس الفوضى في المحاكم والبلديات ولم يتم إدخالها تحت المحظورات التي يجب مواجهتها، وبالتالي فإن العمل على نسبة هذه المحظورات إلى السلفية من شأنه أن يستفزّ التيار السلفي».
وعرّج بلحاج إلى إشارة وزير الداخلية إلى احتمال استعمال الرصاص الحي لمواجهة من يخرّب أمن البلاد قائلا إن «التلويح باستعمال السلاح أخطر من السلاح، والحالة الشعبية لا تحتمل هذا الخيار الذي يذكرنا بخطاب بن علي عن العصابات الملثمة وغير ذلك من العناوين التي لن تمرّ، وبالتالي فإنّ خلط الوقائع والاسترضاء والاستعجال كلها أخطاء وقعت فيها هذه الحكومة، ربما رغبة في التمكن في الحكم أو استرضاء لجهات غربية».
وأكّد بلحاج أنه «إذا كان اليوم يُراد تقنين الثورة فهذا خطأ، فالثورات مفتوحة ولها مساحات واسعة أمامها تمارس فيها مهمة استكمال مسيرتها ونحن نرى ذلك بتطبيق الإسلام، ونعتبر أن تقنين الثورة عودة إلى الدكتاتورية بأسماء أخرى».
ووجه بلحاج رسالة إلى وزير الداخلية قائلا «أقول للعريض شخصيا يجب أن يتذكّر أنه عاش في السجون وهذا جاء من وضعية تضحية شارك فيها الجميع وبالتالي عليه ألّا يزايد، كما أن هناك مطبّات وإرادة من البعض لاستدراج الأمن إلى إطلاق الرصاص الحيّ حتى تكسب هذه الأطراف مواقف سياسية توقع البلاد في الفوضى... ونحن نقول للحكومة «ارشدوا فالسلطة ليست شهوة ولا مغنما، بل مسؤولية».