ضربت الوحدات الامنية لادارة اقليم الامن الوطني بتونس خلال الايام الاخيرة بقوة بعد نجاحها في الاطاحة بعدد من المنحرفين والمجرمين الخطيرين بعضهم محل تفتيش يمثلون»مافيا البراكاجات» التي روعت المتساكنين والمارة بالعاصمة على مدى الأسابيع الأخيرة، وذلك في اعقاب عمليات نوعية تخللتها سلسلة من الكمائن والمداهمات الناجحة بالتنسيق التام مع المحكمة الابتدائية بتونس قبل احالة الموقوفين خلال الاسبوع الجاري بحالة احتفاظ على انظار العدالة لمواصلة التحقيقات واتخاذ بقية الاجراءات القانونية في شأنهم. وقال مصدر امني مطلع من ادارة اقليم الامن الوطني بتونس في تصريح خص به «الصباح» ان التذمرات بلغت ذروتها في الأسابيع الأخيرة من ظاهرة السرقة بالسلب(البراكاجات) والنطرة وافتكاك متاع الغير باستعمال القوة بعدة مناطق بالعاصمة وأحوازها الشعبية وعبر عدد كبير من المواطنين بينهم فتيات عن امتعاضهم من الاعتداءات المجانية لعدد من المجرمين الخطيرين ممن ظلوا يصولون ويجولون دون اي رادع. حيث تعرض عدد من المواطنين لعمليات افتكاك لأموالهم وهواتفهم بالقوة واحيانا تحت التهديد بسلاح أبيض من بينهم مسؤول بإدارة الغابات تعرض للدفع بقوة قرب احدى محطات القطار وسلب هاتفه وسائق سيارة أجرة(تاكسي) تعرض ليلة رأس السنة الادارية للعنف في أعقاب»كورسة» والسطو على»الكاسة» وهاتفين محمولين وفتيات تعرضن لافتكاك هواتفهن بالقوة وشخص آخر سلبوه مبلغا ماليا في حدود الثلاثة آلاف دينار وهاتفا محمولا وغيرهم من المتضررين احدهم سلبوه ألفي دينار وهاتفا محمولا. ونظرا لخطورة الموضوع فقد أولته ادارات فرعية وفرق متعددة تابعة لادارة اقليم الامن الوطني بتونس خلال الايام القليلة الفارطة العناية القصوى وأجرت تحريات مكثفة من خلال تنشيط شبكة المخبرين والعمل الارشادي الميداني اضافة الى العودة لسجل المحاضر واطلاع بعض المتضررين على صور شمسية لمشتبه بهم ثم إعداد قائمة تضم هويات اخطر عناصر هذه العصابة التي غنمت الملايين ومجموعة من الهواتف بطرق مختلفة جلها تحت التهديد بالأسلحة البيضاء ثم انطلقوا وفق خطة محكمة أعدّت مسبقا في تعقب هؤلاء المجرمين الصادرة في شأن عدد منهم مناشير التفتيش. كثف الاعوان من المراقبة الميدانية للعناصر المشبوهة، وحددوا الاماكن التي يترددون عليها ثم انطلقوا في حملة كمائن ومداهمات في كل الاتجاهات ما مكنهم من القبض على سبعة أشخاص من اخطر عناصر»مافيا البراكاجات» بالعاصمة تتراوح اعمارهم بين 21 سنة و33 سنة وحجزوا اسلحة بيضاء مختلفة وجانبا من المسروقات يتمثل أساسا في مبالغ مالية وهواتف محمولة. اولى العمليات الأمنية استهدفت ثلاثة شبان في بداية العقد الثالث من العمر أحدهم من ذوي السوابق في السرقة ويقطنون حيا شعبيا على تخوم العاصمة حيث القي القبض عليهم الواحد تلو الآخر وحجز لديهم مجموعة من الهواتف المسروقة ليتبين اثر الابحاث الاولية ارتكابهم لنحو ست عمليات افتكاك متاع الغير باستعمال القوة حيث كانوا يعترضون ليلا سبيل المارة ويهددونهم ويسلبونهم ما بحوزتهم من اموال او هواتف، وقد تعرف عليهم عدد من المتضررين. العملية الثانية استهدفت عنصرا اجراميا خطيرا عمره 27 سنة ومن ذوي السوابق العدلية في السرقة والعنف حيث ارتكب عملية سلب قبل عدة اسابيع عندما استغل انفراده بمواطن وافتك له بالقوة مبلغا ماليا قدره ألفا دينار وهاتفا محمولا ثم تخفى عن الانظار وغادر محل سكنى عائلته الى ان نجح الاعوان في تحديد المكان الذي يتردد عليه للمبيت وداهموه باذن من النيابة العمومية حيث القوا القبض عليه. هذه العمليات المناهضة ل «مافيا البراكاجات» تواصلت بخطى حثيثة على امتداد عدة ايام ليلقى القبض على عناصر اخرى من بينها شاب عمره 25 سنة اصيل حي هلال بالاحواز الغربية للعاصمة وآخر عمره 24 سنة تبين انهما حولا وجهة سائق تاكسي وسلباه، كما نجح الاعوان في الاطاحة بمجرم خطير جدا عمره 33 سنة، من ذوي السوابق العدلية في ترويج المخدرات والسرقة وحديث الخروج من السجن بعد سلبه مواطنا مبلغ ثلاثة آلاف دينار وهاتفا محمولا. واكد المصدر الامني ان هذه العمليات ستتواصل بخطى حثيثة في اطار التصدي لظاهرة «البراكاجات»، والنشل والنطر وافتكاك متاع الغير بالقوة خاصة قرب محطات النقل البري(حافلات وقطارات والميترو الخفيف)، مشيرا الى ان وحدات ادارة اقليم الامن الوطني بتونس باداراتها الفرعية ومناطقها الأمنية وبالتنسيق احيانا مع وحدات التدخل تبذل قصارى الجهد لمكافحة مختلف مظاهر الجريمة بكامل مناطق نفوذها. صابر المكشر