قال اليوم الإثنين نائب رئيس حركة النهضة وناطقها الرسمي عبد الحميد الجلاصي في حوار مع إذاعة جوهرة "أ ف أم"إنّ تاريخ الحركة مرتبط بالمراحل الأساسية لتاريخ ومحاور النضال الوطني. وأضاف بأنّه في مرحلة الإستبداد يمكن الحديث عن المقاومة وليس المعارضة لأنه ليس هناك مشهد سياسي . وشدّد الجلاصي على ضرورة أن يتكيف "المنتظم السياسي" أي المشهد السياسي مع وضع ما بعد الثورة لوجود انتقال ديمقراطي في البلاد، مبينا أنّ حركة النهضة راهنت بعد الثورة على بناء نفسها رغم الصعوبات الداخلية التي مرت بها باعتبار أنّ مناضليها عاشوا السجون والمنافي. كما ذكّر أنّه قبل انتخابات أكتوبر 2011 وفي اجتماع مجلس شورى الحركة، تمت دراسة فرضيات الدخول في الحكم أو البقاء للمساهمة في كتابة الدستور، مضيفا : "لقد قدمنا الهم الوطني على الهم الحزبي رغم ما له من تداعيات على البناء الداخلي للحركة". وقال الجلاصي إنّ المطلوب من المشهد السياسي الحزبي أن يشهد ثورة في داخله حتى يواكب التطور. ومن جهة أخرى، أكّد أنّه بالمقارنة مع مسارات الانتقال التي تعيشها باقي الدول التي شهدت ثورات مثل مصر وليبيا فإنّ مسار الانتقال الديمقراطي في تونس ورغم بعض التعثرات فإنه شهد تقدما، مبينا وجود تحسن على مستوى أداء المجلس التأسيسي. وأضاف عبد الحميد الجلاصي : "نأمل كحركة النهضة أو الترويكا أن نجري الانتخابات في نهاية السنة على أن ننطلق في السنة المقبلة في مرحلة جديدة..." كما أننا نعتبر أننا حققنا مكاسب هامة... وصحيح ربما ما يعاب علينا في الحكم أننا لم نقم بالتغيير اللازم خاصة على مستوى الإدارة والتي تعجّ بالخبرات... وكذلك على مستوى محاربة الفساد الذي يتطلب آليات سلمية في إطار القانون والشفافية" أمّا عن معنى الشريعة لدى الحركة فقال إنّ"معنى الشريعة لدى الحركة هو أن تحقق التنمية العادلة بين الجهات وترسي الأمن للمواطنين... بهذا المنظور ترى حركة النهضة تطبيق الشريعة في البلاد" . وعن وجود انقسامات داخل الحركة، قال الجلاصي إنّ كلّ ما في الأمر تباين في الآراء داخلها ولكن الجميع يسير في صف واحد. وحول تصريحات الشيخ عبد الفتاح مورو، أكّد عبد الحميد الجلاصي بأنه يبقى من مؤسسي الحركة وهو من أكثر الناس التي أضافت للحركة ومقامه محفوظ وله بصمة في الحركة، مضيفا : "لن يقصى أحد داخل حركة النهضة مهما كان رأيه وطلباته ما دام ملتزما بالضوابط الأساسية الوسطية والاعتدال الحوار والانطلاق من المبادئ السياسية للحركة" وعن تشبث حركة النهضة بالحكم في الانتخابات القادمة، قال الجلاصي : "ليس لنا فوبيا الانتخابات... لم نتعوّد على الحكم ونحن حريصون على قيام الانتخابات.. نرجو أن نحظى بثقة الشعب وإذا لم يقع انتخابنا هذه مسألة ثانوية وترسيخ قاعدة التداول على الحكم هدف أساسي... واذا اختار الشعب غيرنا فسنكون ضمن المعارضة الفاعلة والنزيهة.."