تم في ندوة صحفية انعقدت الاربعاء بتونس الإعلان عن إطلاق الدورة الثالثة من الدرس المفتوح والمجاني على الانترنت حول "التطرف والإرهاب"، الذي تنجزه جامعة منوبة والمعهد العربي لحقوق الإنسان، بالشراكة مع منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) وجامعة تونس الافتراضية ومكتب الاممالمتحدة لمكافحة الإرهاب بتونس. وقد انطلقت عملية التسجيل للانتفاع بالدرس مجانا منذ يوم 14 اكتوبر الجاري على موقع خاص بهذه الدورة (www.fun-mooc.fr)، على ان ينطلق أول درس يوم 4 نوفمبر القادم ويتواصل على امتداد 7 اسابيع، وفق ما صرح به مصمم الدرس، الجامعي حفصي بضيوفي. وسيتم خلال هذا الدرس المفتوح اعتماد 28 نصا وفيديوهات تمتد من 5 الى 7 دقائق باللغات العربية والفرنسية والانقليزية، وتعالج مواضيع متنوعة وهي "الارهاب عبر الزمان والمكان" و"الارهاب باسم الإسلام" و"الخلل والهشاشة: ارضية الإرهاب" و"صناعة الإرهاب" و"عالم الإرهابي" و"من المواطن الى الإرهابي: مسارات التطرف" و"مقاومة التطرف". وأوضح المتحدث في هذا الصدد، ان الدرس يتضمن تكوينا عن بعد، ومداخلات قيمة لمختصين في علم الاجتماع وعلم النفس ومؤرخين وحقوقيين وجيوستراتيجيين وعلماء سياسة من عديد البلدان على غرار تونس ومصر والمغرب وألمانيا، اضافة الى تنظيم ندوات اسبوعية على الانترنت بغاية التعرف على العوامل المؤدية للتطرف والإرهاب. ويهدف هذا البرنامج حسب القائمين عليه، الى تحليل ظاهرة التطرف والإرهاب وحوصلة ما تم التوصل اليه من معارف وفرضيات حول الموضوع، عبر التوجه الى جمهور عريض من المبحرين خاصة الشباب منهم والمراهقون والطلبة سواء كانوا من الناطقين بالعربية او بالفرنسية، وتقديم درس أعدته مجموعة من الجامعيين والفاعلين في مجال الإرهاب. كما يرمي الى توعية الشباب داخل تونس وخارجها وإتاحة الحوار وتبادل الاراء بين عدة بلدان في المنطقة، علاوة على عقد الصلات بين العنف والإرهاب، وتحديد اوجه هذا العنف الاقصى ودوافعه، والإلمام على نحو افضل بمسارات الانغماس وسبل فكه. وقال حفصي بضيوفي لدى توليه التعريف بهذا المساق، ان "فكرة انشاء الدرس جاءت على خلفية العمليات الارهابية التي شهدتها تونس سنة 2015، وما تولد عنها من ضرورة ملحة لمعالجة التطرف والإرهاب، بالاستناد الى تفكير متعدد الاختصاصات، وتقديم مقترحات جديدة لمقاومة هذه الظاهرة". وتندرج هذه الدورة في اطار مشروع مشترك بين اليونسكو ومكتب الاممالمتحدة لمكافحة الارهاب يهدف الى الوقاية من التطرف العنيف من خلال تطوير قدرات الشباب في تونس والاردن وليبيا، ودعم المبادرات المحلية التي يقوم بها الشباب انطلاقا من مقاربة ادماجية ومتعددة الاختصاصات، وتشاركية في مجالات التربية والثقافة والإعلام قصد الوقاية من التطرف العنيف. ومن جانبه أكد رئيس المعهد العربي لحقوق الانسان عبد الباسط حسن على أهمية هذه المبادرة التي انطلقت من فكرة حول كيفية تناول قضية "الارهاب والتطرف" وساهم في بلورتها مجموعة من المثقفين والمثقفات الى ان اصبحت منصة تعليمية تسعى الى تحليل اسباب الظاهرة والبحث في جذورها العميقة، والإجابة عن طريقة مجابهتها بناء على تفاعل المشاركين في الدرس وردودهم التي من شانها ان تقدم اضافة الى المتلقي، وفق تقديره. (وات)