اعتداء خطير على سائق تاكسي بالقيروان.. توقيف الجاني بعد رصده بكاميرات مستشفى الأغالبة    جيش الإحتلال يقصف جنوب لبنان    روسيا تعلق الرحلات الجوية في 4 مطارات    زيلينسكي : .سنعرض اليوم خطة سلام جديدة لانهاء الحرب في اوكرانيا    ترامب: "إنفيديا" ستتمكن من تصدير شرائح الذكاء الاصطناعي المتقدمة إلى الصين    عاجل: شنيا حقيقة تحقيق من فيفا في مباراة فلسطين وسوريا؟.. هذه كل التفاصيل    شنيا حكاية مباراة تونس - بوتسوانا وراء الأبواب المغلقة؟...ما هيش المرة الأولى    الطقس مُستقر اليوم..لكن التقلُبات جاية في هذا الموعد    الثلاثاء.. مصير مصر وديربي خليجي يحسمان الجولة الأخيرة من كأس العرب 2025    بعد 3 أيام من اختفائه.. إنقاذ طفل سوري دفن حيا في تركيا    مُربّ في البال...محفوظ الزعيبي مربيا وشاعرا وأديبا    الكوتش وليد زليلة يكتب ..حين يتحدث القلب قبل اللسان ..كيف نساعد أطفالنا على التعبير عن مشاعرهم؟    المكتبة العمومية بحاجب العيون ... عائلة بن جمعة تحصل على جائزة «أفضل عائلة مطالعة»    إنجاز طبي في شارل نيكول: إجراء أول تدخل بالقسطرة بتقنية الموجات التصادمية لعلاج الشرايين التاجية    تونس: تقنيات طبية جديدة في مراكز المساعدة على الإنجاب    بنزرت: ...في الاجتماع الموسع للنقابة التونسية للفلاحين ..«لوبيات» البذور الممتازة تعبث بالموسم    توقيع مذكرة تفاهم لإدارة وتسيير مركز تونس للتميز ' كايزان '    مدنين: انطلاق توزيع المساعدات المخصّصة لإعانة العائلات محدودة الدخل على مجابهة التقلبات المناخية وموجة البرد    وزارة الفلاحة.. وضعية السدود الموسم الجاري كانت أفضل من السنة السابقة    زغوان: تقدّم موسم جني الزيتون بنسبة 40 بالمائة    عاجل/ إقرار هذه الإجراءات لتأمين التزويد بقوارير الغاز    ظهور ضباب محلي آخر الليل    توقيع مذكرة تفاهم بين البنك المركزي التونسي والبنك المركزي العُماني    عاجل/ تحذير من تسونامي يضرب هذه الدولة الليلة    عاجل/ الصيدليات تؤكّد تمسّكها بتعليق صرف الأدوية بهذه الصيغة لمنظوري ال"كنام"    انطلاق الورشة الإقليمية للدول العربية حول "معاهدة مراكش لتيسير النفاذ إلى المصنفات المنشورة لفائدة الأشخاص المكفوفين أو معاقي البصر أو ذوي الإعاقات الأخرى"    عاجل/ حجز 100 كلغ "زطلة" في ميناء حلق الوادي    عاجل/ بالأرقام: سدود الشمال تتدعّم بكميات هامة خلال الاسبوع المنقضي    صدور كتاب جديد للباحث الصادق المحمودي يستشرف "علاقة الفقه بالنوازل الرقمية في عصر الذكاء الاصطناعي"    توزر: زيادة منتظرة في نسبة الحجوزات بنزل الجهة خلال عطلة نهاية السنة الإداريّة    تسجيل ارتفاع في عدد الجزائريين الوافدين على تونس..