كشفت أمس الأول الوحدات الامنية لمنطقة الحرس الوطني بمدنين النقاب عن احدى اكبر عمليات الاختطاف والتهريب بين ليبيا وتونس في الآونة الأخيرة استهدفت طفلة افريقية عمرها ثمانية أعوام، حيث عثرت عليها وحددت هويتي المشتبه بهما في انتظار وصول والدي المتضررة لسماع أقوالهما وإماطة اللثام عن كل ملابسات الواقعة الخطيرة. وقائع القضية تفيد بأن بلاغا نشر على إحدى الصفحات الليبية على مواقع التواصل الاجتماعي مفاده تعرض طفلة تحمل جنسية جنوب السودان كانت تقيم رفقة عائلتها في ليبيا للاختطاف من قبل مجهولين، وتم التلميح الى امكانية تهريب المخطوفة الى تونس، وبما ان الامر يتعلق بامكانية تواجد الطفلة السودانية داخل التراب التونسي فقد تعهدت وحدات الحرس الوطني بمدنين بمتابعتها. إيهام.. وبعد سلسلة من التحريات والعودة الى سجلات المهاجرين بالجهة عثر المحققون على الطفلة داخل مركز إيواء المهاجرين الواقع بطريق جربة بمدنين الشمالية، لذلك تحولوا بالتنسيق مع النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بالجهة الى المركز حيث عثروا على الطفلة وكانت رفقة رجل وامرأة يحملان الجنسية الأثيوبية قدّما نفسيهما في البداية على أنهما والدا الطفلة. باقتياد المشتبه بهما والضغط عليهما، تراجعا عن اقوالهما وادليا بالحقيقة كاملة، اذ افادا بأنهما قررا التسلل خلسة الى تونس والحصول على اللجوء من مكتب المنظمة الدولية للهجرة، ونظرا لعدم انجابهما فقد تفتقت قريحتهما على فكرة شيطانية تتمثل في اختطاف طفلة، وهو ما تم فعلا، إذ قاما باختطاف طفلة من دارفور كانت تقيم مع والديها في ليبيا وقاما بتهريبها الى تونس عبر مسالك صحراوية فرعية يرجح ان مهربا ساعدهما في سلكها نظرا لخطورتها وتشعبها. لجوء وإقامة.. واضافا انهما بوصولهما الى التراب التونسي بطريقة غير شرعية توجها الى مركز ايواء المهاجرين بمدنين منذ نحو نصف شهر حيث تحصلا على وثيقة اللجوء المؤقت بتونس بعد ان اوهما الموظفين بأن الطفلة ابنتهما، وباشعار السلط القضائية اذنت بالابقاء عليهما-مبدئيا- بحالة سراح في انتظار قدوم والدي الطفلة وسماع اقوالهما، فيما ابقيت البنية بنفس المركز مع التأكيد على العناية بها الى حين تسليمها لعائلتها التي من المنتظر ان تكون حلت أمس بتونس قادمة من ليبيا. وهكذا نجحت وحدات الحرس الوطني بمدنين في ظرف وجيز في اماطة اللثام عن هذه العملية في انتظار الكشف عن مزيد التفاصيل حولها والظروف التي حامت حول وقوعها وتحديد مسؤولية كل طرف فيها والدور الذي لعبه في الاختطاف والتهريب وتدليس هوية الطفلة. صابر المكشر