أكد سامي السعيدي، سفير تونس لدى قطر، أن زيارة رئيس الجمهورية التونسية قيس سعيد إلى الدوحة تعدّ دلالة على متانة العلاقة بين البلدين الشقيقين والحرص المشترك على تعزيز التعاون الاستراتيجي في عدة مجالات. كما تمثل الزيارة مناسبة لتأكيد وقوف دولة قطر الثابت الى جانب تونس ودعمها لتحقيق مسيرتها التنموية، حيث يتطلع الجانبان الى أن تعطي الزيارة زخما اضافيا للشراكة بين البلدين. وأبرز سعادته في تصريح ل "الشرق" بأن زيارة الدولة التي يؤديها الرئيس التونسي بدعوة من أخيه الامير تميم بن حمد آل ثاني ، إلى الدوحة من 14 إلى 16 نوفمبر 2020، خطوة أخرى إلى الأمام للتنسيق والتشاور بين الدوحةوتونس حيث سيعقد الرئيس التونسي ووفده محادثات مع القيادة القطرية والمسؤولين في الدولة، من أجل بحث دفع الشراكات الاقتصادية والاستثمارية، وتجديد الدعم والمساندة للانتقال الديمقراطي والاقتصادي في تونس. أهمية الزيارة وبين السفير بأن زيارة الرئيس التونسي، هي الأولى من نوعها منذ توليه منصبه، وتأتي في اطار تبادل الزيارات بين البلدين الأمر الذي يؤكد متانة أواصل الصداقة والتفاهم والتشاور البيني حول أهم الملفات الاقليمية، وذلك بأخذ الاعتبار بدور تونس باعتبارها العضو العربي الوحيد بمجلس الأمن الدولي ومكانة قطر في الساحة الاقليمية بفضل دبلوماسيتها الناعمة والنشطة، وجهود الوساطة التي تبذلها في حل عدد من النزاعات. كما يتقاسم البلدان الرؤى حول عدد من القضايا الإقليمية؛ أولها المطالبة بضمان حقوق الشعب الفلسطيني في تكوين دولته المستقلة وفقاً لقرارات الشرعية الدولية، وضرورة إيجاد حل سلمي للمسألتين الليبية والسورية، والعمل على درء النزاعات بالمنطقة، والدعوة إلى الحوار بين الفرقاء ونبذ العنف. وشدد السفير السعيدي أن اللقاء بين الزعيمين يؤكد الطابع الاستثنائي والمميز للعلاقات بين الدوحةوتونس وتأكيدا لوقوف دولة قطر الدائم إلى جانب تونس ودعمها لتطلعات الشعب التونسي. مشددا على أن الزيارة مهمة على العديد من الأصعدة، وتعكس الوتيرة العالية لنسق التبادل والتشاور بين البلدين الشقيقين، حيث خلال أقل من سنة واحدة وفي ظرف استثنائي عالمي طغت عليه جائحة كورونا، يتم انجاز زيارتين، الأولى التي قام بها أمير قطر الى تونس منذ أشهر قليلة قبل الانتخابات الرئاسية والتشريعية في تونس. وكان الشيخ تميم، الزعيم الثاني الذي يزور تونس منذ تقلد الرئيس قيس سعيد لمهامه على رأس الدولة. الزيارة هي الرابعة لأمير قطر الى تونس في أربع سنوات، وليس هناك الا عدد قليل من الدول التي حظيت بمثل هذه الزيارات الأميرية في مثل هذا الحيز الزمني. علاقات نموذجية قال السفير السعيدي ان التعاون القطريالتونسي في ارتفاع ملحوظ في جميع المجالات تقريبا ويبرز من خلال مجموعة كبيرة من الاتفاقيات، فضلاً عن اللجان القطاعية المتعددة، بالإضافة إلى عمل اللجنة العليا المشتركة السنوي التي تعنى بدعم التجارة والاستثمار في عدد من المجالات الحيوية. كما يشهد التبادل التجاري القطريالتونسي نسقاً تصاعدياً، وقد قفزت الصادرات القطرية إلى تونس 6 مرات ما بين 2011 و2019، وتضاعفت وارداتها من تونس 10 مرات في الفترة نفسها. وبلغت الصادرات القطرية إلى تونس 63.7 مليون دينار تونسي العام الماضي. أما وارداتها فبلغت 64 مليون دينار تونسي في السنة نفسها. كما أن الدوحة أحد أهم الشركاء الدوليين لتونس في المجالين المالي والاستثماري. ويبلغ حجم الاستثمارات القطرية المباشرة عام 2018 حوالي 3 مليارات دينار في مجالات الاتصالات والبنوك والسياحة والعقارات، بطاقة تشغيلية تفوق 2.500 موطن شغل، ويجري حالياً إنجاز منتجع سياحي بقمرت في تونس العاصمة باستثمارات قدرها 200 مليون دولار.