خبير يوّضح: العفو الجبائي على العقارات المبنية مهم للمواطن وللبلديات..هاو علاش    تعليق نشاط توزيع قوارير الغاز المنزلي بالجملة يومي 12 و 13 جانفي 2026    شركة الخطوط الجوية التونسية تكشف عن عرضها الترويجي 'سحر نهاية العام'    ماذا في اجتماع وزير التجارة برؤساء غرف التجارة والصناعة؟    رابطة ابطال افريقيا: معاقبة الجيش الملكي المغربي بمباراتين دون حضور الجمهور    يتميّز بسرعة الانتشار والعدوى/ رياض دغفوس يحذر من المتحور "k" ويدعو..    وفاة ممرضة أثناء مباشرة عملها بمستشفى الرديف...والأهالي ينفذون مسيرة غضب    تعرّف على عدد ساعات صيام رمضان 2026    عاجل: تهنئة المسيحيين بالكريسماس حلال ام حرام؟...الافتاء المصرية تحسُم    زيت الزيتون ب10 دنانير:فلاحو تونس غاضبون    موسكو تدعو مواطنيها إلى الامتناع عن السفر إلى ألمانيا لهذه الأسباب    فضاء لبيع التمور من المنتج إلى المستهلك من 22 إلى 28 ديسمبر بهذه الجهة..#خبر_عاجل    11 مليون عمرة في شهر واحد... أرقام قياسية من الحرمين    ما ترميش قشور الموز: حيلة بسيطة تفوح دارك وتنفع نباتاتك    مسؤولة بوزارة الشؤون الاجتماعية: نحو تعميم المنصة الرقمية لإسناد بطاقة اعاقة في غضون سنة 2026    بداية من اليوم..دخول فترة الليالي البيض..    أنشطة متنوعة خلال الدورة الأولى من تظاهرة "مهرجان الحكاية" بالمركب الثقافي بسيدي علي بن عون    التمديد في المعرض الفني المقام بالمعلم التاريخي "دار الباي" بسوسة الى غاية منتصف جانفي 2026    افتتاح الدورة 57 للمهرجان الدولي للصحراء بدوز    المعهد العالي للتصرف الصناعي بصفاقس أوّل مؤسسة جامعية عمومية في تونس تقوم بتركيز محطة لشحن السيارات الكهربائية    الديوان الوطني للأعلاف يحدّد سعر بيع الذرة العلفية وإجراءات التزوّد    اسكندر القصري ينسحب من تدريب مستقبل قابس    عاجل: دخول جماهيري مجاني في مباريات كأس أمم إفريقيا 2025    قفصة: حجز كميات من لحوم الدواجن في مخازن عشوائية قبل رأس السنة    وداعًا لأسطورة الكوميديا الأمريكية بات فين    مع Moulin d'Or : قصّ ولصّق وشارك...1000 كادو يستناك!    