#خبر_عاجل    المنتخب التونسي لكرة القدم يشرع في تحضيراته لامم افريقيا يوم 12 ديسمبر    الزواج يتأخر في تونس والطلاق يرتفع: 16 ألف حالة سنة 2024    كأس العرب قطر 2025: المنتخب المصري يلتقي نظيره الأردني غدا الثلاثاء بحثا عن التأهل لربع النهائي    عاجل: إطلاق سراح طالب الطبّ محمد جهاد المجدوب    تسمم جماعي لركاب طائرة متوجهة من شنغهاي إلى موسكو    الصندوق العالمي للطبيعة يدعو الى المشاركة في حماية المناخ    كفاش تعرف الى عندك نقص في فيتامين B 12 ؟    المنتدى الابداعي... المسرح الفن الموسيقى والعلاج "يوم 13 ديسمبر 2025 بالمعهد الفرنسي بتونس العاصمة    استغل هاتف الوزارة للاتصال بخطيبته: السجن وخطية لموظف بوزارة..    شمال إفريقيا: 2024 عام قياسي في الحرارة... وهذه الدولة تسجّل أعلى درجة    شوف شنوة ال 5 حاجات تقولهم المرأة والراجل يفهمها بالعكس    الدكتور رضا عريف للتوانسة: هذه أعراض النزلة الموسمية...والحالات هذه لازمها طبيب    خلال سنة 2025: الديوانة التونسية تحجز 14 كلغ من الذهب    كأس العرب قطر 2025: المنتخب الجزائري يسعى لحسم تأهله لربع النهائي في مواجهة العراق    قمة لوسيل اليوم: شكون ضد شكون؟ شوف الماتش وين تتفرج ووقتاش بالضبط    أول تصريح لسامي الطرابلسي بعد مغادرة المنتخب كأس العرب..#خبر_عاجل    التسامح وبلوى التفسّخ    العربي سناقرية: "بعد ما فعله منتخب فلسطين لا يجب أن نشجع سوى منتخب تونس"    مقتل الفنان المصري سعيد مختار في مشاجرة    عاجل/ هذه الدولة تلغي إعفاء الفلسطينيين من تأشيرة الدخول..وهذا هو السبب..    فيلم 'سماء بلا أرض' يفوز بالجائزة الكبرى للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش    ماسك يصعّد هجومه ضد الاتحاد الأوروبي.. ويشبهه ب"النازية"    حَقُّ التّحْرِيرَيْنِ وَوَعْيُ التّحْرِيرِ: جَدَلِيّةُ الْوَعْيِ الْمُحَرر    رأي .. قرنٌ من التطرف، والإرهاب ... من حسن البنّا إلى سلطة الشرع... سقوط الإمارة التي وُلدت ميتة!    أولا وأخيرا .. أزغرد للنوّاب أم أبكي مع بو دربالة ؟    المنستير: تنصيب المجلس الجهوي الجديد    غدوة اخر نهار للأيام البيض.. اكمل صيامك واغتنم الثواب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نجم الأغاني التراثية الشعبية ذات الإيقاع الصحراوي بلقاسم بوقنة .. مازال يطرز أوزانه ومازال في الكون يركب حصانه
