كثفت الدول الغربية والعربية الضغوط الشفهية على الرئيس السوري بشار الاسد يوم الاحد وشككت في قبوله خطة لوقف حملة دموية مستمرة منذ عام لكنها لم تصل الى حد تسليح المتمردين ضده أو الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني السوري المعارض وفي إشارة على نفاد الصبر إزاء ما يعتبرونه مماطلة من قبل الأسد حثت مجموعة "أصدقاء سوريا" مبعوث السلام كوفي عنان على وضع جدول زمني للخطوات المقبلة بما في ذلك العودة الى مجلس الأمن الدولي اذا لم يوقف الرئيس السوري بشار الاسد إراقة الدماء. وتواصلت أعمال العنف دون هوادة على الرغم من وساطة عنان. وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان 41 شخصا على الاقل لاقوا حتفهم في أنحاء سوريا يوم الاحد بينهم خمسة قتلوا في قصف استهدف أحياء للمعارضة بحمص. وقالت مجموعة "أصدقاء سوريا" التي تضم 83 دولة في بيان ختامي حصلت رويترز على نسخة منه ان الأسد لا يملك فرصة قائمة بلا نهاية كي يفي بالتزاماته لعنان الذي يقوم بهذه المهمة مبعوثا من الاممالمتحدة وجامعة الدول العربية. وأضافت المجموعة "سيتم الحكم على النظام من خلال أفعاله وليس وعوده". ولم تحضر الصين وروسيا العضوان الدائمان بمجلس الامن وايران حليفة سوريا المؤتمر الذي عقد في اسطنبول. وقبل الاسد خطة عنان للسلام لكنه لم ينفذها حتى الان. وتتألف الخطة من ست نقاط وتدعو الجيش لوقف اطلاق النار والانسحاب من المدن والبلدات والسماح بوصول المساعدات الانسانية. وقال وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو في مؤتمر صحفي بعد الاجتماع "لن نسمح للنظام السوري باساءة استخدام فرصة أخرى وهي الفرصة الاخيرة للوضع في سوريا." واعترفت مجموعة "أصدقاء سوريا" بالمجلس الوطني السوري المعارض باعتباره ممثلا شرعيا لجميع السوريين وأشارت اليه باعتباره المحاور الرئيسي للمعارضة مع المجتمع الدولي في صياغة لم تصل الى حد الاعتراف الكامل بالمجلس الوطني الذي يعوقه الشقاق المزمن في صفوفه. ولم تشر مجموعة أصدقاء سوريا الى دعم أو تسليح الجيش السوري الحر وهو ما تدعو اليه بعض دول الخليج العربية لكنها قالت انها "ستواصل العمل بشأن تدابير اضافية لحماية الشعب السوري ". ومن المرجح أن تفسر دول الخليج المتشددة العبارة على أنها تصريح بتقديم الاموال ان لم يكن بتسليح الجيش السوري الحر في حين ستفسرها الولاياتالمتحدة واخرون على أنها تسمح بتقديم معدات "غير فتاكة" للمعارضة المسلحة. وقالت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون امام المؤتمر ان حكومتها تقدم "معدات اتصالات لتسمح للنشطاء بتنظيم انفسهم وتجنب هجمات النظام والاتصال بالعالم الخارجي" مضيفة "نبحث مع شركائنا الدوليين أفضل طرق توسيع هذا الدعم." وانتقدت كلينتون الاسد لعدم التحرك بشان خطة عنان للسلام. وقالت "مر نحو أسبوع.. وعلينا أن نخلص الى أن النظام يضيف الى قائمة طويلة من عدم الوفاء بالتعهدات." واضافت في مؤتمر صحفي في وقت لاحق "لا وقت لانتحال الاعذار أو التأخير... هذه لحظة الحقيقة." وتشعر القوى الغربية بالقلق من التدخل العسكري في سوريا لكن داود اوغلو دق ناقوس الخطر بتشبيه الوضع هناك بمحنة البوسنة في التسعينات. وقال "في حالة البوسنة كذلك تباطأ المجتمع الدولي أكثر مما يلزم... ولذلك قتل الكثير من الناس" مضيفا "في حالة سوريا ينبغي على المجتمع الدولي ألا يتأخر كما حدث في البوسنة. علينا أن نتحرك دون إبطاء." وقال كريس فيليبس خبير شؤون الشرق الاوسط بجامعة لندن ان اجتماع اسطنبول لم يثمر شيئا يذكر.