البطولة الوطنية المحترفة لكرة السلة: برنامج مباريات الجولة العاشرة    مدرب منتخب الكاميرون: "حققنا الفوز بفضل القوة الذهنية والانضباط التكتيكي"    عاجل: هذا ما تقرر في قضية المجمع الكيميائي التونسي..    رياضة : فخر الدين قلبي مدربا جديدا لجندوبة الرياضية    كأس أمم إفريقيا: برنامج مقابلات يوم غد    صامويل تشوكويزي: كأس افريقيا يجب أن تحظى بنفس درجة إحترام كأس العالم    السجن لطالب بتهمة ترويج المخدرات بالوسط الجامعي..#خبر_عاجل    كيفاش نقول للآخر ''هذا الّي قلّقني منّك'' من غير ما نتعاركوا    عاجل: عاصفة مطرية وثلوج تتجه نحو برشا دُول عربية    هذه أقوى عملة سنة 2025    تحذير خطير للتوانسة : ''القفالة'' بلا ورقة المراقبة يتسببلك في شلل و نسيان    سهرة رأس العام 2026.. تفاصيل حفل إليسا وتامر حسني في هذه الدولة    بداية من من غدوة في اللّيل.. تقلبات جوية وبرد شديد في تونس    نانسي عجرم ووائل كفوري ونجوى كرم يحضروا سهرية رأس السنة    عاجل: تقلبات جوية مرتقبة بداية من هذا التاريخ    ينشط بين رواد والسيجومي: محاصرة بارون ترويج المخدرات    صحفي قناة الحوار التونسي يوضح للمغاربة حقيقة تصريحاته السابقة    عاجل : اليوم نشر القائمة الاسمية لرخص'' التاكسي '' بأريانة بعد شهور انتظار    بداية من اليوم: تحويل حركة المرور في اتّجاه المروج والحمامات    عاجل/ تركيا ترسل الصندوق الأسود لطائرة الحداد إلى دولة محايدة..    النوبة القلبية في الصباح: علامات تحذيرية لازم ما تتجاهلهاش    رئيس الجمهوريّة يؤكد على ضرورة المرور إلى السرعة القصوى في كافّة المجالات    ويتكوف يكشف موعد المرحلة الثانية من اتفاق غزة    ترامب مهاجما معارضيه في التهنئة: عيد ميلاد سعيد للجميع بما في ذلك حثالة اليسار    كوريا الشمالية تندد بدخول غواصة نووية أمريكية إلى كوريا الجنوبية    اليوم العالمي للغة العربية ... الاحتفاء بلغة الضاد ضرورة وطنية وقومية لحماية الهوية الثقافية    فوز المرشح المدعوم من ترامب بالانتخابات الرئاسية في هندوراس    نجاح عمليات الأولى من نوعها في تونس لجراحة الكُلى والبروستاتا بالروبوت    الليلة: الحرارة تترواح بين 4 و12 درجة    تزامنا مع العطلة: سلسلة الأنشطة الثقافية والترفيهية الموجهة لمختلف الفئات العمرية    مع الشروق : تونس والجزائر، تاريخ يسمو على الفتن    برّ الوالدين ..طريق إلى الجنة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



