كشفت مصادر أمنيّة جزائريّة، لصحيفة النهار الجزائريّة أن "تونس والجزائر يسعيا لتأمين حدودهما من أيّ مخاطر تهدّد أمنهما وذلك إثر زيارة أحمد بوسطيلة القائد العام لقوات الأمن الجزائري، إلى الولايات الحدودية مع تونس، لإرساء مخطط أمني استعجالي استباقي، تأهبا لأي محاولة تسلّل للجماعات الإرهابية التونسية أو تمرير أسلحة وذخيرة مهربة من ليبيا إلى التراب التونسي أو الجزائري، وإحباط أي عمليات تخريبية من شأنها أن تمس أمن واستقرار الإقليم الحدودي، وخاصة المناطق المتاخمة والقريبة من الشريط الحدودي بولايات الطارف وسوق اهراس وتبسة، في ظل الانفلات الأمني الذي تعرفه الجمهورية التونسية ودخول قواتها في اشتباكات عنيفة بمعتمدية القصرين مع مجموعات إرهابية على الجهة المقابلة لإقليم ولاية تبسة". وقالت الوحدات الأمنيّة الجزائريّة إنّ هذا التأهب يأتي بالتزامن مع تسجيل عدّة محاولات تمرير ذخائر حربية وقطع رشاشة وذخائر حيّة خلال الأشهر الستة الماضية. تعزيزات أمنيّة على الحدود التونسيّة الجزائريّة أضافت ذات المصادر أن القيادة العامة للأمن الوطني الجزائري قد باشرت في تنفيذ المخطّط بتدعيم مختلف وحدات سلاح حرس الحدود بتعداد إضافي، عبر كل المراكز المتقدمة والفرق والكتائب الإقليمية، مع تجهيز وحدة للتدخل السريع، إضافة إلى تنصيب وحدة جوية مدعمة بحوامات استطلاع ومراقبة تُستغل في التمشيط الجوي، وتعمل على مراقبة الشريط الحدودي على مدار 24 ساعة، مع تدعيم مختلف الوحدات بعتاد متطور وعصري لأول مرة يتم استخدامه على مستوى الحدود الشرقية. كما تمّ تجهيز وحدات سلاح حرس الحدود بسيارات رباعية دفع جديدة من نوع مرسيدس، بإمكانها التوغل في المناطق الوعرة والمسالك الجبلية، وهذا وفقا لسيناريوهات محتملة فرضتها الأحداث التي شهدها الشريط الحدودي مع الجماهيرية الليبية، وكذلك في الحدود مع دولة مالي، استوجبت احتمال تجدد نفس المشاهد، حيث يحتمل أن يتحول محور نقل الأسلحة وتموين الجماعات الإرهابية المحلية من الحدود مع الجماهيرية الليبية التي تشهد طوقا أمنيا مركزا، إلى الحدود مع الجمهورية التونسية، وهو ما حث على مواجهته اللواء بوسطيلة ودعا إلى ضرورة الدخول في حالة تأهب واستنفار. زيارة وزير الداخليّة الجزائري إلى تونس والزيارة التفقديّة للأمن الجزائري ربط متتبعون زيارة اللواء الجزائري بوسطيلة إلى المناطق الحدودية بتبسة، بزيارة وزير الداخلية والجماعات المحلية، دحو ولد قابلية، إلى الجمهورية التونسية، وذلك في طرح عدة نقاط جوهرية تقف على رأسها قضية التنسيق والتعاون الأمنيين، وفقا للمتغيرات التي طرأت على الوضع الأمني بالتراب التونسي. وقام أمس قائد الأمن الجزائري أحمد بوسطيلة بزيارة ميدانية لولايتي تبسةوسوق أهراس تفقد خلالها جملة من المشاريع التابعة لقطاعه الرامية إلى رفع نسبة التغطية الأمنية وتعزيز الأمن بالحدود البريّة أمام مخاطر الجريمة المنظمة بكل أشكالها. وشدد اللواء الجزائري بوسطيلة على