نشر في الصباح نيوز يوم 28 - 02 - 2020

‮«‬يا ‬والدة ‬كانك ‬علي ‬دماعة ****‬بالفاتحة ‬ما ‬تغفليني ‬ساعة// ‬ما ‬تغفلي ‬مضنونك ****‬كانه ‬عليك ‬يعز ‬كيف ‬عيونك// ‬وادعيلنا ‬بصحة ‬البدن ‬يصونك ****‬وقتن ‬تحطي ‬جبهتك ‬في ‬القاعة// ‬يا ‬والدة ‬حالو ‬علي ‬دونك *** ‬فجوج ‬موحشة ‬تصعب ‬على ‬القطاعة// ‬ما ‬تغفليش ‬وليدك ***‬وفي ‬عقاب ‬كل ‬صلاة ‬مدي ‬يدك// ‬وادعيلنا ‬بالخير ‬يرحم ‬سيدك ****‬كانك ‬علينا ‬كبدتك ‬ملتاعة// ‬المكتوب ‬يا ‬امي ‬غلب ‬تشديدك **** ‬زاد ‬هزني ‬كثر ‬البغر ‬واوجاعه// ‬كثر ‬البغر ‬قلقني *** ‬رخص ‬علي ‬فراقكم ‬طاوقني// ‬سيدي ‬شواني ‬بالنكد ‬حرقني *** ‬كثر ‬علي ‬بالكلام ‬متاعه// ‬في ‬بلادكم ‬ما ‬لقيت ‬ما ‬واثقني ****‬سلمت ‬في ‬المحراث ‬واللي ‬باعه// ‬سلمت ‬ززت ‬بلادي *** ‬من ‬وطنا ‬وحدي ‬خرجت ‬فرادى// ‬من ‬العكس ‬ما ‬جاني ‬على ‬مرادي ****‬مشيت ‬دغري ‬متخفي ‬بلا ‬شياعه//‬على ‬الماكلة ‬حارم ‬مقات ‬افادي **** ‬والقلب ‬دايخ ‬كتبته ‬تداعي// .... ‬والله ‬يا ‬مضنوني ****‬نحساب ‬معملتش ‬معاك ‬الدوني// ‬نحساب ‬انت ‬فص ‬ميم ‬عيوني *** ‬وفص ‬الميامي ‬ما ‬يجي ‬شيء ‬في ‬رداعه// ‬استاقضت ‬نلقى ‬لفع ‬في ‬عبوني **** ‬بلا ‬فتن ‬غارت ‬قوم ‬على ‬التراعه// ‬نحساب ‬انت ‬ولدي **** ‬نحساب ‬فارح ‬بيك ‬ماذا ‬عندي// ‬لن ‬درتلي ‬يا ‬كبد ‬كيف ‬الهندي **** ‬اللي ‬ياكله ‬يخرز ‬الشوك ‬اصباعه// ‬قريت ‬صبيتك ‬ودرتك ‬ندي **** ‬نهيناك ‬عن *** ‬الرذيل ‬استاعه//‬نحساب ‬روحي ‬سيدك **** ‬نحساب ‬روحي ‬نصرتك ‬وعضيدك// ‬نحساب ‬نشرك ‬نرقعك ‬ونفيدك *** ‬بطال ‬ما ‬تشبح ‬درك ‬وانزاعه// ‬وكيف ‬ولى ‬نصحي ‬مر ‬بصح ‬يكيدك **** ‬لازم ‬يولو ‬اللي ‬يظهروا ‬شياعه// ‬نحساب ‬ماشي ‬تقري **** ‬تجيب ‬الدواره ‬والذهب ‬الفري// ‬لن ‬درتلي ‬يا ‬كبد ‬كيف ‬الكري **** ‬بلا ‬قط ‬زرت ‬القصر ‬والقصاعه//.‬‮»‬

