أعلن رئيس الحكومة السيد علي العريض خلال ندوة صحفية مشتركة مع نظيره الليبي السيد علي زيدان صباح اليوم بقصر الحكومة بالقصبة بمناسبة الزيارة التي يؤديها الى بلادنا رئيس مجلس الوزراء في دولة ليبيا على راس وفد حكومي رفيع المستوى أن هذه الزيارة تأتي للارتقاء بمستوى العلاقات القائمة بين البلدين عبر توثيق اطار التعاون الثنائي وتعزيز الشراكة مؤكدا أن تونس وليبيا دولتان شقيقتان جارتان تسعيان الى تركيز الإنتقال الديمقراطي بكل تبعاته التنموية والسياسية والأمنية والاقتصادية والاجتماعية والإدارية. وأبرز السيد علي العريض الثقة المتبادلة والإرادة الثابتة لقيادتي البلدين وعزمهما المتنامي على فسح المجال وإتاحة كل الفرص بجل القطاعات بما يحقق الاستفادة والمنافع المشتركة من جملة الاتفاقيات الجديدة والمبرمة سابقا وتعزيز مجالاتها والعمل على دعمها موضحا أن اللقاء تناول التحديات الأمنية المطروحة ومشمولات وزارتي الداخلية في الدولتين بشأن ملاحقة الجريمة والتصدي للعنف ومكافحة الإرهاب ومقاومة ظاهرة التهريب والاستعانة في ذلك بالخبرات المتوفرة لدى الجانبين خاصة في مجال التدريب والتكوين بالنسبة لكل الاسلاك الامنية فضلا عن التعاون في إطار تنمية الجهات الداخلية والمناطق الحدودية بعد بسط الامن فيها. وكشف رئيس الحكومة عن إبرام 3 عقود ضمن مجموعة من اتفاقيات التعاون في مجال الطاقة بين تونس وليبيا والتوقيع على اتفاقيات لدفع التعاون في قطاع التكوين المهني والتبادل التجاري الحر بين البلدين فضلا عن صياغة مشروع اتفاقية ترمي إلى تشجيع المشاريع الإستثمارية الليبية ببلادنا مؤكدا أن السعي حثيث لتوفير كل المحفزات على تركيز هذه المشاريع من خلال مراجعة النصوص القانونية والتشريعية المنظمة بالتوازي مع تشجيع الخواص في البلدين بتسخير الإمتيازات الكفيلة بإنجاح استثماراتهم وضمان ديمومتها على غرار مراجعة وتطوير الاتفاقيات السابقة التي هي اليوم محل جدل بما يتلاءم مع مقتضيات المرحلة الحالية ويستجيب لرهاناتها. من جهته، أعرب رئيس مجلس الوزراء الليبي السيد علي زيدان عن امتنانه لتونس حكومة وشعبا معلنا ان الدولة الليبية الجديدة في علاقتها بمختلف الدول المجاورة والبلدان الشقيقة والصديقة تصبو إلى تمتين العلاقات المشتركة وفي مقدمتها تونس مثمنا موقف بلادنا أثناء الثورة الليبية وحسن استضافتها للنازحين من ليبيا إلى ترابها لافتا النظر الى عزم حكومة بلاده على تسوية اوضاع الجالية الليبية المقيمة بتونس في أسرع الآجال. وأوضح السيد علي زيدان أن زيارته إلى تونس تهدف إلى إرساء علاقة عملية وأكثر فاعلية تؤسس لتعاون ناجع ينبني على أسس متينة وعلى "تعاقدات عادلة" تضمن حقوق كل الاطراف بما يقطع مع الأساليب السابقة المعتمدة في امضاء الاتفاقيات عبر قرارات سياسية لا تتسم بالشفافية والوضوح وأن قيادتي البلدين تعكفان حاليا على إعادة صياغة مضامينها بما يضمن تحقيق كل أهدافها. وتطرق رئيس الوزراء الليبي الخطوط العريضة لنوايا وبرامج مشاريع الاستثمار الليبية في القطاعين الخاص والعام بتونس حيث استعرض لمحة عن واقعها وآفاقها مبينا أن النجاح في تركيزها و ضمان ديمومتها رهين تهيئة الأرضية الملائمة للمستثمرين انطلاقا من توفير كافة الضمانات التشريعية والترتيبية والإدارية والأمنية بما يضمن سلامة المستثمرين ويحمي رؤوس أموالهم. وذكر المسؤول الليبي أن اللقاء تناول أيضا جميع القضايا ذات الاهتمام المشترك على غرار تفعيل اتحاد المغرب العربي وجملة من الملفات تتعلق بواقع ومستجدات العلاقات العربية والافريقية والدولية مجددا التأكيد في الختام على أن مجيئه على رأس وفد حكومي رفيع المستوى إلى تونس دافعه وضع لبنة أساسية جديدة تكون الركيزة التي تنبني عليها وتنطلق منها كافة علاقات التعاون التي تربط تونس ببلاده بما يسمو بها إلى أرفع المراتب ويحقق تطلعات الشعبين الشقيقين ويكرس أهداف ثورتهما. وقدم السيد علي زيدان جملة من الايضاحات إزاء استفسارات الصحفيين بشان الاتفاق على انشاء منطقة حرة على الحدود واقامة مشاريع بالصخيرة وحصة تونس في اعادة اعمار ليبيا وتطوير التعاون في المجال الامني حيث لخص اجاباته مؤكدا أن إقامة المنطقة الحرة أمر في طور الترتيب وينتظر الإنتهاء من توفير المهيئات الأمنية والمستلزمات اللوجستية له وأن مشروع الصخيرة سينجز حالما تتحق كافة متطلباته وأن تونس لها الحظوة والأولوية بيدها العاملة بالساعد والفكر في مختلف المجالات وبشركاتها الناشطة في جميع القطاعات في عملية إعادة إعمار ليبيا وأن أبواب التعاون مفتوحة على مصراعيها لكل التونسيين إلى حد بعيد موضحا أن التعاون الأمني بين البلدين سيما على الحدود ما فتئ يتعزز ويتكثف يوما بعد يوما خاصة عبر التنسيق المتواصل بين المصالح الوزارية والهياكل الأمنية المعنية في تونس وليبيا بما يمكن من استتباب الأمن وتثبيت الإستقرار على كامل تراب الدولتين وخاصة المناطق الحدودية.