التقى الأخضر الابراهيمي مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية للسلام في سوريا اليوم الثلاثاء مع مسؤولين أمريكيين وروس لمناقشة اجراء محادثات سلام طال إرجاؤها بشأن سوريا وذلك رغم الخلافات بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد وحضور إيران حليفته. وقبل ذلك بساعات كررت دمشق تأكيدها على بقاء الاسد في السلطة وهو ما يلقي بظلال من الشك على عملية التحول السياسي وهي المحور الرئيسي لمؤتمر "جنيف 2" المقترح. واجتمع الابراهيمي مع ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الامريكي وروبرت فورد السفير الامريكي لدى سوريا وميخائيل بوغدانوف وجينادي غاتيلوف نائبي وزير الخارجية الروسي بالمقر الأوروبي للأمم المتحدة في جنيف. ونقلت وكالة ايتارتاس الروسية للأنباء عن مصدر قريب من المحادثات التمهيدية لمؤتمر دولي للسلام في سوريا قوله اليوم الثلاثاء ان المؤتمر لن يعقد هذا الشهر. ونقلت ايتارتاس عن المصدر الذي لم تحدده قوله في جنيف أن "المؤتمر لن يعقد قبل ديسمبر." وقال مصدر بالأممالمتحدة انه حتى اذا لم يتسن تحديد موعد للمؤتمر على الفور فإن الهدف هو "ان تصبح كل الأطراف والجماعات مستعدة للموعد على الأقل". ولا يعني هذا ان الأمر بات مؤكدا بالنظر الى تزايد الخلافات الدولية بشأن سوريا والاستياء بين معارضي الأسد.ولا يبدو ان الرئيس السوري نفسه مستعد للتوصل إلى تسوية. ونقلت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" الرسمية عن عمران الزعبي وزير الاعلام السوري قوله ليلة أمس ان "سوريا الدولة والوطن والشعب باقون والرئيس بشار الأسد سيكون رئيسا لهذه البلاد في جميع الأوقات التي يحلمون ألا يكون رئيسا فيها". وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وارسو اليوم الثلاثاء "شيء وحيد مؤكد.. لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا" مشددا مرة أخرى على ضرورة رحيل الاسد. واضاف "لا أعرف كيف يمكن لأحد الاعتقاد ان المعارضة ستبدي موافقة على استمرار الاسد". ويهدف مؤتمر السلام المقترح الى البناء على الاتفاق الذي تحقق في يونيو حزيران 2012 بين القوى الدولية في جنيف والذي دعا الى سلطة انتقالية تملك كل الصلاحيات التنفيذية لكنه ترك الباب مفتوحا امام ما اذا كان للاسد أي دور في المستقبل. وقالت روسيا انه يجب دعوة ايران لمؤتمر السلام المقترح بعدما قال احمد الجربا زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض ان الائتلاف لن يشارك اذا حضرت ايران. كما رفض وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف طلب الجربا بوضع اطار زمني واضح لرحيل الرئيس بشار الأسد مستبعدا وضع أي شروط مسبقة لمؤتمر "جنيف 2". وقال لافروف في مؤتمر صحفي "يجب بكل تأكيد دعوة كل أصحاب التأثير على الوضع... وهذا لا يشمل الدول العربية فحسب بل أيضا إيران".
لكنه أشار إلى أن إيران وغيرها من اللاعبين الدوليين يحتاجون فقط الى التمثيل في مستهل المؤتمر الذي اقترحته الولاياتالمتحدةوروسيا. وقال لافروف "في المراحل اللاحقة فإن السوريين - كما يتصور الثنائي الروسي الأمريكي ويدعم ذلك كل الآخرين - سيتحدثون مع بعضهم بعضا بشكل مباشر بواسطة من... الإبراهيمي وفريقه". وتعارض السعودية والولاياتالمتحدة أية دعوة لإيران وهي إلى جانب روسيا حليفتان للأسد. وأيدت الجامعة العربية يوم الاحد الماضي محادثات السلام المقترحة وحثت المعارضة على تشكيل وفد تحت قيادة الائتلاف الوطني. لكن حتى في ظل الغطاء الدبلوماسي العربي فمن غير الواضح هل ستشارك المعارضة التي تملك تأثيرا محدودا على المقاتلين المعارضين في سوريا وبعضهم على صلة بتنظيم "القاعدة". وقال دبلوماسي عربي في جنيف "يحاول القطريون التوصل إلى موقف موحد بين المعارضة لكن لا اعتقد انهم سينجحون". وأضاف "الموقف السعودي يعقد الأمور فهم ليسوا متحمسين جدا بشأن جنيف 2 بعد الآن بعدما بعثوا بهذه الرسالة شديدة الغضب" مشيرا الى رفض السعودية لشغل مقعد في مجلس الأمن الدولي. وردا على ذلك قال الزعبي "إننا نعد الدبلوماسية السعودية بأنها ستفشل سواء حصل جنيف أم لم يحصل ونحن لن نذهب إلى جنيف من أجل تسليم السلطة كما يتمنى الفيصل وبعض معارضي الخارج". وأضاف "لأنه لو كان الأمر كذلك لسلمناها في دمشق ووفرنا الجهد والتعب وثمن تذاكر الطائرة". وفي جنيف قال المصدر بالامم المتحدة ان أي موعد للمؤتمر قد يحدد رسميا من قبل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بعد اجتماع المعارضة السورية في التاسع من نوفمبر. واضاف "السيد الابراهيمي يريد ان يرى المؤتمر هذا العام ولا يريد ان يؤجل."