بقلم: حسني الزغدودي في فترة سجل فيها العالم اعلى حصيلة يومية للاصابات بالفيروس التاجي-كورونا- ناهزت ربع مليون مصاب.. و بينما يستمر الجدل تونسيا بين كورونا محلية و أخرى وافدة.. نتوقف عند اخر الانعكاسات الاجتماعية والتحديثات الطبية للوباء..و الذي تحول عدوا غير مرئيا اقتحم الإنسانية كاملة من شرق الأرض الى غربها.. ولم يستثن شعبا او بلدا فقتل اكثر من نصف مليون شخص في 7 اشهر, وأصاب اكثر من 12 مليون نسمة (تعداد منظمة الصحة العالمية( عدو اجبر اكثر من ثلاثة مليارات شخص على البقاء في منازلهم اطاعة لامر فيروس لا تراه الا بالمجهر.. اجتاح العالم فاثبت لنا أهمية الوحدة بين الشعوب والتعايش السلمي وتبادل المعلومة والمعرفة ( كعوامل ضرورية في مسار اعداد اللقاح( عدو في ثوب وباء ادخل تغييرات جوهرية علي حياة البشر تختزل في.. سفر اقل وعمل عن بعد (من المنزل كبيئة عمل مستقبلية ), وتعليم عن بعد, وتسوق عن بعد (منصات رقمية اكثر وشراء اونلاين), وازدحام مروري اقل, وتلوث اقل. تغييرات, و قبلها اضرار شملت الجميع, ففي ترتيب دول العالم على "مقياس كورونا" بلدان تضررت كثيرا و أخرى " لطف بيها ربي و منها تونس..", فلديك مثلا الولاياتالمتحدةالامريكية التي تخطت منذ ساعات قليلة عتبة الثلاثة ملايين اصابة كوفيد+ و بعدها البرازيل و الهند و روسيا و تشيلي و بريطانيا واسبانيا في صدارة الأكثر ضررا , بينما تعد مصر و العراق و السعودية الأكثر تاثرا بوفيات الفيروس في العالم العربي. باق معنا.. نتيجة ما سبق..هو اذن عدو لا تراه. عدو وحد الانسانية في مواجهته, فقد تفطنت الحكومات والقيادات الرشيدة منها (الأقل غباءا على الأقل) الى الأولويات المستقبلية للبشرية والتي تتجه نحو الذكاء الاصطناعي و مزيدا من الخدمات الرقمية. وأشارت اخر التحديثات الطبية بان الفيروس التاجي سيبقى معنا و بيننا لفترة طويلة.. وقد اصبحنا كبشر قادرين على التعايش معه, والدليل القاطع نسب حالات الشفاء من اجمالي عدد المصابين وتعامل ملايين الاجسام البشرية معه من " فئة المرضى بلا اعراض" وعلمنا أيضا بان تفشي المرض سيتحول موسميا ليظهر في أوقات محددة,كغيره من امراض الانفلونزا و نزلات البرد. مناعة حاسمة, و العيش في المستحيل.. جديد ملف كوفيد-19 هو انه اصبح للبشر مناعة وقائية عالية ضد الفيروس, وهي مناعة جماعية (مناعة القطيع كما تعرف) تقدر حسابيا بضعف ما كان يعتقد بحسب نتائج دراسة رسمية صدرت أفي أوروبا منذ ايام (سويدية لعلماء معهد ستوكهولم الطبي( و انتهت نفس الابحاث الى ان الخلايا التائية لدى المرضى تساهم في تكوين مناعة للامراض المعدية المنقولة, وهذا يعني بان عددا كبيرا منا يمتلك خصائص وقائية ضد كوفيد-19..رغم عدم الإصابة به و دون العلم بذلك. مناعة من جهة, لقاح في الانتظار, وللاسف اخبار سيئة من ناحية اخرى.. فتحذير صيني من وباء اخر بعد وصول الطاعون الدملي الى منغوليا الداخلية شمال البلاد. وباء حيواني المنشأ اطلق عليه انذاك "الموت الأسود" و قتل 50 مليون شخص في أوروبا قبل ستة قرون. و في السياق ذاته, خطر قائم لحدوث امراض مستقبلية تنشأ في افريقيا جنوب الصحراء وجنوب اسيا وأمريكا اللاتينية,وهي تهديدات تواجه جميع البلدان ولا تستثني أحدا, بما فيها تونس. فهي امراض, بمجرد حدوثها, تسافر معنا وبيننا بسرعة وحرية عبر شبكاتنا العالمية للسفر والتجارة.. بعد كورونا, ربما هو الطاعون من سيحط الرحال. خطر جديد يهدد البشرية. احداث بالأمس اشبه بالمستحيل, ولاننا الان نعيش المستحيل..