عزّزت الجزائر قواتها الأمنية في الشريط الحدودي لولاية تبسة التي يفصلها جبل الشعانبي عن ولاية القصرين بسريتين عسكريتين إضافيتين لمساندة حرس الحدود للدرك الوطني الجزائري وكتائب عسكرية يتجاوز عددها سبعة آلاف عنصر في المنطقة مدعومة بوحدات عملياتية في المراكز المتقدمة. وذكرت صحيفة "الحياة اللندنية" اليوم ان التعزيزات تستهدف تأمين رقابة افضل في جبال "أم الكماكم" و"الماء الأبيض" المعروف بأنه موقع النشاط المفضل لجماعة "القاعدة" التي اشرف على تأسيسها عماري صايفي الشهير باسم "عبد الرزاق البارا" و"الجهاديين" الذين يتدربون في ليبيا ومن ثم يتوجهون الى مالي وسورية. وقالت الصحيفة انه نقلا عن وكالة "الأنباء الجزائرية" أمس، أنه بحلول أكتوبر المقبل ستُشرف على هاتين السريتين المتواجدتين في بكارية والكويف (تبسة) في المقاطعة الجهوية الخامسة مجموعات حرس الحدود المستحدثة في منطقة العوينات التي يتعين أن تغطي أيضاً ولايتي سوق أهراس والطارف وكلاهما يرتبط أيضا بشريط حدودي مع تونس واضافت أن التعزيزات تضم قوات محمولة معززة بطائرات مروحية. واكّدت الصحيفة ان نشر قوات إضافية على طول الشريط الفاصل مع تونس، قد يكون على صلة بتوافق مع الوفد التونسي الذي مثل الحكومة والذي زار الجزائر الأسبوع الماضي. وأوفدت الجزائر بعثات أمنية وعسكرية إلى تونس لتنسيق فرض رقابة على جبال أقصى غرب ولاية القصرين. وتقول مصادر أن وزارة الدفاع الجزائرية أطلعت التونسيين على خطة سابقة نقلها قائد القوات البرية اللواء أحسن طافر في فترة الرئيس السابق زين العابدين بن علي، لكن الحكومة التونسية اعتبرت حينها أن إطلاق عمليات عسكرية قد يؤثر في صورة تونس في الخارج. وتشك الحكومتان الجزائريةوالتونسية في وجود اتفاق بين عناصر جهادية في البلدين على تكتيك الفرار من وإلى البلدين. وكانت تقارير أمنية وعسكرية تونسية وجزائرية متطابقة تحدثت خلال الأسابيع الماضية عن أن تنظيم القاعدة اتخذ من الحدود الشمالية - الغربية التونسية مع الجزائر معبراً لنقل عناصره المدججين بالسلاح بعد تلقيهم تدريبات في معسكرات ليبية باتجاه معسكراته في الجزائر ومن ثمة توجيههم إلى منطقة جنوب الصحراء ومالي وسورية. ونبه اللواء أحمد بوسطيلة القائد العام لقوات الدرك الجزائري، قيادات المناطق الشرقية إلى ضرورة تفقد المخطط الأمني بشكل دوري عبر كل المراكز المتقدمة والفرق والكتائب الإقليمية، مع تجهيز وحدة للتدخل السريع، إضافة إلى تركيز وحدة جوية مدعمة بحوامات استطلاع ومراقبة للتمشيط الجوي. وذكر مسؤول في قيادة الدرك أن هذه الوحدات العملياتية والمراكز المتقدمة لحرس الحدود تضاف إلى تشكيل عملياتي خاص بتأمين الشريط الحدودي ما يساهم في دعم وتعزيز وحدات حرس الحدود في مجال الحفاظ على أمن الحدود ومكافحة الإجرام المنظم ومكافحة التهريب بمختلف أنواعه حفاظاً على الاقتصاد الوطني والأمن العمومي فضلاً عن الحفاظ على الصحة العمومية.