إما التدارك وإما مواصلة الانهيار إقالة مندوب تونس الدائم في الأمم المتحدة صفعة أخرى للديبلوماسية التونسية..
نشر في الصباح نيوز يوم 08 - 02 - 2020

اذا ‬كان ‬من ‬حق ‬الرئيس ‬ان ‬يتولى ‬تعيين ‬او ‬إقالة ‬من ‬شاء ‬وفقا ‬لصلاحياته ‬الدستورية ‬فليس ‬من ‬حقه ‬ان ‬يضع ‬تونس ‬في ‬احارج ‬امام ‬العالم .. ‬تواترت ‬الاحداث ‬بشكل ‬متسارع ‬خلال ‬الساعات ‬القليلة ‬الماضية ‬بين ‬انتشار ‬خبر ‬سحب ‬المنصف ‬البعتي ‬مندوب ‬تونس ‬الدائم ‬في ‬نيويورك ‬بعد ‬اربعة ‬اشهر ‬على ‬تعيينه ‬وهو ‬الذي ‬كان ‬يستعد ‬لتقديم ‬المبادرة ‬التونسية ‬الاندونيسية ‬لإدانة ‬صفقة ‬القرن ‬في ‬مجلس ‬الامن ‬الدولي ‬وبين ‬خبر ‬إلغاء ‬مشاركة ‬الرئيس ‬قيس ‬سعيد ‬في ‬اشغال ‬القمة ‬الافريقية ‬في ‬اديس ‬ابابا ‬قبل ‬صدور ‬بيان ‬لرئاسة ‬الجمهورية ‬يعلن ‬اصابة ‬الرئيس ‬بوعكة ‬صحية ‬منعته ‬من ‬السفر ‬مشفوعا ‬ببيان ‬لاحق ‬حول ‬مبررات ‬اقالة ‬سفيرنا ‬في ‬نيويورك ‬والذي ‬كان ‬على ‬درجة ‬من ‬الغموض ‬شأنه ‬في ‬ذلك ‬شأن ‬بيان ‬الخارجية ‬حول ‬مشاركة ‬الفريق ‬الوطني ‬للتنس ‬في ‬مباراة ‬ضد ‬الفريق ‬الاسرائيلي ...‬

وقد ‬أعادت ‬الاقالة ‬المتعجلة ‬للمندوب ‬الاممي ‬الى ‬الاذهان ‬اقالة ‬سابقة ‬في ‬الاسبوع ‬الاول ‬من ‬تولي ‬الرئيس ‬سعيد ‬مهامه ‬و ‬تتعلق ‬باقالة ‬وزير ‬الخارجية ‬خميس ‬الجهيناوي ‬بالتزامن ‬مع ‬زيارة ‬لوزير ‬الخارجية ‬الالماني ‬سيكون ‬لها ‬تداعياتها ‬على ‬مشاركة ‬تونس ‬في ‬مؤتمر ‬برلين ..‬وهو ‬ما ‬عزز ‬القناعة ‬بأن ‬الديبلوماسية ‬التونسية ‬ليست ‬في ‬افضل ‬حال ‬وأن ‬هناك ‬حاجة ‬للمراجع ‬والتوقف ‬عند ‬اسباب ‬هذا ‬التداعي ‬والارتباك ‬الحاصل ‬والانتباه ‬بعد ‬اكثر ‬من ‬ثلاثة ‬اشهر ‬الى ‬ضرورة ‬مراجعة ‬الاخطاء ‬وربما ‬تغيير ‬البوصلة ‬واعادة ‬تحديد ‬الاولويات ...