احتشد اليوم العشرات من الأشخاص سواء من حزب الوطد أو من الحقوقيين او الصحفيين أو أعضاء من المجلس التأسيسي أو رؤساء أحزاب في مكان اغتيال الشهيد شكري بلعيد احياء لذكرى اغتياله وتم وضع الورود في ذلك المكان الذي أريقت فيه دماء الشهيد شكري بلعيد ورددوا شعارات " ياشهيد ارتاح ارتاح سنواصل الكفاح" و" ياشهيد على دربك لن نحيد" ثم توجهوا بعد ذلك الى خيمة بالقرب من مكان اغتيال بلعيد أين عقدت فيها ندوة صحفية للجنة المبادرة عن كشف الحقيقة وأيضا هيئة الدفاع في القضية. وافتتحت الندوة نزيهة رجيبة ذاكرة أنه برغم مرور سنة على الجريمة السياسية النكراء لم تنكشف حقيقة من اغتالوا بلعيد بل ظلت مجرد وعود بالكشف عن أولائك القتلة وتتالت بالتالي الأيام والأسابيع والشهور ولم يظهر شيء من الحقيقة بل ما لمسته لجنة المبادرة من أجل الكشف عن الحقيقة وهيئة دفاع قضية اغتيال بلعيد تباطؤا وتلكّؤا وتسترا عن المجرمين وتعطيل كما لاحظوا وجود حواجز أعطتهم انطباعا يوشك أن يكون يقينا أن هنالك أطراف تسعى بلا هوادة الى طيّ الجريمة وبالتالي عدم محاسبة الفاعلين الحقيقيين. وأضافت خلال لقائنا بها على هامش الندوة الصحفية أنه رغم قتل القضقاضي والذي اعتبر وزير الداخلية أن قتله هدية للشعب التونسي فإن الهدية حسب ذكرها لن تمحو ذاكرتنا وأنه لا يمكن الإعتقاد أنه بقتل القضقاضي أو غيره الحقيقة أصبحت معلومة فحتّى لو فرضنا حسب ذكرها أن القضقاضي هو من ضغط على المسدس وقتل شكري بلعيد فإننا نريد أن نعرف من أرسله ومن أي طرف سياسي هو لأن القاتل والمقتول سياسيان. وفي نفس الإطار لاحظت أنه مخطئ من توهّم أنه بالقضاء على القضقاضي تم القضاء على عدوّ المجتمع وأنه برحيله لن يصبح هنالك أعداء بل مازال هنالك أعداء وهم أنفسهم من اغتالوا شكري بلعيد. عملية رواد قتلت شهودا وبالنسبة لعملية روّاد لاحظت نزيهة رجيبة أنها لم تكشف شيئا بل ربّما مات فيها شهود كنا نفضّل حسب رأيها لو أنهم بقوا على قيد الحياة ليقولوا لنا من أرسلهم وليتم ربط الصلة بالتالي بين الخطاب التحريضي على العنف والقتل المعنوي وبين المرور الى التنفيذ. مضيفة أنها لا تريد إلقاء التهم جزافا على الأشخاص ولكن هنالك شعور يراودها بأن هنالك طرف فكري سياسي وراء عملية اغتيال بلعيد. وفي سياق آخر قالت أن الباجي قائد السبسي صرّح مؤخرا لإذاعة موزاييك أف أم من أن أطرافا في السلطة تعرف حقيقة اغتيال شكري بلعيد ولكنها تتكتم عن ذلك. ورأت أنه من المفروض على السبسي أن يتكلم ويقول من هي تلك الأطراف ويكون فوق الإبتزاز السياسي لأي طرف لأن العنف آفة حسب ذكرها يمكن أن تصيبه مثلما أصابت غيره. عملية رواد كشفت اندثار دور العريّض وساند أمين عام حزب الوطد زياد لخضر نزيهة رجيبة ولاحظ أن هنالك تباطؤا وتلكؤا في قضية اغتيال بلعيد وانعدام الإرادة في كشف الحقيقة. وفي سياق آخر قال أن عملية رواد جاءت بعد رحيل حكومة علي العريّض وكشفت بالتالي أن قبضة العريّض وحزبه لم تعد متحكمة في وزارة الداخلية لذلك استطاعت الفرق الأمنية القضاء على تلك الخلية الإرهابية بحرفية. وعبّر زياد لخضر عن تمسك حزبه والجبهة الشعبية بتشكيل لجنة تحقيق مستقلة تتمكن من كل أدوات العمل للكشف حقيقة من اتخذ القرار السياسي باغتيال بلعيد ومن موّل ومن تستر على الجريمة وطمس معالمها. ولاحظ أن معركة الإرهاب لا زالت متواصلة وعلى التونسيين التكاتف من أجل التصدي له كي نعيش في جمهورية سلام وطمأنينة. وأجمع العضوان بهيئة الدفاع في القضية الأستاذان أنور الباصي ومختار الطريفي أن القضاء عاجز في قضية اغتيال بلعيد ولم تكن لديه العزيمة في التمشي للكشف عن الحقيقة وأيضا هنالك عدم جدّية في البحث.