عبرت الفدرالية الدولية لرابطات حقوق الإنسان عن أسفها للحكم الصادر أمس الخميس 3 ماي الموافق لليوم العالمي لحرية الصحافة ضدّ كلّ من نبيل القروي مدير قناة نسمة والهادي بوغنيم ونادية جمّالي مترجمة الفيلم في قضية عرض الفيلم الكارتوني "برسيبوليس". وقد وجّهت للمتّهمين الثلاثة في القضية تهمة "عرض شريط أجنبي على العموم من شأنه تعكير صفو النظام العام والنيل من الأخلاق الحميدة". وقرّر قاضي الجلسة تغريم مدير قناة "نسمة" بخطية مالية تقدّر ب 2400 دينار أمّا كلّ من الجمالي وبوغنيم فقد تمّ إقرار تخطيتهم بمبلغ مالي يقدّر ب1200 دينار. واعتبرت الفدرالية في بيان أصدرته أمس الخميس أنّ تغريم قناة نسمة ينضاف إلى " تعدد التهديدات التي يتعرض لها الإعلاميون وحرية الإعلام في تونس". كما حذّرت الفيدرالية في نفس السياق من خطورة " استغلال القضاء لأغراض سياسية وإيديولوجية". وقال كريم الهيدجي نائب رئيس الفدرالية الدولية لحقوق الإنسان والذي حضر في الجلستين الفارطتين لهذا الحكم أنّ هذه "الادانة رغم كونها رمزية " فأنّ "العدالة التونسية من خلال إصدار هذا الحكم لا تتماشى مع التزامات تونس لاحترام ميثاق الحريات الأساسية". كما أكّد الهيداجي أنّ إقرار الحكم على قناة نسمة يوم 3 ماي يتنزّل ضمن التعدّيات المتواترة ضدّ الصحفيين وحرية الإعلام". ونبه الهيداجي إلى ما يواجهه مهنيو القطاع في تونس من "صعوبات وضغوط لدى اضطلاعهم برسالتهم الإعلامية". كما ذكّر كريم الهيداجي بما طال الصحفيين من تهديدات سواء خلال الاحتفال بعيد الشهداء يوم 9 أفريل الفارط أو إثر الاعتصام أمام مؤسسة التلفزة الوطنية الذي نفّذه مجموعة من المعتصمين ل"تطهير الإعلام" على حدّ تعبيرهم والذي تواصل إلى غاية 25 أفريل الفارط . من جهتها، دعت الفدرالية السلط التونسية إلى حماية الصحفيين وضمان حرية التعبير طبقا للمعايير الدولية المعمول بها وفي سياق مسار إصلاح القطاع الإعلامي سيما من حيث الإصلاح التشريعي . يذكر أن الفدرالية الدولية لحقوق الانسان هي منظمة غير حكومية تأسست سنة 1922 وتجمع شبكة من رابطات حقوق الانسان (164 رابطة) في اكثر من 100 دولة.