حقق الترجي أفضل نتيجة ممكنة وعاد من أم درمان بفوز رائع على الهلال السوداني بفضل أداء ممتاز وهدف جميل ومبكّر من إمضاء المهاجم يوسف المساكني (4). الهلال لم يظهر مستوى ممتازا بل كان بعيدا عن المستوى الذي ظهر به في المباريات الماضية والذي انتظره منه أنصاره والمتابعون لكن الترجي قدم مباراة مثالية ونجح تكتيكيا إلى حد بعيد. وتميز المدرب نبيل معلول مرة أخرى دهائه وجرأته فأقحم متوسط الميدان زين العابدين السويسي الذي لم يلعب أية مباراة رسمية منذ أشهر وأبقى أسامة الدراجي احتياطيا رغم خصاله الفنية.
الترجي وفي لعادة التسجيل المبكّر كان الترجي كعادته جاهزا ذهنيا للضغط والمباغتة منذ بداية اللقاء وعلى غرار أغلب لقاءاته مع نبيل معلول، نجح في تسجيل هدف مبكّر جدا لخبط به حسابات المنافس وكسب به حافزا معنويا كبيرا لبقية اللقاء. فبتمريرة ذكية جدا من يانيك نيانغ، تسرب المسامني في محور الدفاع وغالط الحارس بلمسة فنية وضعت الكرة في الزاوية البعيدة للحارس معز محمود مفتتحا التسجيل للترجي. وتراوح بقية اللقاء بين تراجع للنسق وتوقف للعب بسبب الإصابات وبعض المحاولات من جانب وآخر.
إهدار فوز أعرض تراجع أداء الترجي ومستواه البدني في الفترة الثانية لكن حسن انتشار اللاعبين وأفكار المدرب التكتيكية لم تترك مجالا لأصحاب الأرض لفرض لونهم وتهديد مرمى بن شريفية وسقطوا في فخ التسرع والارتجال والتسديدات العشوائية. أمّا الترجي، فكان قادرا على تسجيل هدف ثان على الأقل لكن مرتدات بوعزّي والمساكني وخاصة نيانغ لم تؤت أكلها بسبب التسرع والثقة الزائدة في النفس. وضغط الهلال في نهاية اللقاء وسط دعم كبير من أنصاره لكنه لم ينجح في تعديل النتيجة ليعود الترجي من السودان بانتصار وضع به قدما في نهائي المسابقة. ومن الصعب جدا، بل من المستحيل، أن يضيع الترجي بعد أسبوعين فرصة بلوغ النهائي القاري على التوالي. ولعب الترجي اليوم بالتشكيلة التالية: بن شريفية، أفول، شمام، الهيشري، بانانا، المولهي، السويسي (الدربالي)، القربي، بوعزّي، المساكني (العياري)، نيانغ (سلامة).