قررت مصر إلغاء تدريبات عسكرية بحرية مشتركة مع تركيا، الجمعة، في وقت طلبت فرنسا وألمانيا إجراء "مشاورات عاجلة على المستوى الأوروبي" بشأن مصر. وقد أعلنت وزارة الخارجية المصرية وقف التدريبات العسكرية مع أنقرة، وذلك بعد ساعات من تبادل استدعاء السفراء بين البلدين، بسبب ما اعتبرته القاهرة "تدخلا في الشأن المصري". وقالت الوزارة في بيان لها إن مصر قررت "إلغاء التدريب البحري المشترك مع الجانب التركي تحت اسم (بحر صداقة)، الذي كان مقررا تنظيمه من 21 إلى 28 أكتوبر 2013 في تركيا". وأضافت الوزارة أن هذا القرار يأتي "احتجاجا على التصريحات والممارسات التركية غير المقبولة، التي تمثل تدخلا صريحا في الشأن المصري وتقف ضد إرادة الشعب المصري". وأعلنت كل من القاهرةوأنقرة الخميس استدعاء سفيرها للتشاور، بعدما دان رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ما وصفه ب"المجزرة" التي ارتكبتها قوات الأمن المصرية بحق مناصري الرئيس المصري المعزول محمد مرسي. وقتل 578 شخصا في مصر الأربعاء، خلال عملية فض اعتصامين مؤيدين للرئيس السابق مرسي في القاهرة، ومواجهات مرتبطة بها في أنحاء متفرقة من البلاد، في أسوأ اعمال عنف تشهدها مصر منذ إطاحة الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك. اجتماع أوروبي في غضون ذلك، طلب الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، الجمعة، إجراء "مشاورات عاجلة على المستوى الأوروبي" بشأن الأزمة في مصر، كما أعلنت الرئاسة الفرنسية. وقالت الرئاسة في بيان لها إن هولاند وميركل تحادثا هاتفيا و"دعوا إلى وقف فوري لأعمال العنف". كما دعا الطرفان إلى "عودة الحوار بين المصريين. على مصر أن تعود في أسرع وقت إلى مسار الحياة الديمقراطية". وأضاف البيان: "طلبا أيضا مشاورات عاجلة على المستوى الأوروبي، ويرغبان في أن يعقد وزراء خارجية الاتحاد اجتماعا بسرعة الأسبوع المقبل، لدراسة التعاون بين الاتحاد الاوروبي ومصر وإيجاد أجوبة مشتركة". وسيجتمع ممثلو الدول الثماني والعشرين الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الاثنين في بروكسل لدرس الوضع في مصر، حيث أوقعت أعمال العنف 600 قتيل، حسب ما أعلن الجمعة مكتب العمل الخارجي لوزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كاثرين أشتون. استقالة خالد داود وفي تطور آخر، استقال المتحدث باسم جبهة الإنقاذ المصرية المعارضة خالد داود، الجمعة، بسبب ما قال إنه "دعم أحزاب الجبهة المواجهة الأمنية الحالية مع جماعة الإخوان، ورفض إدانة ما وصفها بالمجزرة التي قامت بها قوات الأمن في فض اعتصامي رابعة والنهضة"، وفق بيان تلقت "سكاي نيوز عربية" نسخة منه. وأضاف داود: "أرفض تماما التجاوزات غير المقبولة من قبل بعض أحزاب الجبهة في الهجوم على الدكتور محمد البرادعي، الرجل صاحب المبادئ والضمير والنظرة الثاقبة، والذي لولا جهوده ما اكتسبت هذه الجبهة المصداقية التي نالتها سريعا على الصعيدين المحلي والعالمي". ومضى داود يقول في بيانه: "رأسي شخصيا منكس وأشعر بحزن وألم شديدين لكل الدماء التي سالت، وأدين بقوة التجاوزات الخطيرة التي قامت بها قوات الأمن في فض الاعتصامين، وهو ما أدى إلى سقوط هذا العدد الضخم من القتلى". وشكك داود في أن يكون عدد الذين قتلوا في ميدان رابعة العدوية من المسلحين، قائلا: "من المستحيل لأي عاقل أن يصدق أن كل هؤلاء كانوا من المسلحين الذين اضطرت قوات الأمن للتعامل معهم. هذا أمر يرفضه العقل والمنطق، ولا يثبته عدد الضحايا التي سقطت من جانب الشرطة". وقال عن ما يجري في مصر الآن هو "عودة سريعة لدولة مبارك العسكرية-البوليسية برجالها ورموزها وقمعها واستهانتها بأرواح البشر، وبإعلامها الزائف المزيف الذي يردد مقولات من نوع: وفقا للمعايير العالمية لفض الاعتصامات، فإن الخسائر التي وقعت في رابعة مقبولة جدا". (سكاي نيوز عربية)