بعد ان تم اطلاق سراحهن مساء الاربعاء وصلت الفيمينات الثلاث الى فرنسا امس وعقدن ندوة صحفية بحضور رئيسة المنظمة "اينا شيفتشينكو" والمخرجة التونسية نادية الفاني التي عبرت سابقا عن مساندتها لهن وقد اكّدت "جوزفين" احدى الفيمينات وهي الالمانية انهن قدمن اعتذارهن فقط ليطلق سراحهن عملا بنصيحة السفارة الفرنسية في تونس الوحيدة التي التقتهم وقالت "كنا نعاني كل يوم من ضغوط نفسية وجسدية وقد كنا معزولات عن الخارج وخائفات ولكننا لن نندم " اهانات يومية ثم أخذت بولين الكلمة لتصف ظروف اعتقالهن "المروعة" بعد إلقاء القبض عليهن يوم 29 ماي على خلفية للاحتجاج عاريات دعما لأمينة وقالت "تعرضنا للضرب من قبل الشرطة والإهانة وقد حبسونا داخل غرفة مظلمة قبل أن يتم جرنا بأقصى سرعة الى قاعة المحكمة وقد كان بعض الاسلاميين الغاضبين يركلوننا بأرجلهم". وتابعت "ثم تم نقلنا على متن شاحنة، مكبلين الايدي الى سجن مختلط ومن حسن حظنا لم نمكث فيه سوى يوم واحد حيث كانت الدماء والبول تغطي الارضية و الاغطية وقد حذرونا من امكانية اغتصابنا" وفي أعقاب ذلك، تم نقلهن إلى سجن منوبة واضافت "كنا نظن انه أكثر إنسانية وقد كان كذلك من الناحية الشكلية لكنه بعيد عن احترام حقوق الانسان حيث كنا نتعرض يوميا للإهانات والى تفتيش جسدي في ظل ظروف ليست بالمرة حميمية اما الطعام فقد كان يلقى لنا في سطل كما كانت الفوطة الصحية ترمى لنا على الارض وامام الجميع كطريقة لاذلالنا " وبينت انها تشعر بالخجل عندما تقول ذلك ولكن ما تعرضن له في السجن هو ما تعيشه التونسيات المسجونات يوميا ويجب على الجميع ان يعلم بذلك مشيرة الى انهن لم يستحممن الا مرة واحدة في الشهر وقالت "خلال الاستحمام طلب منا ان نلبس ملابس داخلية لان منظر عورتنا مخز وقد جاءت حارسة وقامت بفرك جسدنا بيديها وبقية الوقت كان علينا ان نستحم داخل حفرة تستعمل كمرحاض دون صرف وكانت مليئة بالصراصير والفئران ويبدو ان الامر هكذا في كل السجون و لا يستطيع اي سجين ان يعتاد على ذلك" وتابعت "الظروف الصحية كانت تفرز عديد المشاكل الصحية بالطبع كفقر الدم، والالتهابات والتقيء فالنسوة كن يشعرن يوميا بقلق كما كان الاستبداد الديني منتشر بشدة فالكتاب الوحيد المسموح بدخوله للسجن هو القرآن الكريم والنشاط الوحيد المتوفر للسجينات هو التعليم الديني وقد كان التلفزيون يبث بصفة متواصلة تراتيل صلاة " ان ولدت امراة في تونس فمن سوء حظك ثم حان دور مارغريت لتتكلم وقالت "أثناء احتجازنا اجتمعنا بثلاثين امرأة تقريبا ومن خلال الحديث معهن اكتشفن انه في تونس قد تتعرض المراة للسجن لأنها قد تتعرض المراة للسجن لأنها تجرأت على تقبيل رجل غير زوجها، أو لأنها ترتدي زيا كالذي ارتديه انا اليوم على سبيل المثال لقد سجنت رفقة مراهقات كان سبب سجنهن انهن تعرضهن للاغتصاب ووجدوا آثار السائل المنوي في اجسادهن او انهن لم يكن عذارى وهو ما يعتبر جريمة" وتابعت" اذا ولدت امرأة في تونس فان ذلك من سوء حظك" واضافت انهن قابلن الكثير من أمينة في سجن لأنهن تجرأن على الاحتجاج، مؤكدة ان فيمن تستنكر ذلك "هذه هي المعركة التي لن ندعها تفلت من أيدينا نحن لن نستسلم ولن نترك أمينة بالرغم من هذه التجربة المؤلمة ولن نندم وان سنحت لنا الفرصة سنكرر ذلك" رد مدير عام السجون والاصلاح وللوقوف على مدى صحة هذه التصريحات اتصلت "الصباح نيوز" بادراة السجون والاصلاح فنفى لنا الحبيب السبوعي مدير عام السجون والاصلاح ما صرحت به "الفيمينات" الثلاث مؤكّدا انّ السجون التونسية لا توجد بها سوء معاملة وان ما ذكرنه لا اساس له من الصحة مشيرا الى ان سجن النساء بمنوبة من انظف السجون في تونس باعتبار ان السجينات يتولين احيانا تنظيفه بانفسهن وأضاف انّهن صرحن بتعرضهن للعنف من الأمنيين داخل السجن في حين ان السجن يشرف عليه نساء الا في الحراسة الخارجية وبخصوص منعهن من الاستحمام الا مرة واحدة منذ اعتقالهن اكّد لنا محدثنا ان السجينات لديهن الحق في الاستحمام مرة في الاسبوع قانونيا الا ان ادارة السجن تسمح لهن بالاستحمام متى شئن واحيانا يوميا نافيا ان تكون دورة المياه بالصورة المروعة التي ذكرنها الفيمينات خلال الندوة الصحفية وقد عبر الحبيب السبوعي عن تفاجئه من تصريح "الفيمينات" موضحا ان مسؤولة في السفارة الالمانية زارت احدى الناشطات ولكنها لم تعبر لها عن اي استياء او سوء معاملة كما لم ترفع المسؤولة اي شكوى لادارة السجون والاصلاح او وزير العدل مضيفا ان وفدا من الحقوقيين ادى زيارة بدوره الى السجينات ولم يبد اي ملاحظة على طريقة عيشهن داخل السجن