هذه ‬كلمات ‬رائعة ‬‮«‬يا ‬والدة ‬كانك ‬علي ‬دماعة ****‬بالفاتحة ‬ما ‬تغفليني ‬ساعة‮»‬ ‬وهي ‬احدى ‬اجمل ‬أغاني ‬الفنان ‬بلقاسم ‬بوقنة ‬واشهرها ‬رغم ‬ان ‬البعض ‬قد ‬يقول ‬ان ‬اغنيته ‬‮«‬على ‬الله‮»‬ ‬هي ‬الاشهر ..‬صاحب ‬هذه ‬الاغنية (‬التي ‬كتبها ‬الشاعر ‬احمد ‬بن ‬ساتم ‬البرغوثي ‬عندما ‬اضطر ‬للهجرة ‬وعانى ‬من ‬ويلاتها ‬وعانى ‬من ‬البغر، ‬والبغر ‬هو ‬قهر ‬يسلطه ‬قوي ‬لا ‬يمكن ‬الرد ‬عليه ‬او ‬انسان ‬نحبه ‬نجله ‬ومن ‬القيم ‬النبيلة ‬ان ‬لا ‬نواجهه ‬رغم ‬الإحساس ‬بالظلم ‬والقهر ) ‬يرقد ‬هذه ‬الأيام ‬على ‬فراش ‬المرض ‬وخلال ‬دردشة ‬وسؤال ‬عن ‬صحته ‬لمّح ‬لي ‬الزميل ‬نور ‬الدين ‬بالطيب ‬ان ‬بوقنة ‬انسان ‬متعفف ‬وله ‬حياء ‬البدو.. ‬ولعل ‬هذا ‬ما ‬جعله ‬يغلق ‬هاتفه ‬طيلة ‬مرضه.. ‬ولا ‬ينتظر ‬شيئا ‬من ‬احد ‬غيرالاحترام.‬
سجل ‬حافل ‬بالأغاني ‬المؤثرة ‬في ‬كل ‬الأغراض
وبلقاسم ‬بوقنة ‬هو ‬صاحب ‬موال ‬‮«‬الجرح ‬القديم‮»‬ ‬واغاني ‬‮«‬صبرنا ‬لحم ‬الله‮»‬ ‬و»جرح ‬الحبيب‮»‬ ‬و»اللهم ‬صلي ‬على ‬المصطفى‮»‬ ‬و»مازلت ‬‮«‬ ‬و ‬‮«‬نار ‬الفرقة‮»‬ ‬و ‬‮«‬سمح ‬خجاله‮»‬ ‬و»عندي ‬سبع ‬سنين ‬تعدو ‬‮«‬ ‬و‮»‬مجروح ‬في ‬كبيدتي‮»‬ ‬و»عشقك ‬جاني ‬مع ‬الشيب»و ‬‮«‬خطر ‬طيف‮»‬ ‬و‮»‬يا ‬والدي‮»‬ ‬و ‬‮«‬ريت ‬هذبها‮»‬ ‬و»ما ‬ابعد ‬جيل ‬فاطمة ‬عن ‬جيلنا‮»‬ ‬و»وراس ‬عيوني‮»‬ ‬والاغنية ‬الشهيرة ‬التي ‬نازعته ‬فيها ‬ايمان ‬الشريف ‬وامينة ‬فاخت ‬وهي ‬‮«‬على ‬الله‮»‬ ‬رغم ‬رفضه ‬اعطائها ‬لأي ‬منهما ‬خاصة ‬بعد ‬ان ‬قررت ‬الإذاعات ‬والتلفزات ‬الخاصة ‬والعمومية ‬ان ‬لا ‬تمرر ‬الا ‬بصوتيهما ‬على ‬حساب ‬صوته ‬وقد ‬غناها ‬بإحساس ‬صادق ‬ومشاعر ‬فياضة ‬وبكثير ‬من ‬الحياء.‬
بلقاسم ‬بوقنة ‬عندما ‬يغني ‬لا ‬ينسى ‬انه ‬معلم ‬تعليم ‬ابتدائي ‬وانه ‬مطالب ‬بالمحافظة ‬على ‬سمعته ‬واسمه ‬والوظيفة ‬السامية ‬التي ‬اختارها ‬والتي ‬فضلها ‬على ‬الغناء ‬وحافظ ‬عليها ‬كي ‬يحافظ ‬على ‬احترام ‬تلامذته ‬له ‬ولعل ‬حياءه ‬وانتماءه ‬الى ‬منطقة ‬القلعة ‬المحاذية ‬لمدينة ‬دوز ‬واحترامه ‬لمبادئ ‬البدو ‬وعاداتهم ‬وتقاليدهم ‬وأساليب ‬تعاملهم ‬مع ‬الآخر ‬هو ‬الذي ‬جعله ‬لا ‬يغني ‬‮«‬يا ‬والدة ‬كانك ‬علي ‬دماعة‮»‬ ‬امام ‬والدته ‬احتراما ‬لمشاعرها ‬وحبا ‬فيها ‬وهوالذي ‬جعله ‬يختار ‬اين ‬يظهر؟ ‬وأين ‬يغني؟ ‬ومع ‬من ‬يتعامل ‬وخاصة ‬من ‬الشعراء ‬الذين ‬يختارهم ‬بعناية ‬فغنى ‬مثلا ‬للشاعر ‬الكبير ‬محمد ‬الطويل ‬وهو ‬اصيل ‬دوز ‬الصحراوية ‬التي ‬انجبت ‬فطاحلة ‬الشعراء ‬الشعبيين ‬في ‬تونس ‬والمشهورين ‬اكثر ‬في ‬ليبيا ‬التي ‬تعترف ‬بهم ‬وتحتفي ‬بهم ‬دائما .‬
