تواصلت الاحتجاجات الشعبية امس الأحد في مختلف المحافظاتاللبنانية لليوم الرابع على التوالي، مطالبة بتحسين الأوضاع المعيشية في البلاد، وفقا لما أفاد به مراسلنا في بيروت. بيروت (وكالات) واحتشد عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة رياض الصلح وغيرها من المناطق اللبنانية، بعد تظاهرات حاشدة أول أمس، تخلل بعضها أعمال شغب واعتقالات، و عاد اللبنانيون امس إلى الشارع للتجمع وسط بيروت، حاملين الأعلام اللبنانية رفضا للسياسات الحكومية التقشفية وأملا من الحكومة باتخاذ إجراءات جديدة تصب في مصلحة المواطن اللبناني. وأعلنت جمعية المصارف الاستمرار بغلق أبوابها بسبب الأوضاع الأمنية في البلاد. وعلى وقع الأحداث الحاصلة، أعلن رئيس حزب "القوات اللبنانية"، سمير جعجع، استقالة وزرائه الأربعة من الحكومة، في حين نفى رئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" اللبناني، النائب السابق وليد جنبلاط، صحة الأنباء المتداولة حول انسحاب وزراء في حزبه من الحكومة اللبنانية. من جهة أخرى تضمنت الورقة الاقتصادية التي يناقشها رئيس الوزراء اللبناني سعد الحريري مع الأطراف السياسية والتي أعلن عنها سابقا، عددا من الإجراءات الاقتصادية، التي تهدف إلى تهدئة الشارع اللبناني، بعد 4 أيام من احتجاجات مستمرة وحاشدة، اعتراضا على سياسات الحكومة الاقتصادية وللمطالبة باستقالة الحكومة. ونقل تلفزيون "الميادين" اللبناني، تفاصيل الإجراءات التي اقترحها رئيس الوزراء في الورقة، وتضمنت "خفض رواتب جميع النواب والوزراء الحاليين والسابقين 50 بالمئة، وإلغاء جميع الصناديق (الجنوب والإنماء والإعمار والمهجرين)، وفرض ضرائب على المصارف وشركات التأمين بنسبة 25 بالمئة، وإلغاء خفض معاشات التقاعد للجيش والقوى الأمنية". كما شملت الورقة "وضع سقف لرواتب العسكريين لا يتجاوز رواتب الوزراء، وتقديم مصرف لبنان والمصارف الخاصة 3 مليار دولار لخزينة الدولة، وإلغاء بعض المجالس والوزارات كوزارة الإعلام". وحسب القناة اللبنانية، شملت الورقة أيضا "إلغاء كل أنواع الزيادات في الضرائب على القيمة المضافة والهاتف والخدمات العامة، ورفع السرية المصرفية عن حسابات النواب والوزراء والمسؤولين في الدولة، وخصخصة قطاع الاتصالات الحيوية، وإقرار قانون استعادة الأموال المنهوبة". وردّ المحتجون في لبنان، امس الأحد، على مسودة الورقة الإصلاحية لرئيس الوزراء سعد الحريري، الذي يسعى لتهدئة الاحتجاجات العارمة التي تشهدها البلاد منذ أربعة أيام، بسبب تردي الأوضاع المعيشية. وقال متظاهرون تجمعوا في ساحة رياض الصلح وسط العاصمة اللبنانية، بيروت، إنهم لا يثقون بالورقة الإصلاحية ولا بحكومة الحريري، معتبرين أن الأمر لا يعدو كونه المماطلة ومحاولة كسب الوقت". وتدفق المحتجون، امس، على الساحة وفي أماكن أخرى في لبنان، وطغى على هذه الاحتجاجات التي شاركت فيها جماهير حاشدة الطابع الاحتفالي، ردد فيها المشاركون الهتافات المطالبة بإسقاط الحكومة، على وقع الأغاني الوطنية. وشدد مجموعة "لحقي"، وهي إحدى الجهات المنظمة للاحتجاجات، في بيان ردا على "ورقة الحريري" إن مطالب المتظاهرين هي الاستقالة الفورية لحكومة الضرائب الجائرة والمحاصصة الطائفية، وتشكيل حكومة انقاذ مصغرة من اختصاصيين مستقلين لا ينتمون للمنظومة الحاكمة على أن تتبنى 3 خطوات أولها اجراء انتخابات نيابية مبكرة بناء على قانون انتخابي عادل يضمن صحة التمثيل، ثم ادارة الأزمة الاقتصادية واقرار نظام ضريبي عادل، وأخيرا تحصين القضاء وتجريم تدخل القوى السياسية فيه.