أُعلن في مستهل أشغال مؤتمر الشريعة والدستور الذي انتظم اليوم بقصر الرياضة بالمنزه عن اعتصام في ساحة القصبة يوم الجمعة "لنصرة دين الله وكتاب الله" إثر حادثة الاعتداء على المصاحف في بن قردان. وحضر المؤتمر الذي نظمته كل من الجمعية التونسية للعلوم الشرعية و رابطة الجمعيات القرآنية و الجمعية التونسية لأئمة المساجد تحت عنوان " الشريعة المصدر الأساسي والوحيد للدستور" بعض أعضاء المجلس التأسيسي الممثلين عن حركة النهضة كما حضر المئات من المؤيدين للشريعة السلامية ورددّوا خلال فعاليات المؤتمر شعارات "الشعب يريد تطبيق الشريعة" و"لبيّك يا لله لبيّك" و"تونس تونس إسلامية لا لا للعلمانية" رافعين أعلام الخلافة وأعلام فلسطين وسوريا. وتضمن برنامج المؤتمر إلقاء 4 محاضرات: "ماذا نعني بالشريعة الإسلامية" للشيخ الحبيب بن طاهر و"مدنيّة الدولة في الشَّريعة الإسلامية للدكتور برهان النفاتي. كما ألقى الدكتور محمد الشتيوي محاضرة تحت عنوان "التشريع الإسلامي و التنمية الشاملة" وألقت الدكتورة فاطمة شقوت عبد الله محاضرة بعنوان " الشريعة الإسلامية و حقوق الإنسان"
فعن مدنيّة الدولة في الشَّريعة الإسلامية تحدّث الدكتور المحاضر بكلية الشريعة وأصول الدين برهان النفاتي مؤكدا ارتباط الدولة التي ترتبط بأصول الدين بالمدنية مفسّرا ذلك بأن القسط الأكبر من أحكام الشريعة الإسلامية قابل للتطور ولاجتهاد العلماء وفق ما تقتضيه مصالح الشعوب كما قال النفاتي أن الشريعة تبين مبادئ عامّة تكفلت السُنّة النبوية بتنزيلها على واقع تميّز بملابسات وظروف معيّنة وأوضح قائلا" الإسلام مثلا لم يعيّن شكلا معيّنا للحكومة بل بيّن أن العدل هو أساس سياسة الحكومة أيّا كان شكلها".
وقال برهان النفاتي أن علماء الدين في الدولة الدينية يختارون من الشريعة ما هو ملائم لعصرهم مشيرا أن هناك العديد من القوانين الوضعية الجارية تتفق مع مقاصد الشريعة كقوانين المرور وحفظ الثروة المالية والصحّة.
كما تحدّث الشيخ الحبيب بن طاهر فقيه المذهب المالكي عن مفهوم الشريعة الإسلامية في محاضرة ولخّص الشريعة في 3 مكونات هي : العقائد والتشريع والأخلاق وأضاف أنّ التشريع والأخلاق هما فرعان يندرجان تحت لواء العقائد مشيرا لأن الأنظمة الوضعية كالرأسمالية والشيوعية بنت تشريعاتها وأخلاقها تحت لواء فلسفاتها العقائدية وبالتالي من حق المسلمين أن يبنوا "حياتهم وشريعتهم وفق عقيدتهم" وأكّد بن طاهر أن التشريع هو من "اختصاص الله وحده لا يشاركه فيه أحد من البشر" مشيرا أن الشريعة الإسلامية تتّسم بالشمول في أحكامها وأن مقاصدها هي حفظ الدين والنفس والعقل وقال بأن الشريعة تراعي الواقع السياسي والإجتماعي للمجتمعات.