ذكرت الشقيقة "الصباح" في عددها الصادر اليوم ان أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني نجحوا صباح يوم الجمعة الفارط في الإطاحة بشبكة دولية وصفت بالخطيرة مختصة في ترويج المخدرات بين عدة بلدان أوروبية وعربية ألقوا إثرها القبض على 15 شخصا يحملون عدة جنسيات من بينها التونسية والجزائرية والإسبانية تتراوح أعمارهم بين العقدين الثالث والخامس، وحجزوا مجموعة من السيارات والدرجات النارية الثقيلة والحواسيب والأسلحة النارية والهواتف المحمولة الذكية وقطع المصوغ ومبالغ مالية كبيرة من العملات التونسية والأوروبية والأمريكية، وذلك إثر مطاردة تواصلت طيلة 32 ساعة بين عدة ولايات أبرزها بن عروس وتونسوجندوبة والكاف. أوراق القضية التي كانت تطرقت "الصباح" في عدد يوم الأحد إلى نشر التفاصيل الأولية عنها تفيد بأن معلومات وردت يوم 13 نوفمبر الفارط على أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بالقرجاني مفادها اختفاء رعيتين الاول إسباني والثاني يحمل الجنسية الكولومبية وهما كهلان في العقد الخامس من العمر دخلا إلى تونس لقضاء أيام للاستراحة والاستجمام ثم المغادرة، وبانطلاق الأبحاث تبين أن المفقودين تعرضا للاختطاف ثم اتصل مختطفوهما بعائلتيهما وطلبوا فدية تقدر بمئات الملايين مقابل إطلاق سراحهما(حوالي مليار من المليمات). التحريات السرية باشر أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية البحث في القضية وبعد أسابيع من المجهودات والعمل الاستخباراتي تمكنوا من المسك بالخيط الذي قادهم إلى الكشف عن العصابة، إذ قاموا بحصر الشبهة في مجموعة من الأشخاص بينهم تونسيون ولكن أثناء محاولة إيقافهم بالأحواز الجنوبية للعاصمة لاذوا بالفرار بواسطة سيارة باتجاه الأحواز الشمالية ثم سلكوا الطريق إلى ولاية جندوبة مرورا بعدة ولايات، وقد تواصلت عملية المطاردة طيلة 32 ساعة وفق ما أفادنا به مصدر امني مطلع حتى تمكنوا من إيقاف السيارة ومستقليها(عددهم حوالي ثلاثة). مداهمة ناجحة نفس المصدر أكد أن الأعوان وبالتنسيق مع النيابة العمومية واصلوا العمل الميداني والاستخباراتي وداهموا فجر يوم الجمعة منزلا بمنطقة سيدي مطير نقل إليه المختطفان وألقوا إثره القبض على عشرة أشخاص من جنسيات مختلفة أبرزها التونسية والجزائرية والأوروبية كما عثروا على الرهينتين فحرروهما، وحجزوا ثلاثة أسلحة نارية متطورة إحداها اختصاص اقتحام وحاسوبين وهواتف محمولة أحدها متطور وكمية من الخراطيش الصالحة للاستعمال وجوزارات السفر ومبالغ مالية كبرى من العملة التونسية والأوروبية والأمريكية وقطع مصوغ وساعتين ثمينتين إضافة إلى أربع دراجات ثقيلة وخمس سيارات، مضيفا ان المحجوز تقدر قيمته بمئات الملايين فيما ينتظر أن يتم الكشف ربما مع تقدم الأبحاث المتواصلة بمقر الإدارة بالقرجاني على حسابات جارية لأفراد الشبكة وربما عقارات داخل تونس وحتى خارجها، فيما يرجح أن يكون أفراد هذه العصابة التي تتعامل في مجال تهريب المخدرات وترويجها بين البلدان المغاربية والأوروبية قد نجحوا في تهريب كميات كبيرة جدا من المواد المخدرة وغنموا مبالغ مالية كبرى قد تصل إلى ملايين الدينارات.