شهد الاعتصام المفتوح أمام مقر مؤسسة التلفزة التونسية مساء امس خلافا وصل الى حد الشتم والضرب والشد بين البعض لكنه سرعان ما انتهى بتدخل الحاضرين وابعاد المتخاصمين، وحسب بعض الحضور الذين سألناهم عن الحادثة فإن الامر يعود الى الاختلاف حول جدوى تواصل هذا الاعتصام الذي شارف عن شهره الثالث دون تحقيق أهدافه حسب رأيهم ... وقد ذكر البعض الاخر أن العوامل الجوية المتقلبة من شدة البرد الى شدة الحرارة زيادة على طول المدة من الاسباب المباشرة لبروز الاختلاف والخلاف بين هؤلاء... ويعد هذا الاعتصام الذي دعت له رابطة مجالس الثورة أطول اعتصام عرفته تونس بعد 14 جانفي وقد شهد عدة تطورات اخرها قرار تعليقه ثم التراجع عن ذلك بعد انتخاب سعيد الخزامي على رأس قسم الاخبار بالوطنية 1 خلفا لمفيدة الحشاني التي غادرت القسم ويبدو أنها غادرت التلفزة على الاقل الى حين باعتبارها في عطلة لمدة أشهر ... ويطالب المعتصمون في بياناتهم ولافتاتهم أمام مقر التلفزة بتحييد الاعلام ومحافظته على نفس المسافة بين كل الاحزاب والحساسيات السياسية والفكرية لضمان مصداقيته وشفافيته على حد تعبيرهم ، كما يطالب المعتصمون الذين تحدثنا اليهم بتطهير التلفزة من رموز النظام السابق من مقدمي نشرات الاخبار والمديرين المشرفين على المؤسسة ، وقال بعضهم منتقدين الحكومة بأنها قامت بخطأ تاريخي في تثبيت وجوه معروفة ومحروقة عملت مع النظام السابق على حد تعبيرهم وهو أمر يتعارض ويتضارب مع أهداف الثورة حسبهم، وأضاف البعض أن الذي تعود على التعليمات والاوامر يظل دائما مطيعا ووفيا لأصحاب نعمته عليه ولو كانوا على خطأ ولا تعنيه الحقيقة ونزاهة الاعلام في شيء... وما يزال التجاذب والمد والجزر بين هؤلاء المعتصمين والعاملين بمؤسسة التلفزة التونسية متواصلا على شبكات التواصل الاجتماعي بصفة يومية من تبادل تهم وأحيانا شتم ونشر قوائم سوداء ووثائق تجرم البعض الاخر استغرب البعض لخروجها من داخل مبنى التلفزة نفسها...