قالت الوكالة العربية السورية للأنباء "سانا" إن عبوة ناسفة انفجرت في ساحة الحجاز في قلب العاصمة دمشق اليوم الأربعاء مما أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص وإصابة 50 آخرين بينهم نساء وأطفال. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان - وهو جماعة تدعم المعارضة - ان سبعة قتلوا في حين أُصيب 20 على الاقل في الهجوم. ونقل المرصد تقارير مُتضاربة عن نشطاء بشأن سبب الانفجار حيث قال البعض إنه عبوة ناسفة وقال آخرون إنه قذيفة هاون. وقالت "سانا" إن بعض المُصابين حالتهم خطير، في وقت فشلت الولاياتالمتحدةوروسيا في التوصل لموعد محدد لعقد مؤتمر "جنيف2". وألقت الوكالة باللوم في الهجوم على "إرهابيين" وهي كلمة تستخدمها وسائل الاعلام الحكومية عادة لوصف المعارضة المسلحة للرئيس بشار الأسد. وقالت إن الانفجار نجم عن عبوة ناسفة بدائية الصنع زرعت عند مدخل مبنى المؤسسة العامة للخط الحديدي في وسط ساحة الحجاز. ودأب مقاتلو المعارضة على زرع قنابل أو شن هجمات بقذائف مورتر في دمشق منذ بدء الصراع الذي أسفر عن مقتل أكثر من 100 ألف شخص حتى الآن. وذكر سكان في وقت سابق أنهم شاهدوا قذيفة مورتر تسقط قرب مقر هيئة الأركان العامة في ساحة الأمويين في دمشق. ولم يذكروا شيئا عن سقوط قتلى أو مصابين. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ان انفجارا قويا لسيارة ملغومة وقع أمام فرع لمخابرات القوات الجوية في مدينة السويداء في جنوب البلاد. ومنطقة السويداء موطن للأقلية الدرزية التي ظلت محايدة بشكل عام خلال الصراع رغم أن بعض الدروز انضموا لقوات موالية للأسد. وظلت السويداء تحت سيطرة الحكومة وبعيدة عن العنف إلى حد بعيد. وقال المرصد إنه لم تصل إليه بعد أي أنباء عن ضحايا بسبب التفجير. تأتي هذه التطورات في وقت اخفقت فيه الولاياتالمتحدةوروسيا أمس، في التوصل لاتفاق على موعد لعقد مؤتمر السلام الخاص بسوريا واختلفتا حول الدور الذي يمكن ان تقوم به إيران في المحادثات الرامية لانهاء الحرب الأهلية وحول من يمثل المعارضة السورية. وقال الأخضر الإبراهيمي مبعوث الأممالمتحدة والجامعة العربية الذي رأس الاجتماع في المقر الاوروبي للامم المتحدة في جنيف "كنا نأمل ان نكون في وضع يتيح لنا الاعلان عن موعد وللاسف لم يتحقق ذلك." وأضاف "لكننا ما زلنا نسعى جاهدين لنرى ان كان بوسعنا عقد المؤتمر قبل نهاية العام". وتشاور الإبراهيمي مع عدد من كبار المسؤولين الأمريكيين والروس قبل توسيع نطاق المحادثات لتشمل ممثلين عن بريطانيا وفرنسا والصين والعراق والأردن ولبنان وتركيا والجامعة العربية. وقال الإبراهيمي انه سيعاود الاجتماع مع مسؤولين روس وأمريكيين في 25 نوفمبر وعبر عن امله في ان يتفق معارضو الرئيس السوري بشار الأسد على مندوبين لتمثيلهم قبل ذلك ببضعة أيام. وقال "أمام المعارضة وقت صعب جدا جدا ..انهم منقسمون وهذا ليس سرا يخفى أحد. انهم يواجهون مشكلات من كل صوب وحدب وليسوا مستعدين". وقال نائب وزير الخارجية الروسي جينادي غاتيلوف الذي اجتمع هو وزميله النائب الثاني ميخائيل بوغدانوف مع الإبراهيمي ان الولاياتالمتحدة التي تدعم الانتفاضة ضد الأسد لا تملك النفوذ اللازم لتجميع وفد معارض يتحلى بالمصداقية لتمثيل فصائل المعارضة المختلفة. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عنه قوله "ليس المطلوب هو تمثيل المعارضة فحسب بل مشاركة وفد معارض يضم مجموعة واسعة من قوى المعارضة. وهذا ما يعجز الأمريكيون عن تحقيقه". وشاركت ويندي شيرمان نائبة وزير الخارجية الأمريكي وروبرت فورد السفير الأمريكي لدى سوريا كمندوبين عن الولاياتالمتحدة في المحادثات مع الإبراهيمي. وقال مسؤول أمريكي رفيع ان المحادثات كانت "بناءة للغاية ومفيدة جدا..نحن متفائلون بأن هذا المؤتمر سينعقد قبل نهاية العام." وأضاف المسؤول "اذا استغرق الأمر من الائتلاف المعارضة بضعة اسابيع اخرى لتجهيز انفسهم بالطريقة التي يشعرون انهم بحاجة اليها وان يكونوا شركاء كاملين بايفاد وفد شامل إلى المؤتمر فاننا سندعمهم على القيام بذلك." ويهدف مؤتمر السلام المقترح الى العمل على أساس الاتفاق الذي تحقق في جوان 2012 بين القوى الدولية في جنيف والذي دعا إلى سلطة انتقالية تملك كل الصلاحيات التنفيذية لكنه لم يذكر صراحة ان الأسد سيتخلى عن منصبه. وقال وزير الخارجية الأمريكي جون كيري في وارسو أمس "شيء وحيد مؤكد.. لا يوجد حل عسكري للصراع في سوريا" مشددا مرة أخرى على ضرورة رحيل الأسد. واضاف "لا اعرف كيف يمكن لاحد الاعتقاد ان المعارضة ستبدي موافقة على استمرار الأسد". وقالت روسيا انه يجب دعوة إيران لمؤتمر السلام المقترح بعدما قال احمد الجربا زعيم الائتلاف الوطني السوري المعارض إن الائتلاف لن يشارك اذا حضرت إيران. وقال المسؤول الأمريكي إن واشنطن تدرك ان إيران ستقوم بدور في المنطقة وتريد التأكد من انه لن يكون دورا سلبيا. وتابع "لكن... الولاياتالمتحدة تعتقد ان على كل من يشارك في مؤتمر جنيف ان يؤيد بيان جنيف وان يتعهد بذلك قبل حضوره. إيران لم تختر عمل ذلك".