حظي رئيس الحكومة مهدي جمعة لدى وصوله أمس السبت على متن رحلة جويّة في خطّ تجاري إلى مطار هوّاري بومدين بالعاصمة الجزائر باستقبال رسمي على شرفه حيث كان في انتظاره واستقباله نظيره الجزائري عبد المالك سلاّل ووفد وزاري. وحسب بلاغ صادر عن رئاسة الحكومة فقد عبّر رئيس الحكومة في تصريح صحفي بالمطار عن سعادته بأن تكون أول زيارة خارجيّة له بعد أيّام قليلة من استلامه لمهامّه إلى الشقيقة الكبرى الجديدة الجزائر موضّحا أن التوجّه أوّلا إلى إلى الجزائر تقليد تونسي وتقليد شخصي له إذ أن أول زيارة خارجيّة له عندما كان وزيرا للصناعة كانت للجزائر. وحيّا مهدي جمعة الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لإهتمامه المتواصل وحبّه الكبير لتونس،كما حيّا نظيره الجزائري الوزير الأول عبد المالك سلاّل لقبوله تنظيم الزّيارة في وقت قياسي. وأبرز رئيس الحكومة أنّ هذه الزيارة تعتبر إشارة واضحة للعلاقات المتينة بين البلدين، وهي علاقات أكثر من تاريخيّة فهي عضوية،مذكّرا بأنها تأتي غداة الإستعداد لإحياء الذكرى 56 لأحداث ساقية سيدي يوسف حيث امتزجت فيها دماء التونسيين بدماء الجزائريين. وأشار مهدي جمعة حسب نفس البلاغ إلى أن البلدين كانا دائما إلى جانب بعضهما البعض في كل الأزمات والمحن،مشدّدا على أن أمن تونس من أمن الجزائر وأمن الجزائر من أمن تونس. وختم بأنّ الزيارة ستكون لدفع العلاقات الثنائية وخاصّة الشراكتين الأمنيّة والاقتصادية. كما اشار البلاغ الى ان مقرّ الوزارة الأولى بالعاصمة الجزائر احتضن لقاء جمع رئيس الحكومة مهدي جمعة مرفوقا بوزير الخارجيّة منجي الحامدي بالوزير الأول الجزائري عبد المالك سلاّل والوفد المرافق له وفي مقدّمته وزيرا الشؤون الخارجيّة والطاقة والمناجم الجزائريين حيث تمّ استعراض القضايا ذات الإهتمام المشترك وطنيّا واقليميّا ودوليّا. ونظّم الوزير الأوّل الجزائري عبد المالك سلاّل حفل عشاء على شرف رئيس الحكومة مهدي جمعة والوفد المرافق له. هذا وقد أدى رئيس الحكومة مهدي جمعة صباح اليوم زيارة إلى مقام الشهيد بالجزائر العاصمة حيث تلا فاتحة الكتاب ترحّما على أرواح الشهداء الأبرار ووضع إكليلا من الورود وذلك رفقة وزير الخارجية منجي الحامدي ووزير المناجم والطاقة الجزائري يوسف اليوسفي. إثر ذلك أدى رئيس الحكومة زيارة إلى مقرّ المؤسّسة الوطنيّة للسيّارات الصناعيّة "SNVI" المختصّة في صنع العربات والشاحنات وحافلات النّقل المدرسي والنّقل بين المدن وشاحنات الصّهاريج حيث استفسر عن الطرق التفصيليّة لنشاطات الشّركة وتقنياتها الصناعيّة والسبل التي تعتمدها خاصّة في تطوير شراكاتها الاقتصادية. وفي تصريحه بالمناسبة،أكد رئيس الحكومة مهدي جمعة أنّ زيارته للجزائر رغم كونها بالأساس رسميّة وأخويّة فإنّه انتهز من خلالها الفرصة لزيارة هذه المؤسّسة الكبرى للسيّارات الصناعيّة بما يعزّز فكرة التّكامل الاقتصادي بين البلدين في عديد القطاعات خاصّة في هذا القطاع معربا في الأثناء عن إعجابه بمستوى المعرفة والخبرة اللّتين اكتسبهما الأشقّاء الجزائريّون في المجال. ولفت مهدي جمعة النّظر إلى أنّ صناعة السيّارات في تونس تساهم بنسبة 5 بالمائة من الدّخل الوطني الخامّ،وهي صناعة أوضح رئيس الحكومة أنّ فيها مسائل تقنيّة تتطلّب تبادل الخبرات وأن قدرات وتجارب الأشقّاء الجزائريين في الإطلاع على التقنيات العالية في مجال السيّارات الصناعيّة جديرة بالاستئناس بها بما يمكّن من تحقيق التكامل والاندماج بين بلادنا والجزائر في هذا القطاع الاقتصادي الحيوي. ورافق رئيس الحكومة في زيارته للمؤسّسة الوطنيّة للسيّارات الصناعيّة بالجزائر وزير التنمية الصناعيّة وترقية الاستثمار الجزائري السيّد عمارة بن يونس.