قال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، أننا "نمرّ بأوضاعٍ حسّاسةٍ ودقيقةٍ". وفي كلمةٍ متلفزةٍ تناول فيها آخر التطوّرات، ذكَّر نصرالله، بقوله السبت الماضي، أنّ "مصلحة الحراك أن يبقى بعيدًا منا ومن الأحزاب". وعلّق، "البعض حاول منذ اليوم الأول القول إنّ السيد والحزب يهدِّد المتظاهرين". وأضاف نصرالله، "تمنيت على المتظاهرين أن لا يقوموا بأعمال التخريب والسُباب والصدام مع القوى الامنية، ودعوتهم الى عدم السماح للاحزاب بركوب موجة الحراك واستغلالها". وتحدَّث عن إيجابيات الحراك الشعبي، معتبرًا، أنّ "الحراك حقَّقَ الآن ايجابيات يجب المحافظة عليها، منها فرضه على الحكومة أن تقر موازنة بلا ضرائب ولا رسوم". وتابع، "تحت ضغط الحراك الشعبي صدرت ورقة الاصلاحات التي تحدَّث عنها الرئيس سعد الحريري قبل أيّامٍ"، معتبرًا، أنّ "هذه الورقة مهمّة جدًا وغير مسبوقة وصحيح أنها دون الطموحات لكنها خطوة متقدِّمة جدًا". وأردف قائلاً، "هناك من سخّفَ هذه الورقة"، متسائلاً:"لماذا تم تسخيف هذا الانجاز؟ وهذا ما يأخذني إلى الشبهة". وشدَّد، على أنّ "هذه الورقة الاصلاحية ليست وعودًا بل هي للتنفيذ ولن تكون حبرًا على ورق". ورأى، أنّ من "أهم القوانين التي طُرِحَت استعادة الاموال المنهوبة ومشروع قانون عدم التهرب الضريبي ومكافحة الفساد"، مضيفًا، أنّ "من أهم الايجابيات كي الوعي لدى المسؤولين في السلطة". وأكَّد، أنّ "الحكومة مصممة على تنفيذ قراراتها ضمن المهل الزمنية المحدَّدة"، مشيرًا، إلى أنّ "ايجابية كي الوعي لها تأثير كبير على عددٍ من المسؤولين". وكشف نصرالله، أنّ "لديه معلومات ومعطيات عن أنّ بعض القوى تطلب الشتم في التظاهرات". ولفت، إلى أنه "من الايجابيات أن الحراك أوجد مناخًا ممتازًا في البلد يفتح الباب أمام القوى السياسية في مواجهة الفساد وجريئة في ذلك ومن جملة هؤلاء الجادين حزب الله"، مضيفًا، "سندفع مع قوى أخرى الى الاسراع في اقرار قانون مكافحة الفساد ورفع السرية المصرفية ورفع الحصانة واستعادة الاموال المنهوبة". وتطرَّق نصرالله إلى كلام رئيس الجمهورية ميشال عون، معتبرًا، أنّه "فتح الباب أمام الحراك للحوار والنقاش في عناوين عدّة"، مشيرًا، إلى أنّ "بعض وسائل الاعلام عملت على تحريف كلام فخامة الرئيس". ورأى، أنّ "أيّ حلٍّ يجب أن يقوم على قاعدة عدم الوقوع في الفراغ في المؤسسات والسلطة". وفي نظر نصرالله، أنّ "الفراغ إذا حصل في ظلّ الوضع الاقتصادي المأزوم والتوترات في البلد والاقليم سيؤدي الى الفوضى والانهيار"، لافتًا، إلى أنّه "إذا ذهبنا الى الفراغ قد يؤدي الى عدم دفع الرواتب وخلل أمني وحرب أهلية أذا كان هناك من يحضّر لها". وتابع: "الإذلال الذي يحصل على الطرقات وطلب الهويات أو الخوات بماذا يذكر اللبنانيين؟ هل هذا عصيان مدني؟ أو هل هذه احتجاجات؟ مناشداً "المتظاهرين المبادرة لفتح الطرقات ونحن لا نطرح الخروج من الميادين والساحات ولا اريد ان أحمّل مسؤوليات في هذا الإطار، ومطلوب من الجيش ان يحمي المتظاهرين". واعتبر ان "الحراك اليوم لم يعد حركة عفوية بل بات حالة تقودها احزاب وقوى سياسية وتجمعات معروفة"، مؤكداً ان "هناك تمويل للحراك وقال: "لا يقولنّ أحد انه ليس هناك تمويل فكل ما يحصل يحتاج اموالاً فهل تجمعونه من جيوب الفقراء؟ طبعاً لا فمبالغ طائلة تصرف في بعض الساحات؟ نطالب بالشفافية في موضوع التمويل لنعرف ان كان من يدفع الاموال هل يريد مصلحة الشب اللبناني أولا؟ وقال: "هناك قيادة غير معلنة للحراك فلماذا لا تعلن عن نفسها؟ أنا اعرف من يقود الحراك من أحزاب وجماعات وشخصيات ومن بينهم فئة من الوطنيين وفئة اخرى مكونة من احزاب سياسية معروفة وفئة اخرى من قيادات جديدة انفقت اموال طائلة في الانتخابات وعجزت عن الوصول الى المجلس وفئة مرتبطة بسفارات واجهزة مخابرات اجنبية". وتوجه الى قيادات الحراك، وقال: "للمبادرة الى الكشف عن الوجوه الحقيقية والى المبادرة الى القضاء اللبناني ان تمّ اتهامها بالفساد والى كشف السرية المصرفية". وختم قائلاً: "أطلب من الشبان الذين يدافعون عن المقاومة الخروج ايضاً من الساحات ونحن نستطيع الدفاع عن المقاومة".