علمت "الصباح" من مصادر مطلعة أن القسم الخارجي بجهاز الاستعلامات التونسي بإدارة الأمن الوطني تلقى خلال الأسبوع الجاري معلومات استخباراتية على غاية الأهمية من جهاز مخابرات أجنبي- سبق وتوقع حصول عملية إغتيال سياسي بتونس الصائفة الفارطة والمتعلقة بإغتيال الفقيد محمد البراهمي- يرجح فيها تسلل أو إمكانية تسلل 450 ممن وصفوا ب"المرتزقة" والذين يرجح أنهم متشددون دينيا وإرهابيون من جنسيات مختلفة يعتقد أن من أبرزها التونسية والليبية والمالية والموريتانية والجزائرية دون إضافات أخرى حول سبب تسللهم. ولكن مصادرنا أكدت أن من وصفوا في الإشعار بالمرتزقة قد يكونون إرهابيين أو متشددين دينيا على علاقة بتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي تسللوا أو قد يتسللوا على الأرجح من الحدود الليبية وربما من أقصى الحدود الجزائرية عبر المثلث الصحراوي إلى بلادنا قصد ارتكاب أعمال إرهابية بالتنسيق مع بعض الخلايا النائمة المستقرة بتونس. وذكرت ذات المصادر أن هؤلاء الإرهابيين، وإن تأكد تسللهم إلى التراب التونسي خلال الأيام الاخيرة فإنهم قد استغلوا على أحسن وجه انشغال قوات الأمن والحرس والجيش في التصدي للاحتجاجات الاجتماعية وخاصة أعمال الشغب والتخريب والاعتداءات على المقرات الأمنية والمنشآت العمومية في أنحاء مختلفة بالبلاد. وكان جهاز الاستخبارات نفسه أشعر في شهر نوفمبر الفارط جهاز الاستعلامات التونسي أن الجنوب التونسي قد يكون عرضة لهجوم إرهابي كبير من طرف مجموعات متشددة مستقرة بالتراب الليبي ردا على الضربات الامنية والعسكرية التونسية الناجحة للمجموعات الإرهابية والخلايا النائمة في تونس وربما في محاولة أيضا لتفكيك الحصار على إرهابيي الشعانبي. مافيا مسلحة واستنفار عسكري هذه المعلومات الاستخباراتية المتواترة تزامنت –وفق تقارير إعلامية- مع طلعات منتظمة منذ بداية الأسبوع الجاري لسلاح الجو الجزائري على المناطق المحاذية للحدود مع تونس تنفيذا لقرار اتخذه يوم السبت الفارط المجلس الأمني في ولاية تبسة، إضافة إلى توجه المؤسسة العسكرية لتعزيز قدراتها على الاستطلاع وتشديد المراقبة على الحدود من خلال إجراء مفاوضات مع روسيا لاقتناء 30 طائرة دون طيار من طراز"95 إي" بكلفة تقارب 65 مليون دولار وإجراء مفاوضات مماثلة مع كل من الصين والامارات للحصول على طائرات من طراز "يلونغ"، فيما تحدثت معطيات أمنية ليبية قُدمت في ندوة صحفية خلال الأيام القليلة الماضية، عن تشكل مافيا جديدة بين تونس وليبيا والجزائر، وصلت شبكاتها إلى تهريب الأفارقة نحو أوروبا عن طريق المثلث الصحراوي الحدودي، بمعدل 40 شخصا يوميا، وأقيمت حتى محطات أرضية لتخزين الوقود في براميل في الصحراء، استخدمتها الجماعات المسلحة في تنقلها وتنفيذها للعمليات الإرهابية، وقدمت هذه الخدمات للإرهابيين مافيا تهريب الوقود عبر الدول الثلاث. ظهور أبو عياض صوتيا وتزامنت هذه المعلومات الاستخباراتية أيضا مع إذاعة كلمة صوتية ل"أبو عياض" زعيم ما يعرف بتنظيم أنصار الشريعة المحظور بتونس، تحت عنوان: "بيان نصرة وتأييد لإخواننا المجاهدين بالشام"، وحثّ فيها المقاتلين التونسيين في سوريا إلى اعتزال الفتنة والصراع بين الفصائل الجهادية هناك والتزام الحياد. وقال هادي يحمد، الباحث في شؤون الجماعات الإسلامية، لموقع إخباري ليبي إن "بيان أبوعياض جاء حاملاً عدة رسائل للداخل التونسي وللناشطين في الساحة الجهادية العالمية وأهمها سوريا وأولى الرسائل توقيت تسريب الشريط الذي وافق الذكرى الثالثة للثورة التونسية التي حررت التيار الجهادي في تونس من سجون النظام السابق، وثانيها جاء في قالب نفي غير مباشر من أبو عياض للأخبار التي راجت حول اعتقاله في ليبيا أواخر العام الماضي، أما الرسالة الثالثة فأراد من خلالها البروز كزعيم جهادي عالمي له رأي فيما يدور في الساحة السورية". غلق طريق قصر قرطاج وفي سياق آخر ذكرت بعض التقارير الإعلامية أن قوات كبيرة من الأمن معززة بوحدات خاصة أغلقت خلال الليلتين الفارطتين المنافذ المؤدية لقصر قرطاج ومحيطه من جهتي سيدي بوسعيد والعاصمة، وتزامنت هذه الاحتياطات الأمنية غير المسبوقة حتى في عهد الرئيس المخلوع مع تواتر المعلومات الاستخباراتية بتسلل المرتزقة إلى تونس، ولكن مصدر أمني مطلع أكد أن هذه التدابير الأمنية لا علاقة لها بأية معلومات استخباراتية وأنها احتياطات معمول بها في ظل أحداث الشغب التي شهدتها بعض المناطق خلال الليالي الفارطة. صابر المكشر (جريدة الصباح 17 جانفي 2014)