مجلس رجال الأعمال التونسيين بقطر هو نواة كونها رجال أعمال تونسيون مقيمون بقطر وتضم هيئة أمناء تشمل نخبة من الكفاءات التونسية العاملة في عدة مجالات مثل الدكتور القديدي ومحمد كريشان وكمال بن عمارة وناجي الجويني ورشيد خشانة وغيرهم. "الصباح نيوز" التقت السيد نور الدين الزكري، رئيس المجلس، للحديث في شتى المواضيع المتعلقة ببرامج المجلس وأفكاره ونظرته لمستقبل تونس ولفرص النهوض بالاستثمارات.
أستاذ زكري، لو تحدثونا بإيجاز عن مكونات المجلس وسبب ظهوره على الساحة الاقتصادية والإعلامية في هذا التوقيت بالذات. ليس ذنبنا إن كنا لم نستطع تقديم شيء لوطننا في العهد البائد رغم ما أبديناه من حسن نية ومن تجاهل للعراقيل الكبيرة الصادرة من الأطراف الاقتصادية والسياسية المعروفة التي كانت ترفض كل مشاريع واستثمارات لا تمر عبر قنواتها "المافيوزية". بدأنا بمبادرة فردية لخدمة وطننا قبل الثورة كانت آخرها زيارة وفد كبير من رجال الأعمال لتونس خلال اجتماع اللجنة التونسية القطرية العليا في شهر ديسمبر2010. وطالبنا قبل الثورة بأسابيع بتنظيف الساحة الاقتصادية من المتحيلين والمتنفذين الذين ساهموا في نفور المستثمر الأجنبي من تونس كما اكتشفنا أن المعيار الأساسي لقبول المشاريع أيام المخلوع كانت المصلحة الخاصة وهو ما فوّت على تونس استثمارات بمليارات الدولارات. وقد عمل النظام السابق على قتل روح المبادرة وتدمير مستوى التعليم والبحث العلمي وتمييع الشباب والقضاء على قيم العمل والإبداع والتضحية والحمد لله أن السحر انقلب على الساحر في النهاية. لا بد من التأكيد على أن حكمة القيادة القطرية وحبّها لتونس كانا الضامن الوحيد للجالية التونسية بقطر أيام تعنت النظام وسحبه للسفراء خدمة لنفسه وهذا ما يجب حسن استغلاله الآن. عمليا، ماذا أعددتم لتجاوز مخلّفات هذه المرحلة السيئة وللنهوض فعليا بالاستثمارات القطرية بتونس؟ إن أضعف الإيمان هو رد الجميل لصناع الثورة بتوفير لقمة العيش وهذا دين على كل تونسي وخاصة خارج الوطن. تحظى الجالية التونسية بقطر بالتبجيل والتميز وهذه ثروة يجب استغلالها عمليا وفعليا.
التونسيون ملّوا الوعود والشعارات وينتظرون مشاريع قطرية ضخمة وانتداب للإطارات التونسية. ماذا أعدّ مجلسكم في هذا الإطار؟ يمكننا التأكيد أن الجانب القطري (دولة وقطاع خاص) سينتدب أكثر من عشرين ألف تونسي على مراحل. لقد حصلنا على وعود من أطراف قطرية نثق بها بتنفيذ مشاريع كبرى لخلق فرص العمل ومن أبرز هذه المشاريع: مشروع سياحي بتوزر، مشروع سبخة بن غياضة بالمهدية، مشروع محطة القطارات بسوسة والتي ستكون في شكل مدينة ترفيهية إضافة لمشروع مصفاة الصخيرة الذي جنى عليه أزلام الرئيس المخلوع ونظامه وستقع إعادة دراسته. كما وضعنا برنامجا لمشاريع فلاحية وصناعية سييتم النظر فيها مع الجهات المختصة.
