اشهد بل واسلّم ان الدكتور المنصف المرزوقي الرئيس المؤقت للجمهورية التونسية رجل مثقف جامع لعديد الخصال فهو طبيب وحقوقي وسياسي ومناضل ومثقف يتقن لغة الضاد ويطوٌع خباياها ويتقن لغة موليار افضل حتى من الفرنسيين انفسهم وله ما يقول بلغة شكسبير فهو يعبر عن افكاره الالمعية بسلاسة كتابة ونطقا ويسحر كل من يستمع اليه لرجاحة فكره ... لكن هل يشفع كل ذلك ليكون رجل دولة ويقدر على ادارة علاقاتها الدولية بحنكة ودراية وبعد نظر وعمق تفكير وقدرة على التكتيك وتمكن من التخطيط الاستراتيجي ؟ الاجابة للاسف : لا ... فكل مرة يبرهن لنا على العكس ... قد يقول اطنانا من الكلام الجميل لكن يكفي ان يعلن موقفا واحد غير موفق لمحو كل ما بناه فالعبرة ليست بالكلام بل بالنتائج المرزوقي يتشبه بهيجو شافيز وهو يجهل ان تونس ليست فنزويلا وان المغرب العربي ليس جنوب امريكا .. فلا بلادنا تنام على ثورة نفطية ولا الاشقاء يفكرون بنفس منطق الجنوب امريكيين . المرزوقي عندما يتكلم سياسة يرد الفعل قبل ان يفكر لذلك اخطا عندما سارع بقطع العلاقات مع سوريا وكنت اول من تساءل عن مصير جاليتنا هناك وقد عاينا فيما بعد النتائج الكارثية لذلك القرار المتسرع وغير الموزون ... واخطا عندما احتج على كوريا الشمالية لانه لو لم يحتج لما اهتم به احد في الداخل وكال له ما كال انذاك لصمته على ما يحدث محليا ... واخطا عندما حشر انفه في الشان المصري وتونس في النازعات غرقا واخطا عندما رد الفعل عن الدول التي دعمت ما يحدث في مصر من مهام رئيس بلا صلاحيات تذكر باستثناء ادارة السياة الخارجية ان تكون سياسته جامعة وليست مفرقة تاخذ بعين الاعتبار مصالح تونس ومصالح رعاياها وتضع نصب اعينها ان من بيته من البلور لا يرمي بيوت الاخرين بالطوب تونس اليوم في حاجة لكل الدول الصديقة والشقيقة وحتى التي لم تكن يوما صديقة وشقيقة ... تونس في حاجة الى مزيد توطيد العلاقات مع المملكة السعودية لانها كانت منذ القدم داعمة لتونس ... تونس في حاجة لمزيد تدعيم العلاقات مع قطر لانها استثمرت في بلادنا ومدت لها يد المساعدة منذ انبلاج الثورة ... تونس في حاجة الى مزيد دعم التعاون مع الامارات العربية المتحدة لانها دعمت تونس واعربت منذ فجر الثورة على استعداد لامشروط لدعمها ولانها ظلمت عندما حشرت في ملفات فساد اتصالات تونس وهي من مكّن بلادنا من افضل صفقة في التاريخ لولاها لكان عجز ميزانياتنا اليوم افدح ولما عجزت الدولة فعلا عن تسديد اجور موظفيها لسبب بسيط وهو ان كل الاموال دخلت خزينة الدولة وظلت في احتياطيها الى ان جاءت الثورة اليوم استدعت الامارات العربية المتحدة سفيرها الذي لم تمض اسابيع قليلة عن تعيينه للتشاور وفي العرف الديبلوماسي فذاك اشارة سيئة بعد تصريحات المرزوقي التي كانت ولا تزال مثيرة للمشاكل .. لسبب بسيط فهو كالعادة لم يولي عشرات الالاف من افراد الجالية التونسية ومن المستثمرين اهتماما ... لم يولي اهتماما لبدء التجاوب الايجابي على المستوى الفني بين الخبراء في مسالة استرداد الاموال المنهوبة ... فقط نظر من زاوية واحدة لوضع متعدد الزوايا والنتيجة ناعينها نعانيها على الميدان يا سيادة الرئيس نحن في حاجة الى علاقات وطيدة مع قطر ونحترم القطريين ونجلّهم .. ونحن في حاجة الى علاقات وطيدة مع المملكة العربية السعودية ونحترم السعوديين ونجلّهم .. ونحن في حاجة الى علاقات وطيدة مع الامارات العربية المتحدة ونحترم الاماراتيين ونجلّهم .. ونحن في حاجة الى ان يحترمنا جميع هؤلاء بنفس القدر الذي نحترمهم به وذلك لن يتحقق بسياسة خارجية تسبق المواقف الحزبية على المصالح الوطنية .. سياسة المرّ..زوقي بل قل المرّ.. ذوقي يا تونس