بيّن اليوم الثلاثاء لطفي بن جدو وزير الداخلية وجود أماكن سوداء في البلاد عششت فيها الجريمة المنظمة بعد الثورة ولم يتسن لرجال الأمن مراجعة هيكلة وأهداف جهازه. كما قال خلال الجلسة العامة بالمجلس الوطني التأسيسي أنّ أعوان الأمن تمكنت من تفكيك العصابات منذ السداسي الأول من السنة الحالية حيث واجهوا من حاربوا الدولة يوم 19 ماي الماضي، وحجزوا المئات من السيارات والحيوانات المستولى عليها بمنطقة سيدي عمر بوحجلة وفي مناطق أخرى بالبلاد. وأضاف: "لقد تم إرجاع أكثر من 80 بالمائة من المساجين الفارين إثر الثورة إلى السجون... ومنع قرابة 5 آلاف تونسي من السفر إلى سوريا وتمّ إيداع 50 منهم بالسجون المدنية. وفي نفس السياق، بيّن وزير الداخلية أنّ الجهاز الأمني بدأ يتعافى حيث ارتفعت مؤشرات الأمن لتضاهي مؤشرات سنتي 2010 و2009، مستدركا بالقول : "لكن جريمة 25 جويلية أربكت الأمنيين الذين أدركوا أنه لا يمكن مهادنة الإرهاب..ويضربوا بقوة". وعاد بن جدو ليسرد العمليات الأمنية خلال نهاية الأسبوع الماضي بكل من الوردية وسوسة وبن قردان، وقال : "العمل متواصل...حرّكنا وحداتنا المختصة لتكون يد مكافحة الإرهاب في هذه الأيام...وهناك ترابط بين اغتيالي الشهيدين بلعيد والبراهمي وعملية تخزين الأسلحة...وقد يكون نفس الفريق ضالع في الاغتيالين...كما تمّ إيقاف 6 ضالعين في اغتيال بلعيد التي تعتبر جريمة اغتيال منظم من أشخاص محترفين... و6 أشهر ليست بالمدة الطويلة للكشف عن الضالعين في الاغتيال" وبين وجود بعض الفشل الميداني في إلقاء القبض على الضالعين، مضيفا : "لقد سخرنا عددا كبيرا من الامنيين لإلقاء القبض على الضالعين في الاغتيالات". أمّا في ما يهمّ الإيقافت في أحداث الشعانبي، فقال أنّ وحدات الحرس والأمن تمكنت من القبض على 46 شخصا من المنتمين لكتيبة عقبة ابن نافع، منهم 10 أشخاص متورطون في إدخال السلاح و9 أشخاص مرابطون بالجبل و14 شخصا يقدمون الدعم اللوجستي و8 ينتمون إلى الكتيبة و5 أشخاص من جهازها العسكري المصنفين من أخطر الإرهابيين. وأوضح بن جدو أن المفتش عنهم 58 شخصا من بينهم 31 بالجبل و3 من الجناح العسكري للجهاز مصنفين خطيرين، أمّا الذين أخلى القضاء سبيلهم فيبلغ عددهم 36. ودعا بن جدو التونسيين للالتفاف حول المؤسستين العسكرية والأمنية وطالب السياسيون بالتوافق، قائلا : "الإرهاب كالورم الخبيث يجب اجتثاثه".