قام أهالي سيدي بوسعيد الليلة بمظاهرة سلمية أمام منزل الهادي الجيلاني بضاحية أميلكار. وعبّر أهالي المنطقة عن غضبهم من إيقاف ثلاثة من شبّان حيهم بتهمة نهب ممتلكات منزل الجيلاني في الأيام الأولى للثورة التونسية. ورفع المتظاهرون شعارات تنادي بالإفراج عن الموقوفين وبمحاسبة من أسموهم "بالمجرمين الحقيقيين وسارقي أموال الشعب" وهددوا بالاعتصام أمام منزل الهادي الجيلاني وإن لزمهم الأمر التحول إلى قصر الجمهورية بقرطاج إن لم يتم الإفراج عن الشبان الثلاثة. وكانت درصاف، البنت الصغرى للهادي الجيلاني وزوجة قيس بن علي، رفعت قضية عدلية ضد من اتهمتهم بالعبث بمنزل والدها بضاحية أميلكار ونهب محتوياته في الأيام الأولى للثورة. وقال شهود عيان ل"الصباح نيوز" أن ما حصل لا يعدو أن يكون شبيها بما حصل في كامل تراب الجمهورية لمّا كان الانفلات الأمني والفوضى العارمة يسودان كل مدن تونس وقراها. وأكّد صالح بن شعبان، أحد متساكني سيدي بوسعيد المشاركين في هذه الحركة الاحتجاجية، على "سلمية تحرّكهم وشرعية مطالبهم". وأضاف بن شعبان في تصريح خص به "الصباح نيوز": "لقد حرص أهالي سيدي بوسعيد إبّان الثورة على حماية الممتلكات العامة والخاصة بما فيها منازل الهادي الجيلاني وصخر الماطري وسليم شيبوب وغيرهم حتى لا يعبث بها المجرمون وها هم الآن يكافأون بقضايا عدلية ضدهم وبإيقاف شبان لم يقترفوا شيئا". وأكّد بن شعبان أن أهالي حيهم لن يغادروا المكان حتى الإفراج عن الموقوفين الثلاثة. وقالت سيدة في العقد الرابع من عمرها أن "المجرمين واللصوص يتمتعون بالحصانة ويعيشون رغد العيش أمّا من يدفع الثمن فهم الأهالي البسطاء الأبرياء". وأضافت: "كان أهالي المنطقة مظلومون على الدوام، ففي عهد المخلوع كانوا يعانون الأمرين من الطرابلسية ومن حاشية بن علي وزبانيته وهاهم الآن يعاقبون على طيبتهم وصفاء قلوبهم". وتساءلت عن "إيقاف من سرقوا وباعوا المسروق إن كان ذلك صحيحا وغض الطرف عمن اشتروا المسروق منهم وهم معروفون". وكان الجيلاني موجودا بمنزله لدى تظاهر متساكني سيدي بوسعيد أمامه علما أن عددا من الشبان تولى تنظيم المظاهرة لتفادي العنف ولمنع اقتحام المنزل. وقد حلت بالمكان منذ قليل تعزيزات من الجيش الوطني والأمن الرئاسي ومازالت المظاهرة متواصلة إلى الآن.