ولأغلب ‬أغاني ‬بلقاسم ‬بوقنة ‬قصص ‬واقعية ‬خلدها ‬الشعراء ‬في ‬قصائد ‬اختار ‬منها ‬بوقنة ‬مثلا ‬اغنية ‬‮«‬مانية ‬‮«‬ ‬وليس ‬‮«‬منية ‬اسم ‬العلم‮»‬ ‬وهي ‬من ‬قصيدة ‬لاحد ‬المجاهدين ‬المرازيق ‬قالها ‬عندما ‬اصيب ‬اصابة ‬بليغة ‬برصاصة ‬على ‬اثر ‬مطاردة ‬الجنود ‬الفرنسيين ‬له ‬ولأبناء ‬عمه ‬المجاهدين ‬فاضطر ‬هؤلاء ‬للهروب ‬ولتركه ‬في ‬مكان ‬قرب ‬من ‬الحامة ‬ظنا ‬منهم ‬انه ‬سيموت ‬وان ‬البقاء ‬معه ‬لن ‬يفيده ‬بل ‬سيهلكم ‬الى ‬ان ‬وجدته ‬حرائر ‬الحامة ‬و ‬نقلنه ‬وخبئنه ‬وداوينه ‬فمنى ‬عليه ‬الله ‬بالشفاء ‬وقال ‬هذه ‬القصيدة : ‬‮«‬بكيتيش ‬عليا ‬وقت ‬طحت ‬يا ‬مانية ( ‬و‮»‬ ‬المانية ‬‮«‬ ‬هو ‬السلاح ‬الالماني)‬‮»‬.‬
‬اما ‬اغنية ‬‮«‬يا ‬سمح ‬الصفة ‬بعيد ‬برّك ‬‮«‬وهي ‬من ‬اول ‬ما ‬غنى ‬بلقاسم ‬بوقنة ‬‮«‬ ‬فيقال ‬انها ‬لشاعر ‬من ‬بازمة ‬من ‬احواز ‬قبلي ‬عاش ‬فترة ‬الحرب ‬مع ‬الاستعمار ‬وقد ‬تم ‬تجنيده ‬في ‬الجيش ‬الفرنسي ‬وأخذ ‬غرة ‬بعد ‬زواجه ‬مباشرة ‬وبقي ‬على ‬حدود ‬طرابلس ‬اكثر ‬من ‬9 ‬اشهر ‬مع ‬الجنود ‬الفرنسيين ‬وعندما ‬اشتاق ‬للحبيبة ‬طلب ‬من ‬‮«‬ ‬القائد ‬الفرنسي‮»‬ ‬ان ‬يمكنه ‬من ‬زيارة ‬لزوجته ‬فطلب ‬منه ‬الاخير ‬وحتى ‬يعجزه ‬وبتواطئي ‬من ‬احد ‬اصدقائه ‬ان ‬يقول ‬فيها ‬قصيدة ‬لا ‬تنتهي ‬من ‬مكانه ‬حتى ‬وصوله ‬اليها ‬ولان ‬الشوق ‬هزه ‬لحبيبته ‬قبل ‬التحدي ‬وقال ‬هذه ‬القصيدة.‬
أحلى ‬القصائد ‬تحمل ‬إيقاعها
بلقاسم ‬بوقنة ‬له ‬عشر ‬أسطوانات ‬وهو ‬وان ‬غنى ‬لاهم ‬الشعراء ‬الشعبيين ‬من ‬شعراء ‬الجنوب ‬التونسي ‬وخاصة ‬لشعراء ‬دوز ‬واحوازها ‬وان ‬كانت ‬كلمات ‬كل ‬اغانيه ‬جميلة ‬ومعبرة ‬فهو ‬يلحن ‬اغلبها ‬علما ‬بانه ‬عصامي ‬التكوين ‬موسيقيا ‬ولعل ‬هذا ‬ما ‬جعل ‬بعض ‬العارفين ‬بالموسيقى ‬يتحفظون ‬على ‬الناحية ‬الموسيقية ‬لأغانيه ‬ويرون ‬انه ( ‬بقطع ‬النظر ‬على ‬مسالة ‬الذوق ‬و ‬الميولات ‬وتعود ‬الاذن ‬على ‬نوع ‬معين ‬من ‬الموسيقى ‬التي ‬عادة ‬ما ‬ترقص ‬على ‬ايقاها ‬الخيول ‬وتذكي ‬شعور ‬السامع ‬بالانتماء ‬الى ‬عالمها ) ‬يستعمل ‬جملة ‬موسيقية ‬وحيدة ‬تتردد ‬في ‬اغلب ‬اغانيه ‬ويعتقدون ‬ان ‬الكلمات ‬ارقى ‬بكثير ‬من ‬الالحان ‬وانها ‬هي ‬التي ‬تؤثر ‬في ‬السامع ‬وتسحر ‬الالباب ‬ويرون ‬ان ‬تعويل ‬بوقنة ‬كثيرا ‬على ‬آلات ‬الايقاع ‬والعود ‬يؤثر ‬على ‬التنفيذ ‬الموسيقي ‬لأغانيه ‬ويوجهه ‬ولعل ‬هذا ‬أيضا ‬ما ‬يجعل ‬الحان ‬اغانيه ‬متشابهة.‬