‬وفي ‬انتظار ‬ان ‬يقدم ‬رئيس ‬الدولة ‬مبرراته ‬ويكشف ‬خفايا ‬ما ‬حدث ‬وما ‬اذا ‬كان ‬الامر ‬يتنزل ‬في ‬اطار ‬الحسابات ‬الشخصية ‬والتنافس ‬الشرس ‬داخل ‬محيط ‬الرئيس ‬أو ‬ان ‬الامر ‬يتنزل ‬فعلا ‬في ‬اطار ‬ضغط ‬امريكي ‬او ‬محاولة ‬لدعوة ‬سعيد ‬الى ‬الانضباط ‬نتيجة ‬حماسه ‬المفرط ‬في ‬الدفاع ‬عن ‬القضية ‬الفلسطينية ‬في ‬مختلف ‬المنابر ‬والخوف ‬من ‬امتداد ‬العدوى ‬في ‬الشارع ‬العربي ‬وهي ‬مسألة ‬لا ‬نلغيها ‬ولكن ‬لا ‬نعتبرها ‬تمثل ‬السبب ‬الاساسي ‬بالنظر ‬الى ‬ان ‬ادارة ‬الرئيس ‬ترامب ‬لا ‬تولي ‬اهتماما ‬يذكر ‬لمواقف ‬الدول ‬العربية ‬التي ‬استهزأ ‬بها ‬اكثر ‬من ‬مرة ..‬نقول ‬هذا ‬الكلام ‬ولكن ‬نعتبر ‬ان ‬الديبلوماسية ‬التونسية ‬اليوم ‬في ‬حالة ‬تستوجب ‬استعادة ‬الوعي ‬الغائب.. ‬
عبد ‬الوهاب ‬الهاني: ‬ما ‬حدث ‬خطير ‬ويستوجب ‬توضيحا ‬من ‬الرئيس ‬
و ‬في ‬محاولة ‬لقراءة ‬ما ‬يدور ‬في ‬ذهن ‬الرئيس ‬سالنا ‬الاستاذ ‬عبد ‬المجيد ‬الهاني ‬عن ‬اسباب ‬وتداعيات ‬ما ‬حدث.. ‬
الاستاذ ‬عبد ‬الوهاب ‬الهاني ‬افادنا ‬من ‬جنيف ‬وفي ‬تعليق ‬على ‬ما ‬حدث ‬يمكن ‬وصفه ‬بفضيحة ‬دولة ‬على ‬حد ‬تعبيره ‬وانه ‬على ‬درجة ‬من ‬الخطورة .. ‬ويعتبر ‬محدثنا ‬ان ‬التصريحات ‬المنسوبة ‬لمصدر ‬مطلع ‬برئاسة ‬الجمهورية ‬لم ‬يُفصح ‬عن ‬اسمه، ‬على ‬العادة ‬القديمة ‬التي ‬كانت ‬تتبعها ‬حليمة ‬أيام ‬النظام ‬السابق.. ‬لا ‬تُطمئن ‬ولا ‬تُبدِّد ‬الشكوك ‬والمخاوف، ‬بل ‬تؤكد ‬ما ‬تم ‬تداوله ‬منذ ‬يوم ‬أمس ‬حول ‬علاقة ‬إقالة ‬سفيرنا ‬المندوب ‬الدائم ‬لتونس ‬لدى ‬المنتظم ‬الأممي ‬السفير ‬منصف ‬بعتي ‬على ‬وجه ‬السرعة ‬بمشروع ‬القرار ‬الذي ‬تم ‬توزيعه ‬على ‬الدول ‬الأعضاء ‬في ‬مجلس ‬الأمن ‬لإدانة ‬ما ‬سمي ‬بصفقة ‬القرن ‬بلغة ‬حازمة ‬مستوحاة ‬من ‬مواقف ‬تونس ‬الثابتة ‬ومن ‬الموقف ‬العربي ‬المشترك ‬المبني ‬على ‬دعم ‬القضية ‬الفلسطينية ‬والمناداة ‬بإيجاد ‬حل ‬عادل ‬لمعاناة ‬الشعب ‬الفلسطيني ‬على ‬قاعدة ‬الشرعية ‬الدولية.. ‬
و ‬اضاف ‬ان ‬الإشارة ‬الواردة ‬في ‬التوضيح ‬المنسوب ‬لمصدر ‬الرئاسة ‬والتي ‬تشير ‬لاحترام ‬المصالح ‬العليا ‬للدولة ‬يفتح ‬الباب ‬أمام ‬التأويلات ‬المختلفة ‬التي ‬أشارت ‬لضغوطات ‬مارستها ‬إدارة ‬الرئيس ‬ترامب ‬في ‬اتجاه ‬إقالة ‬سفير ‬تونس ‬لدى ‬المنتظم ‬الأممي..