مثل تطوير العلاقات الثنائية في شتى المجالات وتعزيز الشراكة التونسية الليبية محور اللقاء الذي جمع عشية أمس الاثنين بنيويورك رئيس الجمهورية المؤقت المنصف المرزوقي برئيس الحكومة الليبية علي زيدان. وأكد رئيس الجمهورية على هامش فعاليات الدورة 68 للدورة العادية للأمم المتحدة على عمق الروابط التي تجمع البلدين وشعبيهما وترابط مصيرهما المشترك مبرزا ضرورة تعزيز التعاون التونسي الليبي في مختلف المجالات وخاصة في المجالين الأمني وحماية الحدود من خطر الارهاب وتهريب الاسلحة وما يستدعيه ذلك من رفع التنسيق المشترك في هذا المجال، وفق ما جاء في بلاغ صادر عن رئاسة الجمهورية تلقت "الصباح نيوز" نسخة منه. واعتبر الحرب على الارهاب أكبر خطر يهدد المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل والصحراء. كما شدد على ضرورة الارتقاء بالتعاون التجاري والاقتصادي الثنائي إلى مستويات أرفع بما يجسم عمق العلاقات التونسية الليبية وتشابكها معربا عن استعداد تونس حكومة وشعبا لمساعدة ليبيا لإنجاح مسارها الانتقالي. ومن جهته بين رئيس الحكومة الليبية علي زيدان أن الملف الامني يعتبر أكبر عائق تواجهه بلاده في المرحلة الراهنة لدوره في تعطيل عمليات البناء التي تتم في البلاد على جميع الأصعدة، داعيا إلى ضرورة الارتقاء بالتنسيق الثنائي في مجال ضبط الحدود المشتركة للتصدي لظاهرة تهريب الاسلحة علاوة عن دفع التعاون في المجال الاستخباراتي لدوره في التوقي من اي خطر محتمل. كما أبرز في السياق ذاته صواب القرار التونسي بجعل المنطقة الصحراوية من حدودها المشتركة مع ليبيا والجزائر منطقة عازلة معلقا عليها أمالا في التصدي لظاهرة تهريب الاسلحة. وأكد مدى ارتباط استقرار البلدين بعضه ببعض قائلا في هذا الإطار "إن أمن تونس من أمن ليبيا وأمن ليبيا من أمن تونس ..ولن نسمح لأي كان أن يقوض أمن الشعبين الشقيقين" و لفت زيدان إلى أن ترابط مصالح البلدين يستدعي مزيد تعزيز الشراكة التجارية بين البلدين وتدعيم أمنهما الاقتصادي مشيرا إلى العمل على الرفع من مستوى التعاون بين مكونات المجتمع المدني ليساهم كل من جهته في انجاح المسار الانتقالي في تونس وليبيا. وفي رده على طلب رئيس الجمهورية توفير كافة الضمانات لرئيس الوزراء الليبي السابق بغدادي المحمودي في محاكمة عادلة، أكد علي زيدان أن السلطات اليبية حريصة على توفير كافة الضمانات في محاكمة عادلة لرموز النظام السابق في ليبيا. كما أبدى وزير العدل الليبي صلاح المرهني استعداد بلاده لاستقبال اي طرف يريد الاطمئنان على بغدادي المحمودي والإطلاع على ظروف اعتقاله مشددا على حقه الكامل في محاكمة عادلة بعيدا عن منطق التشفي والانتقام.