ستكون مباراة ليبروفيل في نصف النهائي الثاني لكأس أمم إفريقيا مواجهة بين منتخبين أحدهما لم يواجه صعوبة في الوصول لهذا الدور وهو فريق الكوت ديفوار، والآخر تخطى بصعوبة وبتطورات درامية أحيانا الدور الأول وربع النهائي وهو فريق مالي. فريق متجانس أظهر منتخب ساحل العاج أنه بالفعل يستحق ترشيحه للفوز باللقب فقد فاز في جميع مبارياته ولم تتلق شباكه أي هدف. وتغلب الفريق على السودان بهدف دون مقابل ثم على بوركينا فاسو بهدفين دون مقابل وضمن التأهل إلى ربع النهائي. وفي آخر مباراة في الدور الأول لعب المدرب فرانسوا زاهوي بتشكيل معظمه من البدلاء وتغلب على أنغولا بهدفين دون مقابل. وفي ربع النهائي تغلبت الكوت ديفوار على غينيا الاستوائية بثلاثة أهداف دون مقابل جاءت بتوقيع نجم تشيلسي ديدي دروغبا الذي أحرز الهدفين الأول والثاني ونجم مانشستر سيتي يحي توري. هذه اللقاءات أظهرت أن مستوى فريق زاهوي يشهد تقدما من مباراة لأخرى ويبدو الفوز بالنسبة له سهلا مقارنة بفرق أخرى وهو ما يعزز ثقة اللاعبين ويحررهم من الضغوط ويساعد في الحفاظ على لياقتهم البدنية. كما نجح المدرب الإيفواري في الجمع بين المهارات الفردية واللعب الجماعي القوي وأيضا في إعداد البديل الكفء مثل بوني ويلفريد لاعب نادي سبارتا براغ وماكس غراديل. قال زاهوي إن الفريق سيواصل نهجه في هذه البطولة موضحا: "لقد جئنا إلى هنا من أجل الفوز بكأس الأمم الإفريقية، ونعرف أن فريقا واحدا فقد هو الذي سيتوج بالكأس ونحن دائما نحترم المنافس مهما كان". وأكّد أن فرقا كبيرة ومرشحة للفوز باللقب عادت إلى بلادها مضيفا "دائما ما يحكم سلوكنا مبدأ احترام المنافس". وأضاف أن مواجهة فريق ليس لديه ما يخسره أمر صعب وهو ما حدث مع الفريق في المباراة الماضية ضد غينيا الاستوائية. وأوضح أن فريقه سيبذل أقصى جهده أمام مالي، مضيفا أنه بغض النظر عن الإحصائيات وتاريخ اللقاءات فقد تأهل إلى هذا الدور أفضل أربعة منتخبات في إفريقيا وفريقه سيواجه واحدا منها. وأكد أن الهدف هو مواصلة الانتصارات وأن فريقه يتعامل مع المباراة بجدية وسيؤدي كل دقيقة فيها بإصرار وتركيز لأن "صافرة الحكم هي التي تعلن الفريق الفائز" وليس التاريخ والأرقام. وأوضح أيضا أنه تعلم من دروس الماضي، وأنه أخبر الفريق بأن البطولة يفوز بها 23 لاعبا، وأن اختيار التشكيلة النهائية يعتمد على ظروف المباراة وطبيعة الخطة التي وضعها المدرب لأنه صاحب القرار مضيفا "الجلوس على مقاعد البدلاء لا يعني أن اللاعب ليس جيدا". وأكد أن ذلك يعزز الثقة داخل الفريق ويوفر له كمدرب خيارات واسعة في إطار أن الأولوية لمصلحة الفريق وليس لأسماء اللاعبين. ورغم أن الكوت ديفوار تعد دائما ضمن أفضل فرق قارة إفريقيا إلا أنها لم تتوج باللقب إلا مرة واحدة، وكان ذلك عام 1992 في السنغال وبسيناريو مثير في المباراة النهائية حين تغلبت بركلات الترجيح على غانا بنتيجة 11 - 10 بعد انتهاء المباراة في وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي. أما أفضل مركز في البطولات الماضية فكان في نهائيات 2006 بمصر، وحينها تغلب أصحاب الأرض على منتخب الكوت ديفوار بضربات الترجيح.
