قامت وزارة الداخلية المصرية فجر يوم الأربعاء 14 أوت 2013 بالتدخل بالقوة لفض اعتصامي ميداني "رابعة العدوية" و" النهضة " بالعاصمة المصرية القاهرة المتواصِلين منذ خلع الرئيس المصري السابق محمد مرسي. وقد تميّز هذا التدخل بالأساليب الوحشية وبتبادل العنف من جانب قوات البوليس من جهة ومن بعض المعتصمين من جهة ثانية ممّا خلف مئات القتلى والجرحى بين معتصمين ورجال أمن. كما أسفرت المواجهات في القاهرة وفي بعض المدن الأخرى عن حرق وإتلاف بعض المنشآت وعدد من دور العبادة والكنائس. وعلى إثر هذه الأحداث الدامية أعلنت السلطات المصرية حالة الطوارئ في العاصمة والإسكندرية وبورسعيد وفي 8 محافظات أخرى من البلاد حسب آخر الأنباء.
وقد اصدر حزب العمال، بيانا عبر فيه عن إدانته الشديدة لهذه المجزرة في حقّ المعتصمين واعتدائها على واحد من أهم الحقوق السياسية ألا وهو حقّ التظاهر والتعبير والاحتجاج والاعتصام ويطالب بفتح تحقيق عاجل حول ظروف وملابسات هذه المجزرة.
واعتبر البيان أن استمرار اعتصامات القاهرة وما انجر عنها من تعقيدات في الأوضاع السياسية وفي الحياة العامة وما جد خلالها من تحرشات واستفزازات من قبل أنصار " الإخوان المسلمين " لا يمكن أن يبرر هذه الدرجة من الوحشية
كما حمّل حزب العمال " الاخوان المسلمين " المسؤولية في أعمال التصعيد والزيغ بالاعتصامات عن مقتضيات التعبير المدني غير العنيف وتعفين الأجواء وتهيئة الظروف لحلول العنف محل الصراع السياسي الديمقراطي السلمي
وذكّر الحزب بموقفه الرافض لاستلام الحكم من قبل الجيش والسطو على نضالات الشعب المصري الشقيق وتضحياته في سبيل التخلص من النظام الاستبدادي الجديد الذي حاول الرئيس المُزاح محمد مرسي إرساءه بعد أن تخلص من نظام مبارك الفاسد والرجعي العميل ويجدّد دعمه اللامشروط لنضال الشعب المصري وقواه وفعالياته الثورية والوطنية التقدمية من أجل استعادة ثورته وتحصينها ضد سطو " الاخوان المسلمين " والجيش وكل القوى الرجعية في الآن نفسه.
وحذر أيضا الشعب التونسي من محاولات حركة النّهضة تخويفه ممّا يجري في مصر من مواجهات دامية لثنيه عن مواصلة النّضال لإنقاذ تونس من الأزمة ومن التّوتّرات التي أدّى إليها حكم حركة النهضة الفاشل وسعيها المحموم إلى إقامة استبداد جديد في تونس على غرار ما حاول القيام به "إخوان" مصر. كما اكّد الحزب أنّ تعنّت حركة النهضة ورفضها الإنصات لمطالب غالبيّة المجتمع وغالبيّة القوى السياسيّة والمدنيّة هو الذي من شأنه أن يفاقم الازمة ويدفع بالبلاد نحو المجهول.
وجدد موقفه من حركة " الاخوان المسلمين " والتيارات الرجعية المحسوبة على الاسلام التي حيثما حلت إلا وقسمت الشعوب وزرعت الفتن وحاولت إقامة نظام الاستبداد والتبعية الاقتصادية والعمالة والتخلف والتحجر والانغلاق لذلك لا يرى من خيار للشعوب العربية والاسلامية، وهي تناضل من أجل التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي والتقدم، غير النضال ضدها وسدّ الباب في وجهها.