انتعشت قيمة الدينار التونسي منذ ثلاثة أيام التي تلت المصادقة على الدستور أمام العملات الأجنبية. وبلغت قيمة الدينار اليوم الإربعاء أمام الأورو 2,1990 فيما قدرت قيمة الدينار مقابل الدولار ب 1.6092، وذلك بعد منح الثقة لحكومة مهدي جمعة في ساعة متأخرة من ليلة الثلاثاء – الإربعاء. وللإشارة فإنّ الدينار التونسي كان يوم الإثنين الماضي اي صبيحة ختم الدستور 2,2161 أورو بينما بلغ 1,6194 دولار، علما وأنّ معدّل صرف الدينار بالدولار الأمريكي خلال الستة أشهر الماضية بلغ 1,6576 بينما بلغ معدّل صرف الدينار بالأورو 2,2679 خلال نفس الفترة. وللخوض في هذا الموضوع اتصلت "الصباح نيوز" بالخبير الاقتصادي والمالي فتحي النوري الذي اعتبر ان انعكاس الانفراج السياسي والأمني على سعر الصرف يكون على المستوى البعيد والمتوسط، مبيّنا أنّ سعر صرف الدينار يشهد تصاعدا تدريجيا منذ قرابة الشهر بفضل تدخّل البنك المركزي والسياسة التعديلية التي يعتمدها في سوق الصرف. وقال النوري ان سعر الصرف سيستقر عندما يتحسّن الميزان الجاري وميزان الخدمات ويرتفع مخزون البلاد من العملة الصعبة وتعود الثقة للمستثمرين الأجانب وتتلقى تونس الهبات والدعم من الدول الأجنبية. وأشار النوري إلى أنّ اتونس ميزتين تفاضليتين مقارنة ببقية دول العالم، وأوضح : "الميزة الأولى اندلاع ثورة في تونس ضد الديكتاتورية والمنظومة الاقتصادية الفاسدة...أما الثانية فهي ختم دستور جديد للجمهورية الثانية للبلاد ومنح الثقة لحكومة تكنوقراط كفاءات وغير متحزبين". وأضاف : "وزراء حكومة جمعة استثمار السبعينات والستينات..استثمار بورقيبة في التعليم". وأكّد النوري ان استثمار هاتين الميزتين وتجسيدهما سيمكنان تونس من الحظوة باحترام افضل من البلدان الأجنبية وحينها ستستقرّ قيمة الدينار أمّا إذا أهدرت هذه الفرصة فسندخل في طريق لا يحمد عقباه، قائلا : "أنا على يقين ان الشعب التونسي يأبى الفشل وقادر على التفاعل مع كلّ ما هو إيجابي.. ولكن ينقصنا العودة إلى العمل باعتباره قيمة حضارية وسنكون بذلك قد ثمنّا الثورة ونتائجها وسيتحسن اقتصاد بلادنا...وتونس اليوم شبيهة بلعبة "الفوربويار" كلّ مرة نفتكّ مفتاحا يقودنا إلى مرحلة أفضل وفي خضم ذلك يجب ردّ الاعتبار لروح المبادرة والعمل". ودعا النوري إلى عدم التفاؤل كثيرا وأن لا تأخذ نشوة الفرح بما أنجز في تونس إلى غاية اليوم أكبر من حجمها حتى لا تنفجر وأن يعود الجميع إلى العمل والمثابرة. ومن جهة أخرى، أشار فتحي النوري إلى أنّ الاقتصاد الأوروبي والعالمي يشهد انتعاشا في هذه الفترة ولذلك فانّ على تونس أن تأخذ نصيبها الكافي من الاستثمار واستغلال هذه الفرصة.