طموحات مالي وخبرة كايتا أما منتخب مالي بقيادة مدربه الفرنسي آلان جيراس فبدأ هذه البطولة بالفوز على غينيا بهدف دون مقابل، ثم انهزم أمام غانا بهدفين دون مقابل في أسوأ مباراة للفريق بالبطولة حتى الآن. وفي آخر مباراة بالدور الأول كان الفريق متأخرا بهدف أمام بوتسوانا لكن بخبرة لاعبين مثل سايدو كايتا فازت مالي بهدفين لهدف، لكن اللاعبين اضطروا للانتظار في الملعب لنحو خمس دقائق انتظارا لنهاية مباراة غانا وغينيا بالتعادل الذي منحهم التأهل. وبسيناريو درامي آخر تأهلت مالي إلى المربع الذهبي، فقد كانت مباراة ربع النهائي تسير لصالح الغابون وأحرز إيريك مولونغي هدف التقدم في الدقيقة 55. لكن قبل نهاية المباراة بست دقائق أدرك شيخ دياباتي التعادل، واحتكم الفريقان لوقت إضافي ثم لضربات الترجيح التي أوصلت مالي إلى ربع النهائي. ويرى محللون أن خبرة لاعبي الفريق المحترفين في أوروبا ساعدت كثيرا في وصوله إلى المربع الذهبي، وتجلى ذلك في استغلال فرص التهديف بغض النظر عن الأفضلية في اللقاء أو الاستحواذ على الكرة. وفي مقدمة هؤلاء لاعب برشلونة سايدو كايتا و شيخ دياباتي وعبدول تراوري (بوردو الفرنسي) وموديبو مايغا (سوشو الفرنسي). وقد أكد آلان جيراس يوم الثلاثاء بليبروفيل أن ظهوره بتواضع خلال البطولة لا يعني التخلي عن طموحات الفوز، مؤكدا أن التواضع فضيلة ضرورة الرياضة بصفة عامة وكرة القدم بصفة خاصة. وأوضح مدرب مالي أن التواضع يساعد دائما على طرح التساؤلات بشأن الأداء، ولكن هذا لا يعني التخلي عن الطموح، مضيفا أن الأبطال يجب أن يتحلوا بالتواضع من أجل مواصلة تحسين الأداء. وقال إن فريقه سيواصل مشواره المعتاد وبنفس الطموحات في كل المباريات، وأوضح أنه يدرك أن فريقه سيواجه منتخبا كبيرا جدا ولكن ذلك لن يفرض قيودا على منتخب مالي وسيواصل سعيه لتحقيق الفوز. وأضاف: "لا توجد وصفة سحرية" لإلحاق الهزيمة بساحل العاج ولكنه يبذل أقصى لإعداد الفريق بأفضل شكل ممكن وتوظيف جميع الإمكانات. وأوضح أن جهوده ركزت أيضا على استعادة اللياقة البدنية للاعبين بعد المباراة الماضية حين لعبوا قرابة ساعتين. وقال إنه يحاول حاليا الدخول في أجواء المباراة القادمة مع الأخذ في الاعتبار استراتيجية اللعب، لكنه رفض الكشف عن أي تفاصيل بشأن خططه. وأكد أيضا أنه يدرك تفوق منتخب الكوت ديفوار في النتائج والإحصائيات التي تظهر مستواه والمواهب والإمكانات التي يتمتع بها. لكنه مضى قائلا أنه يجب التوقف عن هذه النقطة موضحا أنه لا يريد أن يتسرب الخوف إلى لاعبيه من منتخب الكوت ديفوار. وأضاف أنه لو تسللت إليه مشاعر الخوف فمن الأفضل ألاّ يخوض المباراة. وأكد أنه يدرك تماما المهمة التي هو مقبل عليها ويحترم هذا التحدي، أما التصرف من منطلق الخوف فيعني أن "الفريق كأنه انهزم قبل بداية المباراة". وقد صرح جيراس أن كايتا يريد مثل بقية زملائه النجاح مع الفريق و تحقيق الفوز مع منتخب بلاده. وهو ذو شخصية قيادية ويأخذ الأمر بجدية وإن كان يخرج أحيانا عن طبيعته ولكنه يقوم بالدور القيادي في الفريق الذي يمكن للمدرب أن يعتمد عليه. وقال إنه بالنسبة لأي مدرب فهو بحاجة للاعبين مثل كايتا يقومون بهذا الدور القيادي في الفريق. وقد سبق لمنتخب مالي أن احتل المركز الرابع في بطولة عام 1994 بعدما تصدر المجموعة الأولى ثم فاز على منتخب مصر بهدف دون مقابل في ربع النهائي، لكنه هزم من زامبيا في نصف النهائي بأربعة أهداف دون مقابل ثم خسر ضد الكوت ديفوار في مباراة تحديد المركز الثالث.