تتواصل اليوم ولليوم الثالث على التوالي المناظرات التلفزية الأولى من نوعها والتاريخية بين مرشحي الانتخابات الرئاسية في تونس المقرر إجراؤها يوم 15 سبتمبر الجاري. مناظرات تدار تحت عنوان «الطريق إلى قرطاج - تونس تختار» تبث على 11 قناة تلفزية ، وعبر أثير نحو عشرين إذاعة وطنية. مناظرات انطلقت يوم السبت الفارط من خلال التناظر بين 9 مترشحين هم عبد الفتاح مورو الرئيس الحالي لمجلس نواب الشعب والمنصف المرزوقي رئيس الجمهورية السابق والمهدي جمعة رئيس الحكومة السابق، إضافة إلى المحامية عبير موسي، ووزير الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري السابق محمد عبو ووزير الوظيفة العمومية السابق عبيد البريكي ووزير التربية السابق ناجي جلول ووزير العدل السابق عمر منصور. فيما جمعت المناظرة خلال اليوم الثاني منها، أي يوم أمس الأحد، الدكتور محمد لطفي المرايحي، ورئيس الحكومة السابق حمادي الجبالي، ومحسن مرزوق مدير الديوان سابق لرئيس الجمهورية الراحل، والدكتور محمد الصغير نوري، محمد الهاشمي حامدي رئيس تيار المحبة، وحاتم بولبيار رئيس حزب مستقلون ديمقراطيون، ووزير المالية السابق إلياس الفخفاخ، ووزير الدفاع الحالي عبد الكريم الزبيدي، وعضو مجلس نواب الشعب منجي الرحوي. أما مناظرة اليوم الاثنين 9 سبتمبر فستشهد مشاركة كل من رئيسة حزب الأمل سلمى اللومي، والكاتب الصحفي أحمد الصافي سعيد، والمحامي سيف الدين مخلوف، ووزير الصحة السابق سعيد العايدي، ورئيس حزب ائتلاف الوطن الجديد سليم الرياحي، ومرشح حزب تحيا تونس يوسف الشاهد، ورئيس حزب العمال حمة الهمامي، وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيد. وللوقوف على مدى اهتمام وتفاعل الناخبين مع هذه المناظرات ومدى قدرتها على منحهم فرصة لاكتشاف المترشحين لرئاسة الجمهورية استطلعت «الصباح الأسبوعي» آراء عدد من المواطنين والتي اختلفت بين المثمن للتجربة وبين المنتقد لها، كما استطلعت أيضا رأي الأستاذة ومديرة معهد الصحافة وعلوم الأخبار «حميدة البور» وفي ما يلي تقييم للتجربة . أجوبة تتجاوز صلاحيات الرئيس أفاد «رؤوف» وهو موظف يبلغ من العمر 42 عاما أن في تنظيم مناظرات للمترشحين للرئاسيات سابقة فريدة في تونس تؤكد أن تونس تخطو بثبات على درب الديمقراطية، اما فيما يخص المترشحين، ورغم أن الأسئلة كانت جيدة، فإن اغلبهم كانوا غير ملمين بصلاحيات رئيس الجمهورية التي حددها الدستور ما يعني أن أغلبهم لم يطلع على ما ينص عليه دستور البلاد . كما أن أجوبة أغلب المترشحين كانت خارج الموضوع فيما يخص عدد من الملفات التي من صلاحيات الرئيس على غرار ملف الأمن القومي. التلفزة نجحت في التحدي أشرف 32 سنة موظف أكد أن قرار تنظيم مناظرة بين 26 مترشحا كان بمثابة التحدي والتلفزة الوطنية تخطت هذا التحدي بنجاح ، الإخراج كان جيدا والصورة ممتازة ، كما أن المترشحين كانوا في مستوى الحدث واتسم حضورهم بالهدوء واحترام بقية المتسابقين وحتى الوقت. انا فخور بهذه التجربة التي أتمنى أن تتواصل خاصة وأننا بصدد بناء ديمقراطية هي الأولى في العالم العربي. لذا ارجوا أن يكون ما تبقى من مناظرات في مستوى انتظارات المواطنين. أسئلة جيدة عصام موظف 28 سنة اعتبر أن المناظرات شكلا أي من حيث الإضاءة والصوت والصورة وحتى تهيئة الأستوديو كان في مستوى التطلعات، كما أن إعداد الأسئلة ينم عن حنكة وخبرة المعدين، فعموما كان كل ما يحيط بالمناظرات متميزا فقط لاحظت بعض التعب على المترشحين بسبب عدم تمكينهم من الجلوس وهي نقطة أتمنى أن يقع تجاوزها مستقبلا. فقدنا التركيز أفادنا «باديس» 28 سنة طالب في الماجستير ان العدد الكبير للمتناظرين والكم الهائل من الأسئلة التي تم طرحها أفقدت المتلقي التركيز ما جعله يجد صعوبة في تقييم أفكار وبرامج المترشحين. اما عن المتناظرين فقد اكتفوا بتقديم برامج وردية دون تقديم خطط أو استراتيجيات لتنفيذها، لذا اعتبر أن ما تم تقديمه من قبلهم يتنزل في إطار الوعود الانتخابية لا غير. تفادي بعض النقائص اما عزوز 53 سنة وهو صاحب مشروع فقد أكد أن التجربة ناجحة وتتطلب المزيد من الدعم والتطوير رغم ما عرفته من نقائص فالتناظر يقوم على طرح نفس السؤال على كل المترشحين، لذا فإن الطريقة التي تم اعتمادها في طرح الأسئلة تجعل التقييم صعبا. اما من ناحية المضمون فقد لاحظت التغييب وتهميش شبه كلي للملف الاقتصادي الذي يعتبر من أولويات المرحلة القادمة خاصة وأن اقتصادنا يمر بفترة صعبة. حنان قيراط