قال رئيس الاتحاد الوطني الحر سليم الرياحي أنهم اجتهدوا ووفقوا في الجمع بين رئيس حرمة النهضة راشد الغنّوشي والباجي قايد السبسي رئيس حركة نداء تونس في لقاء تأجّل أكثر من مرّة وانتهى الى الانعقاد في العاصمة الفرنسيّة باريس يوم الخميس 15 أوت بعد الظهر في لقاء دام ثلاث ساعات . وفي حديثه عن خفايا اللقاء الذي جمع الغنوشي بالقائد السبسي قال سليم الرياحي على صفحته الخاصة على شبكة التواصل الاجتماعي أنه وبعد صدور البلاغ الإعلامي المشترك للإعلان عن هذا اللقاء تهاطلت مختلف أنواع التأويلات والتحاليل والانتقادات والروايات وأراد من جهته وعلى خلفية ذلك أن يؤكد على الأجواء الايجابية التي دار فيها اللقاء والذي كان على حدّ قوله بالاتفاق المسبّق بين الطرفين دون شروط مسبّقة مثمنا بذلك سلوك وتصرّف ومواقف الرجلين اللذين يمثّل كلاهما جزءا غير هيّن من الرأي العام التونسي لما أبدياه من روح وطنيّة عالية وخوف وحرص على تجنيب تونس أي سيناريو صدامي عنيف رغم وجود أقليات من الذين ينادون بشعارات الصدام والمواجهة والاقصاء والالغاء. وفي كشفه لخفايا وأسرار هذا اللقاء الذي أثار الكثير من التساؤلات قال الرياحي أن القائد السبسي قطع رحلته لإجراء بعض الفحوصات و أن الغنوشي ألغى إحدى التزاماته في الخارج وغيّر وجهته الى فرنسا لحضور اللقاء ''وهو مجهود نابع من تقديرهما لمصلحة تونس خاصّة وأنه لا يخفى على أحد درجة الممانعة والصدّ التي تلقاها مثل هذه المبادرات من طرف بعض الأنصار المتشدّدين لكلا الرجلين''. وأكد سليم الرياحي أن "اللقاء كان خطوة أولى ستتلوها خطوات أخرى تتوسّع فيها قاعدة الحوار بين جميع الأطراف الفاعلة دون استثناء أو إقصاء لما فيه مصلحة تونس وشعبها ''وهذا ما سنجتهد من أجل إنجازه مهما كانت الصعوبات والعراقيل لأنّه لا حلول لمشاكل البلاد الاّ بالتوافق والحوار بين الجميع" على حدّ تعبيره . وأضاف أن إحدى مظاهر الأزمة التي تمرّ بها البلاد هي أن يتحوّل لقاء بين راشد الغنّوشي والباجي قايد السبسي إلى حدث استثنائي ''وكأن الأمر يهمّ لقاء فرقاء في عداوة مزمنة على شاكلة العداوات التاريخيّة'' مشددا على أن وضع البلاد يؤكد أنه لا مفرّ ولامناص من جلوس جميع الشركاء في الوطن الى طاولة واحدة للبحث عن حلول للخروج من الأزمة ووضع لغة الشروط المسبّقة والخطوط الحمراء جانبا لأنها لغة عاجزة عن تقدير المخاطر الحقيقية التي تواجهها بلادنا وفق قوله.