قطع المتظاهرون الأربعاء مجدداً الطرق الرئيسية في مختلف المناطق اللبنانية، وتجمع المئات منهم على الطريق المؤدي الى القصر الرئاسي على مشارف بيروت، غداة تصريحات للرئيس ميشال عون اعتبروا أنها تتجاهل مطالبهم التي يرفعونها منذ شهر لتغيير الطبقة السياسية. واقترح عون في مقابلة تم بثّها مساء الثلاثاء على كل شاشات التلفزة اللبنانية تشكيل حكومة "تكنو-سياسية"، بينما يطالب المتظاهرون بحكومة اختصاصيين مستقلة بعيداً عن أي ولاء حزبي أو ارتباط بالمسؤولين الحاليين. وتكلم رئيس الجمهورية بنبرة اعتبرها المتظاهرون "استفزازية"، منتقداً عدم وجود قياديين يمثلون المتظاهرين ليتحاوروا مع السلطة، في وقت يفخر المحتجون بأن تحركهم عفوي وجامع ويرفضون أي حوار مع السلطة الحالية. وشهد لبنان ليلة صاخبة نزل خلالها متظاهرون فور انتهاء كلام عون الى الشوارع في كل المناطق، وقطعوا الطرق. ووقع إشكال في خلدة جنوببيروت بين متظاهرين وسيارة تقل عسكريين تطور الى إطلاق نار من جانب أحد العسكريين ما تسبب بمقتل المواطن علاء أبو الفخر. وقطع المتظاهرون طرقاً حيوية منذ الصباح الباكر الأربعاء في وسط بيروت وعلى مداخلها، وفي نقاط عدة على الطريق المؤدي من بيروت إلى شمال لبنان، وفي طرابلس وعكار شمالاً والبقاع الغربي شرقاً وصيدا جنوباً، وغيرها من المناطق. وأشعلوا الإطارات المطاطية وجلسوا أرضا لمنع القوى الأمنية من فتح الطرق، أو أقفلوها بالعوائق والحجارة. صورة رسمها الفنان الفلسطيني النازح من سوريا غياث الرويبي في ساحة النور في مدينة طرابلس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر 2019، تظهر علاء أبو الفخر الذي أطلق عليه المتظاهرون لقب "شهيد الثورة"، غداة مقتله برصاص عسكري جنوببيروت في جل الديب شرق بيروت، وفي المنطقة المعروفة باسم الشفروليه جنوب شرقها، رفع متظاهرون صورة لعلاء أبو الفخر وسط الطريق، معتبرين أنه "شهيد الثورة". وأضاء آخرون الشموع في مكان مقتله. وفي مدينة طرابلس شمالاً، رسم فنانون وجهه على واجهة مبنى رئيسي يطل على ساحة التظاهر الرئيسية تكريماً له. وأصيب أربعة أشخاص بجروح في جل الديب، وفق ما أفاد الصليب الأحمر اللبناني، بعد اطلاق مسلح عند نقطة تجمع لمتظاهرين قطعوا الطريق، الرصاص من سلاح حربي بحوزته، بحسب الوكالة الوطنية للاعلام. وتمكن المتظاهرون من انتزاع السلاح من يده وتسليمه إلى القوى الأمنية.