‬وخلص ‬الى ‬انه ‬كل ‬ذلك ‬ياتي ‬في ‬سياق ‬استقالات ‬وإقالات ‬متواترة ‬في ‬الديوان ‬الرئاسي، ‬وفي ‬غياب ‬رئيس ‬الجمهورية ‬الذي ‬منعه ‬المرض ‬عن ‬السفر ‬لأديس ‬أبيبا ‬للمشاركة ‬في ‬القمة ‬الإفريقية.. ‬واعتبر ‬الهاني ‬انه ‬في ‬غياب ‬توضيح ‬صريح ‬منه ‬رئيس ‬الجمهورية، ‬وهو ‬المسؤول ‬عن ‬السياسة ‬الخارجية، ‬خاصة ‬وتونس ‬ترأس ‬الجامعة ‬العربية ‬وتمثل ‬المقعد ‬العربي ‬والصوت ‬العربي ‬الوحيد ‬في ‬مجلس ‬الأمن ‬ما ‬يفتح ‬المجال ‬لكل ‬التاويلات .. ‬خاصة ‬وأن ‬بلادنا ‬تميزت ‬بموقفها ‬الرافض ‬لما ‬سمي ‬بصفقة ‬القرن ‬في ‬البلاغ ‬الرسمي ‬لوزارة ‬الخارجية، ‬وفي ‬تصريحات ‬كاتب ‬الدولية ‬للخارجية ‬المكلف ‬بمهام ‬وزير ‬الخارجية ‬بالنيابة ‬في ‬الاجتماع ‬الوزاري ‬الطارئ ‬لجامعة ‬الدول ‬العربية ‬وفي ‬تصريحات ‬رئيس ‬الجمهورية.. ‬ودعا ‬الهاني ‬رئيس ‬الجمهورية ‬أن ‬يوضح ‬الأمر ‬دون ‬مواربة ‬وأن ‬يقوم ‬بالخطوات ‬العاجلة ‬لإصلاحه، ‬أو ‬يسارع ‬بتعيين ‬سفير ‬جديد ‬لدى ‬الأمم ‬المتحدة ‬بنيويورك ‬لتواصل ‬تونس ‬تحمل ‬مسؤولياتها ‬في ‬الدفاع ‬عن ‬العدل ‬وعن ‬الأمن ‬وعن ‬السلم ‬في ‬العالم..‬
لسنا ‬نريد ‬صب ‬الزيت ‬على ‬النار ‬ولا ‬اصطياد ‬السقطات ‬كما ‬سبق ‬لرئيس ‬الدولة ‬ان ‬صرح ‬في ‬حديثه ‬بمناسبة ‬انقضاء ‬99 ‬يوما ‬على ‬توليه ‬الرئاسة، ‬ولكن ‬ما ‬حدث ‬خلال ‬الساعات ‬القليلة ‬الماضية ‬يفاقم ‬الارتياب ‬ويؤكد ‬حالة ‬الاتباك ‬التي ‬تعيشها ‬الديبلوماسية ‬التونسية ‬ويعزز ‬القناعة ‬بشأن ‬ضياع ‬البوصلة ‬منذ ‬اقالة ‬وزير ‬الخارجية ‬السابق ‬خميس ‬الجهيناوي ‬دون ‬توضيحات ‬رسمية ‬باستثناء ‬ما ‬صرح ‬به ‬الصحفي ‬عبد ‬الباري ‬عطوان ‬بعد ‬لقائه ‬رئيس ‬الدولة ‬بأن ‬الجهيناوي ‬مطبع .‬وهو ‬ما ‬يعني ‬ان ‬مواقفه ‬وقناعاته ‬غير ‬قناعات ‬الرئيس ‬الذي ‬اعتبر ‬منذ ‬اول ‬خطاب ‬له ‬ان ‬التطبيع ‬جريمة ‬وخيانة.. ‬
غموض ‬على ‬الغموض ‬
على ‬ان ‬ما ‬يفاقم ‬الغموض ‬ويفتح ‬المجال ‬لكل ‬التاويلات ‬ان ‬اقالة ‬مندوب ‬تونس ‬لدى ‬الامم ‬المتحدة ‬وهو ‬ديبلوماسي ‬يكاد ‬يحظى ‬بالاجماع ‬بشأن ‬كفاءته ‬انه ‬ياتي ‬بالتزامن ‬مع ‬الاعلان ‬عن ‬استعداد ‬الرئيس ‬الفلسطيني ‬للتوجه ‬الى ‬نيويورك ‬لاعلان ‬رفض ‬صفقة ‬القرن ‬والاستناد ‬الى ‬الموقف ‬العربي ‬والمشروع ‬الذي ‬قدمته ‬تونس ‬واندونسيا ‬والذي ‬يفترض ‬انه ‬مشروع ‬اتفقت ‬حوله ‬الدول ‬العربية ‬والاسلامية ‬والافريقية ‬وانه ‬يحظى ‬باجماع ‬هذه ‬الدول.. ‬واذا ‬كان ‬من ‬حق ‬رئيس ‬الدولة ‬ممارسة ‬صلاحياته ‬الدستورية ‬في ‬التعيين ‬والاقالة ‬وفق ‬ما ‬يعتبره ‬متماشيا ‬مع ‬مصلحة ‬تونس ‬وسيادتها ‬فإن ‬الحقيقة ‬لم ‬نجد ‬تفسيرا ‬مقنعا ‬لهذه ‬الاقالة ‬سواء ‬تعلق ‬الامر ‬بدوافعها ‬او ‬بتوقيتها ‬وستظل ‬الاقالة ‬مجالا ‬مفتوحا ‬لكل ‬القراءات ‬طالما ‬التزم ‬الرئيس ‬بالصمت ‬واثر ‬الغياب ‬عن ‬المشهد ‬ربما ‬في ‬انتظار ‬زوال ‬الازمة ‬وتعيين ‬مندوب ‬جديد ‬لتونس ‬في ‬الامم ‬المتحدة ‬لمواصلة ‬ما ‬بقي ‬من ‬المدة ‬في ‬مجلس ‬الامن ‬الدولي ..‬اليوم ‬يتغيب ‬سعيد ‬عن ‬القمة ‬الافريقية ‬بسبب ‬المرض ‬الذي ‬منعه ‬من ‬السفر ‬الى ‬اديس ‬ابابا ‬وهو ‬موعد ‬اخر ‬يغيب ‬عنه ‬رئيس ‬الجمهورية ‬لفتح ‬المجال ‬للاصدقاء ‬قبل ‬الخصوم ‬والاعداء ‬لاثارة ‬التساؤلات ..‬وان ‬كنا ‬نتمنى ‬له ‬الشفاء ‬فاننا ‬ننتظر ‬توضيحا ‬يشفي ‬الغليل ‬لما ‬يحدث ‬للديبلوماسية ‬التونسية ‬التي ‬تعددت ‬كبواتها ...‬
و ‬لاشك ‬ان ‬الاغرب ‬انه ‬قد ‬سبق ‬لمندوب ‬فلسطين ‬الدائم ‬لدى ‬الأمم ‬المتحدة ‬رياض ‬منصور ‬أن ‬اعلن ‬عن ‬حضور ‬الرئيس ‬محمود ‬عباس ‬الاثنين ‬المقبل ‬الى ‬نيويورك ‬ليلقي ‬كلمته ‬أمام ‬أعضاء ‬مجلس ‬الأمن ‬الدولي ‬الثلاثاء ‬وذلك ‬‮«‬بالتنسيق ‬الكامل ‬مع ‬تونس ‬الممثل ‬العربي ‬في ‬المجلس، ‬وكذلك ‬مع ‬ممثل ‬الدول ‬الإسلامية ‬مندوب ‬إندونيسيا ‬سيتم ‬تقديم ‬مشروع ‬قرار ‬للتصويت ‬عليه ‬في ‬جلسة ‬مجلس ‬الأمن‮»‬..‬ويبدو ‬ان ‬الرئيس ‬الفلسطيني ‬واثق ‬من ‬الموقف ‬التونسي ‬ويعول ‬على ‬هذا ‬المشروع ‬للرد ‬ديبلوماسيا ‬على ‬صفقة ‬القرن ..‬
و ‬لا ‬شك ‬ان ‬لقائمة ‬الاستقالات ‬ضمن ‬فريق ‬مستشاري ‬الرئيس ‬منذ ‬تنصيبه ‬والذي ‬بلغ ‬ثلاث ‬استقالات ‬حتى ‬الآن ‬يمكن ‬ان ‬يعكس ‬حالة ‬التخبط ‬والارتباك ‬الحاصلة ‬في ‬ظل ‬التناقضات ‬والاخطاء ‬وربما ‬الصراعات ‬التي ‬تحدث ‬حول ‬الرئيس ‬سعيد ‬في ‬غياب ‬ربما ‬وجود ‬اصحاب ‬الخبرة ‬بالشان ‬الديبلوماسي ‬الذين ‬يمكنه ‬الاستناد ‬على ‬رايهم ‬حتى ‬تكون ‬تونس ‬صوت ‬الحكمة ‬القوي ‬و ‬المدافع ‬عن ‬الحق ‬و ‬العدالة ‬الدولية ...‬