ضرورة انجاز المشاريع المبرمجة بقطاعه وتسليمها في الآجال المحددة، وقد سمحت زيارة قائد الأمن الجزائري للولايتين بالوقوف على مدى جاهزية وحدات الأمن المنتشرة عبر الشريط الحدودي من حرس الحدود ووحدات التدخل والمجموعات الإقليمية. و تضاف هذه الوحدات العملياتية والمراكز المتقدمة لحرس الحدود بالولايتين إلى تشكيل عملياتي خاص بتأمين الحدود البرية. وتراهن عليها قيادة الدرك في مكافحة الجريمة المنظمة والتهريب بمختلف انواعه للحفاظ على الاقتصاد الوطني و كذا الأمن العمومي . وستعهد للهياكل الجديدة مهمة متابعة انجاز مقار جديدة بهدف التواجد الدائم والفعال بالحدود وضمان تسيير فعال ومنسق للحدود البرية الوطنية التي تشكل بدورها الحزام الامني الاول للبلاد. و خلال زيارته للولايتين دشن اللواء بوسطيلة عددا من المراكز المتقدمة لحرس الحدود على الشريط الحدودي وأعلن دخولها الخدمة على غرار المركز المتقدم لحراس الحدود بإقليم بلدية بكارية الذي ينتظر أن يساهم في تعزيز الرقابة وتأمين الشريط الحدودي فضلا عن تضييق الخناق على المهربين وكل أشكال الجريمة المنظمة. ودشن مركزا متقدما آخر بإقليم بلدية الكويف وهو الذي ستعهد له نفس المهام على مستوى هذه البلدية. أما بالنسبة إلى بلدية العوينات التابعة لولاية تبسة الجزائرية، فاستفادت من مشروع انجاز مقر جديد لقيادة الدائرة الجهوية الخامسة لحرس الحدود، وهو الهيكل الذي سيشرف بدوره على قيادة وتنسيق ومتابعة مهام جميع وحدات حرس الحدود بالولايات الحدودية الشرقية من الطارف الى الوادي، وسيتم تسليم مقر هذا المركز في غضون العام القادم. وفي لقاء صحفي كشف اللّواء بوسطيلة أن الولايات الحدودية على مستوى الشرق استفادت من معدات حديثة لمراقبة وتأمين الحدود البرية وتأمين حياة المواطن الجزائري بهذه المناطق من أي خطر . و قال إن ولايات سوق أهراس، الطارف وتبسة استفادت من سيارات رباعية الدفع من نوع مرسيدس من أجل تدعيم وحدات حرس الحدود بهذه المناطق كما تم تدعيم ولايات الحدودية الشرقية ب12 مركزا متقدما جديدا في حين ينتظر استلام ست منشآت أخرى إضافة الى سبع سرايا تابعة لحرس الحدود. وكشف في ذات السياق عن إنشاء وحدة جوية بولاية تبسة تابعة لحرس الحدود مكلفة بتأمين ثلاث ولايات تبسة، سوق أهراس، والطارف من أجل تخفيف الضغط على الوحدة الجوية المتواجدة بولاية عنابة وهو ما يفرض تغطية شاملة للشريط الحدودي بهذه المناطق. وأكّد من جهة أخرى أن مكافحة التهريب تعتبر أحد المقومات الأساسية في مجال تأمين الحدود. وكشف اللواء بوسطيلة من جهة أخرى أنه تم تعزيز الخزينة العمومية ب 46 مليار سنتيم قيمة مختلف المحجوزات من عمليات التهريب المختلفة خلال العشر أشهر الأولى من السنة الجارية. ومن أجل تحسين عملية التكوين في صفوف الدرك تم انشاء 13 مدرسة على مستوى الوطن لمختلف الرتب وذلك في اطار سياسة القيادة العامة للدرك الوطني الرامية الى التكفل الأمثل بالمنضمين لصفوف الدرك الوطني.