قال اليوم الثلاثاء الباجي قائد السبسي ان تونس تمرّ بأزمة خانقة غير مسبوقة سياسيا واجتماعيا واقتصاديا وأمنيا وأخلاقيا. وأضاف السبسي في حوار بثته قناة نسمة : "ما حدث في الشعانبي حدث غير مسبوق... جنود ذبحوا...لا بدّ أن ننحني خشوعا ونعزي أهاليهم وتونس... أنا أتحدث بصفتي مواطنا تونسيا... ويجب أن نكون موضوعيين ومسؤوليين ويجب أن نخرج من هذه الأزمة" كما بين السبسي أن الوضع سيء جدا من الناحية الاقتصادية، مضيفا أن تونس على باب الإفلاس وهي لا تتحمل مثل هذه الأوضاع ولا بد من رجال للتسيير تكون لهم مصداقية لدى الشعب ويكون لهم حلول اقتصادية وامنية. وشدد على ضرورة وضع حكومة جديدة تنبثق عنها سياسة جديدة. ومن جهة أخرى، أكّد السبسي أهمية الحوار في هذه المرحلة الانتقالية، وقال : "ليس هناك طرف يمكن أن نتحاور معه". أمّا في ما يهمّ خطاب رئيس الحكومة علي العريض، قال السبسي : "هذا خطاب يعمق الهوة والمشاكل وليس به لغة مسؤولة... ونحن نريد أشخاصا مسؤولين لأننا في وضع سيء جيد" وحول إجراء الانتخابات في تاريخ 17 ديسمبر القادم، الذي اقترحه رئيس الحكومة، بين السبسي أنّه لا يمكن إجراء انتخابات في ذلك التاريخ إلاّ إذا ما وقع تزويرها. وعن الحلول التي يقترحها للخروج من هذه المرحلة الانتقالية والمرور إلى انتخابات حرة ونزيهة وشفافة، دعا السبسي إلى تشكيل حكومة كفاءات وطنية لا تعتمد على المحاصصة الحزبية وأن لا يترشح المشاركون فيها إلى الانتخابات القادمة. كما شدّد على ضرورة حل المجلس الوطني التأسيسي، قائلا : "أنا أول من طالب بحل التأسيسي يوم 6 فيفري... والحلول موجودة لتعويضه ...ويمكن التحاور في هذه المسألة.. ولكن يجب العلم بأن التأسيسي هو جزء من المشكل" واشار إلى أنه بإمكان النهضة المشاركة في وضع هذه الحلول على أرض الواقع وهم مرحب بهم على أن يكونوا جديون في تعاملهم مع هذه المسألة وإخراج تونس من عنق الزجاجة. وعبّر السبسي عن لومه لحركة النهضة ، قائلا : "لأنها لم تكن طرفا في الحوار معنا...وحكومتا النهضة الأولى والثانية لم تنجحا ولذلك لا يجب الوقوع في حكومة ثالثة تشرف عليها النهضة" وبين السبسي رفضه الاحتكام إلى الشارع، مستدركا : "لكن من حق الناس أن تحتجّ" وأبرز أنّ الحلول تكون بالحوار وليس بمعالجتها أمنيا. وفي سياق آخر، قال السبسي : "رئيس الحكومة أغلق منافذ الحوار... وإذا كان هناك عقلاء في النهضة يقبلون الحوار ويريدون حلا فمرحبا بهم". ودعا السبسي حركة النهضة وقياداتها إلى تغيير أسلوبهم، داعيا الشيخ راشد الغنوشي إلى الجلوس على طاولة الحوار. وعن أحداث جبل الشعانبي، تساءل السبسي عن سياسة الحكومة تجاه هذه الأحداث، قائلا : "أحداث الشعانبي مسلسل وهناك أيضا مسلسل تصفيات جسدية ... ورابطات حماية الثورة يجب حلها وتتبع قياداتها قضائيا" وبالنسبة لصورة تونس في الخارج، بين أنها صورة سيئة جدا، وقال : "في بداية الثورة كانت تونس تحظى بمكانة هامة وتقدير... أمّا الآن لا تحظى بأي اهتمام"