سوء الأحوال الجوية وانعدام تنظيم توزيع الإعانات شيئان ميّزا نهاية الاسبوع في المناطق المتضررة من تساقط الثلوج التي زارتها "الصباح نيوز" فمع تزايد تساقط الثلوج يزداد الوضع الانساني تأزما في عديد مناطق الشمال الغربي وبينها عين دراهم التي سجلت اعلى نسب التساقط حيث فاق سمك الثلوج في عدد من مناطقها المتر وسبعين صم والمترين في مناطق اخرى على غرار منطقة حليمة الحدودية مع الجزائر في المقابل تحولت تلك المناطق الى شبه جنة تجارية لبعض المنتجات التي اصبحت تباع باثمان بخسة ولا في الخيال من ذلك ان سعر حفاظات الاطفال تعرض بثلاث دنانير وهي التي لا يقل سعر علبتها عن سبع دنانير كما يعرض الحذاء البلاستيكي " بوط" بثلاث دنانير في حين كان يباع ب14 دينارا,,, وبالتوازي مع ما ورد شهدت عديد المناطق انهيار عدد من المنازل نتيجة تراكم كميات هائلة من الثلوج على اسطحها مما جعل لجنة الانقاذ والطوارئ بعين دراهم تسرع في اعداد وتجهيز وفتح مراكز ايواء بكل من مصيف بني مطير والمدرسة الاعدادية حمام بورقيبة والمدرسة الاعدادية عين البية لكن هذه المراكز لم تفتح ابوابها بعد لاستقبال الحالات الانسانية فيما يأوي مركز معهد خمير بعين دراهم اكثر من 40 فرد اصيلي عديد المناطق التابعة لعين دراهم بعد انهيار منازلهم. وتجدر الاشارة الى ان اكثر من 20 عائلة في عديد المناطق الريفية التابعة لمعتمدية عين دراهم انهارت منازلهم او هي متداعية للسقوط لكنهم رفضوا مقترحات الجيش والحرس الوطنيين إجلائهم الى مراكز الايواء رغم ان معظم الحالات متواجدة في المناطق المعزولة والتي يصعب الوصول اليها لوعرة التضاريس. وقالت مصادر في الحرس الوطني ان المواطنين رفضوا اجلاءهم الى مراكز الايواء خوفا من نفوق حيواناتهم نتيجة الاهمال.. واضافت ذات المصادر ان مئات الحيونات قد نفقت نتيجة موجة الثلج القوية التي اجتاحت مختلف مناطق الشمال الغربي. وعلى المستوى الصحي فقد صرح الدكتور عبد المؤمن سمير منسق وزارة الصحة في جندوبة ان الوضع في ظل العاصفة الثلجية تحت السيطرة لكنه حذر من خطورة الوضع عقب انتهاء موجة الثلج اذ اعتبر ان الحالات الخطيرة والمرضى وخصوصا الذين هم في حالات استعجالية منعتهم الثلوج من الوصول الى المستشفيات والمراكز الصحية داعيا الى ضرورة تكثيف الاطارات الطبية في المناطق المنكوبة عقب نهاية العاصفة الثلجية. ودعا في السياق ذاته التونسيين الى تكثيف المساعدات الطبية وتكثيف القوافل المحملة بالادوية مؤكدا ان عدة انواع من الادوية مفقودة الان في كامل ارجاء عين دراهم وما جاورها بفعل صعوبة ايصالها الى المنطقة. وبخصوص المساعدات التي تصل الى المنطقة في اطار قوافل تضامنية فقد اشتكى مواطنون من عدم وصولها الى مستحقيها الفعليين وقال آخرون ان حركة النهضة "تسيطر" على عدة قوافل وتحتكر توزيعها على اطراف دون اخرى .. وقال احد اعضاء لجنة الطواريء للمجتمع المدني ان اعضاء المجلس التأسيسي النهضويين في منطقة جندوبة عملوا على تسييس المساعدات القادمة دون اي علامة سياسية بعد السيطرة على حمولتها. ورفع امس جماعة من السلفيين جاؤوا في قافلة تضم اكثر من 20 سيارة وشاحنة السيوف والعصي في وجوه المستحقين للمساعدات في هذه المنطقة اعقاب حصول تدافع شديد بين المواطنين للحصول على المساعدات وعبر عدد من المواطنين عن استيائهم من هذه المعاملة خصوصا وان من وصفوهم بالسلفيين عمدوا الي تقديم المساعدات لمن والاهم ووالى جماعتهم الناشطة في المنطقة من انصار جمعية قرآنية منطقة مجاورة لعين دراهم. وسجل امس نقص كبير في التزود بمادة القاز وقوارير الغاز والخبز والخضر مع انقطاعات للكهرباء والماء الصالح للشراب في عديد المناطق وسط مدينة عين دراهم وعدد من اريافها وخصوصا المقطوعة منها. وقال سمير العثيمني رئيس فرع الشركة التونسية للكهرباء والغاز بعين دراهم ان التقنيين الميدانيين المختصين في الكهرباء تمكنوا امس من اعادة الكهرباء الى اكثر من 93 في المائة من المناطق التي تغطيها الشبكة في معتمدية عين دراهم وبين ان جهودهم مكثفة لاستكمال اعادة النور الكهربائي الى كل المناطق.