ماذا ‬حدث ‬؟
من ‬المهم ‬الاشارة ‬الى ‬ان ‬صحيفة ‬لوفيغارو ‬الفرنسية ‬كانت ‬اول ‬من ‬نشر ‬خبر ‬اقالة ‬او ‬سحب ‬او ‬دعوة ‬مندوب ‬تونس ‬الدائم ‬المنصف ‬البعتي ‬في ‬الامم ‬المتحدة ‬و ‬بررت ‬المصادر ‬الرسمية ‬قرار ‬إعفاء ‬البعتي ‬‮«‬بضعف ‬الأداء ‬وغياب ‬التنسيق‮»‬ ‬حول ‬مشروع ‬قرار ‬ضد ‬خطة ‬السلام ‬الأميركية ‬في ‬الشرق ‬الأوسط... ‬وكانت ‬مصادر ‬دبلوماسية ‬في ‬الأمم ‬المتحدة ‬كشفت ‬الخميس ‬أنه ‬تم ‬وضع ‬حد ‬لمهام ‬البعتي ‬على ‬خلفية ‬موقفه ‬من ‬مشروع ‬قرار ‬فلسطيني ‬يدين ‬خطة ‬السلام ‬الأميركية ‬التي ‬أعلن ‬عنها ‬أخيرا. ..‬
وتم ‬تعيين ‬المنصف ‬البعتي ‬في ‬سبتمبر ‬الماضي ‬من ‬طرف ‬الرئيس ‬المؤقت ‬محمد ‬الناصر ‬أثناء ‬تولي ‬خميس ‬الجيهناوي ‬وزارة ‬الشؤون ‬الخارجية. ‬وظل ‬البعتي ‬ناشطا ‬في ‬الأوساط ‬الدبلوماسية ‬أثناء ‬تقاعده ‬بصفته ‬رئيس ‬‮«‬الجمعية ‬التونسية ‬للأمم ‬المتحدة‮»‬. ‬وقال ‬البعض ‬ان ‬البعتي ‬ذهب ‬أبعد ‬مما ‬أرادت ‬السلطات ‬التونسية ‬في ‬ملف ‬الشرق ‬الأوسط، ‬وقدم ‬دعما ‬كبيرا ‬للفلسطينيين ‬يهدد ‬بإفساد ‬العلاقة ‬بين ‬تونس ‬والولايات ‬المتحدة.. ‬ولم ‬يشارك ‬الخميس ‬في ‬الاجتماع ‬بين ‬عرّاب ‬صفقة ‬القرن ‬جاريد ‬كوشنر ‬ومجلس ‬الأمن. .. ‬
اما ‬بيان ‬وزارة ‬الخارجية ‬الذي ‬نشر ‬على ‬صفحتها ‬الرسمية ‬على ‬موقع ‬‮«‬فيسبوك‮»‬ ‬فيذكر ‬أن ‬قرار ‬إعفاء ‬المندوب ‬الدائم ‬لدى ‬منظمة ‬الأمم ‬المتحدة ‬يعود ‬‮«‬لاعتبارات ‬مهنية ‬بحتة ‬تتعلق ‬بضعف ‬الأداء ‬وغياب ‬التنسيق ‬والتفاعل ‬مع ‬الوزارة ‬في ‬مسائل ‬هامة ‬مطروحة ‬للبحث ‬في ‬المنتظم ‬الأممي‮»‬. ‬وأشار ‬البيان ‬الى ‬أن ‬‮«‬عضوية ‬تونس ‬غير ‬الدائمة ‬بمجلس ‬الأمن ‬تقتضي ‬التشاور ‬الدائم ‬والتنسيق ‬المسبق ‬مع ‬الوزارة ‬بما ‬ينسجم ‬مع ‬مواقف ‬تونس ‬المبدئية ‬ويحفظ ‬مصالحها‮»‬. ‬وهو ‬ما ‬لا ‬يمكن ‬اعتباره ‬ادانة ‬للديبلوماسي ‬المتقاعد ‬بقدرما ‬يمكن ‬اعتباره ‬ادانة ‬للوزارة ‬التي ‬كان ‬يفترض ‬ان ‬يتبين ‬الامر ‬وان ‬تجنب ‬تونس ‬هذه ‬الإحراجات ..‬
‬اسيا ‬العتروس


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.