نشر سليم الرياحي رئيس الحزب الوطني الحر صور له مع كل من راشد الغنوشي رئيس حركة النهضة ورئيس حركة نداء تونسبفرنسا وتظهر هذه الصور التي نشرت على الصفحة الرسمية للرياحي بالفايسبوك هذا الاخير وهو يتوسط الغنوشي والسبسي في اللقاء الاخير كما ظهر في احدى الصور القيادي في حركة النهضة عامر العريض وقد اكّد المكلف الاعلامي بالحزب الوطني الحر ماهر بن ضياء لل"الصباح نيوز" ان هذه الصور اخذت في اللقاء الاخير الذي جمع السبسي بالغنوشي في العاصمة الفرنسية باريس الاسبوع الفارط ويذكر اننا كنا انفردنا الاحد بنشر خبر مفاده ان الباجي قائد السبسي تحول الى فرنسا على متن طائرة خاصة لسليم الرياحي وكان اللقاء بوساطة من نبيل القروي وقد كتب الرياحي تدوينة مرفوقة للصور جاء فيها ما يلي: "بلادنا تعيش وضعا دقيقا وحسّاسا عملنا منذ مدّة على تقديم الأفكار والمبادرات التي من شأنها اخراج تونس من الأزمة اجتهدنا وتوفّقنا بمعونة الله في الجمع بين راشد الغنّوشي والباجي قايد السبسي في لقاء تأجّل أكثر من مرّة وانتهى الى الانعقاد في العاصمة الفرنسيّة باريس يوم الخميس 15 أوت بعد الظهر في لقاء دام ثلاث ساعات . بعد صدور البلاغ الاعلامي المشترك للاعلان عن هذا اللقاء تهاطلت مختلف أنواع التأويلات والتحاليل والانتقادات والروايات . أريد أن أؤكّد على الأجواء الايجابية التي دار فيها اللقاء والذي كان بالاتفاق المسبّق بين الطرفين دون شروط مسبّقة، والأمانة أمام الضمير والتاريخ تفرض عليّ أن أثمّن في العلن سلوك وتصرّف ومواقف الرجلين الذين يمثّل كلاهما جزءا غير هيّن من الرأي العام التونسي لما أبدياه من روح وطنيّة عالية وخوف وحرص على تجنيب تونس أي سيناريو صدامي عنيف لا قدّر الله وهو ما ينسجم مع موقف أغلبيّة التونسيين الذين يريدون لبلدهم الاستقرار والأمن والعافية رغم وجود أقليات في هذا المعسكر أو ذاك من الذين ينادون بشعارات الصدام والمواجهة والاقصاء والالغاء امّا عن مراهقة وتهوّر أو عن حسابات ضيّقة لن تكون نهايتها سوى خراب البلاد . الباجي قطع رحلته لاجراء بعض الفحوصات ، وراشد ألغى احدى التزاماته في الخارج وغيّر وجهته الى فرنسا لحضور اللقاء وهو مجهود نابع من تقديرهما العالي لمصلحة تونس جدير بالاحترام والتقدير خاصّة وأنه لا يخفى على أحد درجة الممانعة والصدّ التي تلقاها مثل هذه المبادرات من طرف بعض الأنصار المتشدّدين لكلا الرجلين . ان احدى مظاهر الأزمة التي تمرّ بها بلادنا هي أن يتحوّل لقاء بين راشد الغنّوشي والباجي قايد السبسي الى حدث استثنائي وكأن الأمر يهمّ لقاء فرقاء في عداوة مزمنة على شاكلة العداوات التاريخيّة في حين أن وضع بلادنا وحظوظنا في تجاوز مرحلة الانتقال الديمقراطي بسلام تؤكّد أنه لا مفرّ ولا مناص من جلوس جميع الشركاء في الوطن الى طاولة واحدة للبحث عن حلول للخروج من الأزمة ووضع لغة الشروط المسبّقة والخطوط الحمراء جانبا لأنها لغة عاجزة عن تقدير المخاطر الحقيقية التي تواجهها بلادنا . اللقاء كان خطوة أولى ستتلوها ان شاء الله خطوات أخرى تتوسّع فيها قاعدة الحوار بين جميع الأطراف الفاعلة دون استثناء أو اقصاء لما فيه مصلحة تونس وشعبها وهذا ما سنجتهد من أجل انجازه مهما كانت الصعوبات والعراقيل لأنّه لا حلول لمشاكل البلاد الاّ بالتوافق والحوار بين الجميع.