وقد ‬تكون ‬اغنية ‬‮«‬ ‬مازلت ‬‮«‬ ‬هي ‬المقصودة ‬بهذه ‬وتقول ‬كلماتها :‬‮»‬ ‬مازلت ‬يا ‬أم ‬الغثيث ‬المثالي ‬نطرز ‬أوزاني **‬ومازلت ‬في ‬الكون ‬راكب ‬حصاني//‬مازلت ‬يا ‬أم ‬العيون ‬الذبيلة ‬وراسم ‬الهيلة** ‬ومازل ‬برقي ‬على ‬البر ‬سيلة//‬ومازال ‬عندي ‬زغابيب ‬خيله ‬نواري ‬شعيلة** ‬نضوي ‬على ‬الكون ‬كيف ‬الفتيلة//‬ومازلت ‬نحمي ‬قداي ‬العقيلة ‬نرد ‬الشويله **‬ولو ‬كان ‬يوم ‬البلاء ‬حق ‬ويله//‬ويدي ‬على ‬الخير ‬ماهي ‬بخيلة ‬ذراعي ‬طويله** ‬وفاي ‬في ‬الكيل ‬عند ‬المكيله//‬جبد ‬ولكن ‬أمثالي ‬قليلة ‬بكل ‬الدويله **‬وشامل ‬وحامل ‬هموم ‬القبيله//‬مازلت ‬نفاح ‬نهوى ‬الطويله** ‬السلسة ‬الجميلة ‬ونرسم ‬كيما ‬الكون ‬دخل ‬في ‬العزيله// ‬مع ‬الغيد ‬نسهر ‬ثلاثين ‬ليله** ‬رموشي ‬قليله ‬وين ‬تهجع ‬النوم ‬تجبد ‬سبيله // ‬بصوت ‬الزغاريد ‬نفسي ‬عليله ** ‬تفيض ‬امحاني ‬تهيل ‬تهايل ‬علي ‬المعاني.‬‮»‬
‬ونحن ‬نرى ‬انه ‬يصعب ‬تلحين ‬قصائد ‬الشعر ‬الشعبي ‬لان ‬اجودها ‬واكثرها ‬اقناعا ‬هي ‬التي ‬تحمل ‬ايقاها ‬ولحنها ‬بين ‬كلماتها ‬وتعابيرها ‬وصورها ‬الشعرية . ‬ونرى ‬أيضا ‬ان ‬بلقاسم ‬بوقنة ‬يتعامل ‬بمشاعر ‬صادقة ‬مع ‬هذه ‬القصائد ‬ومازال ‬يطرز ‬اوزانه ‬ومازال ‬في ‬الكون ‬يركب ‬حصانه ‬ولكنه ‬غنى ‬ووجد ‬من ‬يصغي ‬له ‬ويتقبله ‬منه ‬ما ‬يقترحه . ‬بلقاسم ‬بوقنة ‬لا ‬يحظى ‬باهتمام ‬الاعلام ‬لا ‬المرئي ‬ولا ‬المسموع ‬ولا ‬المكتوب ‬ولم ‬يسال ‬عليه ‬الاعلام ‬ولا ‬الجهات ‬الرسمية ‬خلال ‬مرضه ‬وبعد ‬ان ‬اختار ‬ان ‬يسكن ‬في ‬جهته ‬التي ‬فضّلها ‬على ‬العاصمة ‬رغم ‬علمه ‬بما ‬توفره ‬للفنان ‬من ‬فرص ‬الظهور ‬والبروز.. ‬وبقي ‬في ‬موطنه ‬يمارس ‬هوايته ‬وينشط ‬بالطريقة ‬التي ‬يراها ‬صالحة ‬له ‬ولفنه ‬وهو ‬مكتف ‬بالشهرة ‬التي ‬يحظى ‬بها ‬في ‬الجنوب ‬التونسي ‬وفي ‬ليبيا ‬وجنوب ‬الجزائر ‬يحفّل ‬أي ‬مهرجان ‬يشارك ‬في ‬عروضه ‬منذ ‬ذاع ‬صيته ‬في ‬تسعينات ‬القرن ‬الماضي ‬وبداية ‬نشره ‬لأغانيه ‬في ‬أسطوانات ‬في ‬بداية ‬سنوات ‬ال2000.‬
‬علياء ‬بن ‬نحيلة


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.