وماذا عن تشغيل التونسيين بدولة قطر والذي أثيرت حوله شكوك واتهامات كثيرة؟ المعروف أن مشاريع التنمية والبنية التحتية والتكنولوجية التي تنجز بقطر استعدادا لاستضافة كأس العالم لكرة القدم 2022 تقدّر بمليارات الدولارات ونحن نعلن هنا أنه سيكون للكفاءات والمنتجات التونسية حصة فيها. كما نؤكّد في هذا الإطار أن طريقة انتداب التونسيين للعمل بقطر ستتسم مستقبلا بالشفافية المطلقة وستكون عادلة بين الجهات إضافة للتركيز على النوعية والتكوين المطابق لحاجيات السوق. وسنساهم من موقعنا في القضاء على ظاهرة السمسرة بالعقود لأن عقود العمل بدولة قطر مجانية ولا يحق بيعها كما يجري الآن ونعرف أن المئات، وأغلبهم من الشباب، كانوا ضحايا للسماسرة. على الوسطاء والمكاتب المتاجرة بالعقود بالملايين أن يخجلوا من أنفسهم لأنهم تسببوا في تشريد الشباب المحبطين والباحثين عن شغل بشتى الوسائل ببيعهم الأوهام وساهموا في دخول العديد منهم السجن. وإضافة للاستثمارات المباشرة والتشغيل بقطر، سنركّز خلال الفترة الحالية، وبعد انطلاق الحكومة المنتخبة في عملها، على شراكة إستراتيجية تونسية قطرية تكون بوابة للسوق الليبية. وستكون دار تونس بقطر من أهم الإنجازات التي سنساهم في إنشائها وتنفيذها في قطر لتكون معرضا دائما للمنتوجات التونسية وواجهة لموروثنا الثقافي والحضاري. ولدينا أيضا مشاريع مع شركاء أوروبيين وكنديين ستهتم بكل الولاياتالتونسية وأغلبها ممولة كليا ونتمنى أن تتجاوب الحكومة الجديدة معنا لتسهيل تحقيقها. يضم المجلس خبرات وكفاءات في كل المجالات، السياسية والاقتصادية وحتى الفكرية، والأكيد أن لكم نظرتكم الخاصة لما يحصل في تونس وتحليلكم للتطورات على الساحة الإقليمية والدولية لأن ما يحدث في تونس ليس معزولا عن محيطه. لنا نظرتنا الخاصة ومواقفنا من كل القضايا التي تهم وطننا ومستقبله لأن من أسرار النجاح الاقتصادي هو فهم طبيعة ما يدور حولنا. يضيق المجال بالحديث عن أفكارنا وتصوراتنا لكننا نكتفي بالقول أن ما قدمته الثورة لتونس هو على مستوى عالمي ولا يقدّر بثمن وللأسف لم يتم استغلاله حتى الآن وهو ما نطالب بتلافيه في أقرب وقت وحتى لا نواصل إضاعة الوقت في مسائل تافهة وأتمنى ثورة جديدة في العقليات حتى تكتمل الصورة الجديدةلتونس. أرى أن الحكومة التونسية مطالبة بتلافي بعض الأخطاء لأن البوابة الليبية القطرية أولوية مطلقة ويكفينا تجاهلها. إن وجدنا التفهم والتجاوب من حكومة السيد حمّادي الجبالي فسنصنع العجب من خلال المثلث التونسي القطري الليبي بالتعاون مع نخبة التونسيين المتواجدة بالخليج لأن المزاجية لا يجب أن توجد في الحكومة التونسية كما أن الفترات الانتقالية لا تطول ولا تتكرر ولا بد من التركيز على استمرارية العمل لأن غير ذلك سيربك كل الاستثمارات وسيزيد من تفاقم البطالة ونتمنّى أحزابا ومسؤولي دولة يتّقون الله في شعبهم ويستوعبون دروس سابقيهم.
أصبح الكثيرون يحذّرون من التدخلات الأجنبية التي تحصل تحت غطاء الاستثمارات أو الدبلوماسية، ألا تخشون اتهامكم بخدمة طرف ما أو دولة ما أو أجندة معينة؟ مازال البعض يراهن على إيقاف دواليب الاقتصاد للانتقام من خيارات الشعب لكن المراهنين على الفشل وعلى استمرار دولة الفساد واهمون وسياستهم فاشلة وللشعب التونسي ما يكفي من الفطنة والشجاعة لرفض أساليبهم والإطاحة بمخططاتهم. إن من يقول أن استضافة أمير قطر "عار" غير قادر حتى على تشغيل "مرمّاجي" واحد لكنه يتجرأ على عرقلة استثمارات ستوفر آلاف مواطن شغل في طريقها للبلد ويحرم منها البلاد والعباد تحت شعارات واهية وتفسيرات غير مقنعة. ونستغرب الحديث عن دور قطري مشبوه في تونس أم أننا لا نهلل ولا نهرول إلاّ لأبناء "العم سام" فقط؟! نحن نفهم الاحترازات المعقولة ونقبل كل أفكار بنّاءة ومقترحات قابلة للإنجاز لكن الحديث عن أجندة خارجية أو غير ذلك لا يستقيم وإلاّ سنضطر لمنع أية استثمارات أجنبية بدعوى أنها غطاء لتدخلات في شؤون تونس. ويحرص أعضاء مجلس رجال الأعمال التونسيين بقطر، عبر "الصباح نيوز"، على التأكيد على أن حزبنا الوحيد خارج الوطن هو علم تونس و من يرى غير ذلك سنتصدى له بالوسائل المشروعة وسنجيبه بالأفعال والمشاريع والإنجازات على أرض الواقع. التونسي معروف بعزة نفسه وشعارنا الكرامة قبل الخبز ومن يصدق أن خليجيا واحدا، مهما كان منصبه، قادر على إعطائنا أوامر فهو واهم. نحن نعمل لمصلحة الوطن وأبناء الوطن ولخلق مواطن الشغل وليعلم الجميع أننا لسنا محامين لقطر أو لغيرها. ليس الوقت للكلام بل للأفعال وحرام أن يسعى البعض لتشويه ثورتنا المجيدة ويجب وضع اليد في اليد مع الحكومة الجديدة والإيمان بأن من صنعوا الثورة قادرون على صنع معجزة اقتصادية. ونحن، في مجلس رجال الأعمال التونسيين بقطر، مقتنعون أن رجوع تونس للحاضنة العربية الإسلامية هو حبل النجاة لأن الاقتصاديات الأوروبية وحكوماتها تتساقط كأوراق الخريف والمفاجأة الأمريكية قادمة. وسيكون أبناء تونس بالخليج سندا مميزا في التنمية الشاملة لتونس الثورة والكرامة والتألق.